م.علي جعفر علي
باحث في استراتيجيات المياه
في بداية يونيو الجاري اعلنت شركة الكهرباء الاثيوبية بدء تفريغ سد تكزى الواقع على نهر ستيت، علي اثر ذلك في ٥ يونيو اعلنت وزارة الري السودانية ان هذا التفريغ غير المتوقع سيودى الى ارتفاع كبير فى مناسيب نهر ستيت والمناسيب امام وخلف سدى اعالى عطبرة وستيت وامام وخلف خزان خشم القربة حتى مدينة عطبرة، و حذرت المواطنين في تلك المناطق اخذ التحوطات اللازمة للحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم.
في ذات السياق عزا خبراء موارد مائية إلى أن حجم التفريغ يزداد في هذا العام نتيجة توقف سد تاكيزي عن توليد الكهرباء فترة اعتداء الجيش الفيدرالي الأثيوبي على إقليم تيجراي الذي يضم منطقة السد وقصف محطة الكهرباء، ما أدى إلى زيادة مخزون بحيرة السد مقارنة بالعام الماضي.
من جهته افاد د.عباس شراقي خبير الموارد المائية المصري تعليقا علي تفريغ تكزي بأن الصور الفضائية تظهر "زيادة سعة بحيرة السد إلى 9 مليارات متر مكعب ومن المتوقع تفريغ حوالي 2 مليار متر مكعب".
تجدر الإشارة ان سعة سد تكزي التقديرية هي ٩ مليار متر مكعب و ان التفريغ كما أشار بيان وزارة الري السودانية يؤثر علي ثلاثة سدود سودانية هي اعالي نهر عطبرة و ستيت و خشم القربة بجملة تخزين ٤ مليار متر مكعب.
هذه الواقعة تُثير تساؤل جوهري عن ماذا لو تكرر هذا السيناريو لأي سبب من الأسباب في حالة سد النهضة و الذي تبلغ سعته ٧٤ مليار متر مكعب اي حوالي ثمانية اضعاف سعة تكزي علما بأن اول السدود السودانية المتأثرة حال تكرار سيناريو تفريغ تكزي مع سد النهضة هو سد الروصيرص بسعة تخزين ٧ مليار متر مكعب.
حالة تفريغ تكزي الاخيرة تدل بوضوح علي ان مخاطر سد النهضة علي السودان لا تبلغ مداها فقط في حال ما لو انهار سد النهضة، يكفي فقط تشغيل إثيوبيا السد ملأ أو تفريغ دون التنسيق مع السودان او إخطار مسبق تحت وطأة اي ظرف إثيوبي داخلي و ان كان طارئ كما في حالة اندلاع النزاع الأخير والذي لا يبعد ميدانه كثيرا عن منطقة سد النهضة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق