مهندس باحث/ خالد النور
المقارنة بين تصريفات و مناسيب النيل و ربطها بالفيضان والمناطق المتأثرة في كثير من الأحيان تكون ناقصة نتيجة لكثير من المتغيرات مثل التغير في استخدامات الاراضي وتضييق مجري النيل في المناطق السكنية...لكن تبقي المقارنة مع سنوات الفيضان العالي أو الجفاف الشديد هي المرجعية المتاحة للمقارنات ولكن يجب إصطحاب العوامل الاخري مثل كمية الأمطار توزيعها، ترددها، وقتها و كثافتها.
فيما يخص التصريفات اليومية فالمقارنة تبقي صحيحة خصوصا التصريف من خزان الروصيرص الذي يكون في الغالب أكثر دقة من تصريف محطة الديم خصوصا في فترة ما بعد التعلية. حدوث الفيضان يعتمد علي التصريفات اليومية وما تحدثه من ارتفاع في المناسيب علي طول مجري النيل وكذلك علي الأمطار المحلية التي تزيد من فرص حدوث الفيضان.
و لكن تبقي المقارنة بين ١٩٨٨ أو ١٩٤٦ ناقصة عند المقارنة بين المساحات أو المناطق التي غمرتها المياه أو عن الخسائر في الأرواح و الممتلكات.
التقارير تشير الي ان التصريفات اليومية لهذا العام ٢٠٢٠ كانت أعلي من تلك التي كانت في ١٩٨٨. فمثلا تصريف الديم في يوم ١/٩/٢٠٢٠ وصل الي ٩٣٤ مليون متر مكعب في اليوم مقارنة بأعلي تصريف في العام ١٩٨٨ وهو ٨٠٢ مليون متر مكعب في اليوم و كان في يوم ١٨/٨/٢٠٢٠.
كذلك اعلي منسوب وصلت إليه الخرطوم في العام ١٩٨٨ كان ١٦.٩٤ اما في هذا العام الخرطوم تجاوزت ١٧.٥٠.
علي الرغم من ذلك فإن عدد المتأثرين بالفيضان هذا العام اقل بكثير منه في العام ١٩٨٨ حيث فاق عدد المتأثرين المليون و نصف المليون من السكان الذين اصبحوا بلا مأوى في ذلك الحين. السبب الرئيسي هو أن فيضان عام ١٩٨٨ كان مصحوبا بأمطار محلية عالية جدا و صلت الي ٢١٠ ملم في منطقة وسط الخرطوم و ١٧٠ ملم في شرق النيل و ١٧٥ ملم في جزيرة توتي في خلال يومين فقط.
كذلك اتخذت وزارة الري والموارد المائية في هذا العام بعض الإجراءات في تشغيل الخزانات لتخفيف حدة الفيضان خصوصا عندما وصلت مناسيب الخرطوم الي مناسيب الفيضان حيث اتخذت قرارا ببدء التخزين في الروصيرص في الأسبوع الأخير من أغسطس حيث كان الملء في السابق يبدأ في الأسبوع الأول أو الثاني من سبتمبر بعد أن ينخفض تركيز الطمي في مياه النيل الأزرق و كذلك اعتمادا علي وارد محطة الديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق