بسم الله الرحمن الرحيم
قطاع الانشاءات و جائحة فيروس كرونا حقائق و ارقام (6-6)
دكتور مهندس مستشار مالك علي محمد دنقلا
في المقالات السابقة تناولنا مختلف التداعيات السلبية التي تسبب فيها فيروس كورونا علي صناعة التشييد وذكرنا بالأخص ارقام عن نقص مساهمة القطاع في الناتج الإجمالي المحلي و فقدان العمالة لوظائفهم و ارتفاع معدلات البطالة وتراجع التمويلات و التوجيهات التي صدرت لأعمال التشييد في المستقبل القريب و العوامل المؤثرة التي يجب ان تتداركها شركات المقاولات خاصة بالنسبة للعقود، و التوقعات السلبية والايجابية المحتملة على المدى المتوسط إلى البعيد لهذا القطاع في ظل وباء كورونا.
وفي هذا المقال الاخير سنتناول ماهي السياسات والاجراءات التي يجب اتخاذها للتخفيف من حدة آثار أزمة فيروس كورونا علي قطاع الانشاءات وكيفية الحفاظ علي استمرارية وقوة هذا النشاط مستقبليا.
في الإجابة علي هذا التساؤل هناك مبادرات يجب اتخاذها من قبل الحكومات ، وهناك ايضا اجراءات يتعين علي الشركات نفسها اتخاذها.
اولا بالنسبة للحكومات، فبما ان قطاع التشييد يعد الركيزة الاساسية للاقتصاديات القومية والذراع التنفيذية لخطط التنمية في كل دول العالم، اضافة الي قدرته الفائقة علي توفير فرص العمل الحقيقية وزيادة الناتج القومي، ومن ثم يجب علي الحكومات التدخل بشكل سريع لمساندة القطاع في مواجهة ازمة الفيروس، وتقديم المبادرات اللازمة للحفاظ علي استمرارية القطاع وحتى يتم تدارك الآثار السلبية لأزمة كورونا.
ويكون ذلك من خلال منح الشركات مدد زمنية إضافية على عقود المشروعات الجارية لإنقاذها من غرامات للتأخير ، والعمل علي ضخ تمويلات اضافية لتنفيذ مشروعات جديدة و إتاحة سداد مستحقات الشركات المتاخرة لدي الجهات المالكة، لتوفير سيولة سريعة تحافظ بها علي استمراريتها والوفاء بالتزاماتها، كما يتعين تقديم إعفاءات مالية وضريبية مؤقتة لشركات المقاولات، وتأجيل دفع بعض رسوم الخدمات الحكومية و الرسوم الجمركية على المعدات والمهمات المستوردة من الخارج والتى تشكل مكونا رئيسيا فى بعض المشروعات ، وحث البنوك المركزية علي تقديم التمويلات والتسهيلات الائتمانية الميسرة واللازمة لاستمرار شركات المقاولات في العمل بنفس وتيرة النشاط ، ويمكن أن تقدم الحكومات ضمانات ائتمانية وموجهة الي المصارف لتلبية احتياجات الشركات، واخيرا يجب تعديل التشريعات والقوانين المعوقة لقطاع الانشاءات، وصياغة قوانين جديدة تشمل المتطلبات الراهنة المستجدة.
اما بالنسبة للشركات العاملة في قطاع الانشاءات فينبغي عليها:
- الالتزام اولا بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية، فى المواقع الإنشائية للحفاظ على سلامة العاملين أثناء تأدية مهامهم الوظيفية وتجنب خطر تفشي الإصابة بالفيروس.
- البحث عن حلول بديلة لتقليل فترات العمل وتقليل الكثافة داخل المشروعات ومن بينها تطوير أنظمة العمل المرن، والعمل عن بعد في بعض وظائف التشغيل ، مع تجنب خفض قوة العمل بصورة كبيرة فى المواقع حتي لا تؤثر على حركة التنفيذ ونسب الإنجاز المطلوبة.
- ضبط آليات العمل بالمواقع الإنشائية بما يتماشي مع تقليل العمالة وذلك من خلال الاستعانة بالوسائل سابقة التجهيز، خاصة الخرسانة والمعدات الخشبية والمعدنية.
- إلتزام الشركات بالبرامج الزمنية المحددة للتسليم وبخاصة فى المشروعات الكبرى. حفاظا علي المصداقية ولكسب ثقة العملاء.
- يجب معالجة القضايا القانونية العاجلة، فاذا كان هناك عقود جارية حاليا يتعين مراجعتها للتاكد من ان بها نصوص للحماية ضد التأثيرات السلبية.
- مراعاة ان تكون جميع عقود الإنشاءات المبرمة مستقبليا تتضمن الحقوق التي تحمي المقاول وتسمح بتطبيق حالات الظروف الطارئة حتي لا يتحمل المقاول تكاليف التغييرات غير المتوقعة ، بحيث في حالة حدوث اي تطورات ناتجة عن تاثير الجائحة ينص علي ان يتم التعويض اللازم بمجرد الاخطار عن هذه الظروف الخارجة عن ارادة المقاول.
- وضع اشتراطات محددة وصارمة لضمان تسديد مستحقات المقاول في الوقت المحدد تبعا لسير تنفيذ الاعمال علي ان ينص علي ذلك في كتابة العقود وذلك تجنبا للمشاكل التي قد تنشا نتيجة تاخر صرف هذه المستحقات، وتحديد آليات لتسوية المنازعات مع صاحب العمل .
- تطوير اليات العمل في شركات الانشاءات لمواكبة التغيرات السريعة بالقطاع خاصة تفعيل استخدام التكنولوجيا الحديثة في البناء والتشييد.
- علي شركات المقاولات العمل علي زيادة الملاءة النقدية وفي هذا الصدد هنالك نصيحة رائعة للمقاولين : "جمع الأموال ، وتحديد ما إذا كانت خطوط الائتمان لديك كبيرة بما يكفي ، وضمان للدعم الجيد من المصرفيين وشركات التأمين."
- العمل علي ادارة السيولة بشكل جيد، والتخطيط السليم للتدفقات النقدية و مراقبة النقد بشكل يومي بالنسبة الايرادات و المدفوعات،.،
- محاولة الاستفادة الامثل من جميع البرامج الحكومية المقدمة للتخفيف من الآثار الناجمة عن أزمة كوِرونا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق