د. عبد الرحمن كرار
لن اعيد نشر صورة الطفل الذي قضى صعقاً بالكهرباء (وقد عمل بعض اصدقائي tag لي في الموضوع) جعله الله في من عنده وألهم آله المكلومين الصبر الجميل ...
مأساة هذا الطفل هي مأساة تتكرر في السودان حتى صارت من الأمور المسلم بها .. وكأن هذا هو الوضع الطبيعي والمسألة هي قضاء وقدر وحسب .. ومن منا لا تصعقه الكهرباء من الحين الي الآخر؟ أنا شخصيا لا استطيع عدها فهي عشرات المرات إن لم تكن مئات، كان أخرها قبل سفري إلى أمريكا بيوم واحد، حين أخبرت خالتي أنني لن أترك مكيف المياه لديها بدون أن أحل الأشكال وقد شكت بوجود "ماس" به ... فصعدت أعلاه وأعدت التوصيلات بصورة صحيحة لأتأكد أن "الحى" يذهب مباشرة الي المفتاح ... ولكني في أثناء المحاولات أخذت لسعتين كلدغ العقرب رغم حرصي!
الحديث لأصلاح هذا الشأن يطول .. نحن في العمل الأستشارى الكهربائي في السودان عند تصميم أى منشأة نحرص على التصميم الصحيح، ونضع مواصفات التأريض واحيانا نتشدد في هذه المواصفة ونصر على قياس التأريض قبل الاستلام .....
ولكن، يظل الدافع والمنطلق مهنياً وليس الزامياً، فالممارسة الهندسية الحالية وعلى حد علمي تتطلب توقيع المهندس المعماري والمدني على الخرط ، وتترك التمديدات الكهربائية للكهربائي الفني يتصرف فيها كيف شاء، اللهم الا في المنشأت الكبيرة التي تبرر التكلفة الاستعانة بمستشار كهربائي ...
وقد تعب صديقي د. طارق أحمد خالد من محاورة الديناصورات في المجلس الهندسي لتغير النظرة التقليدية في التعامل مع الممارسة الهندسة التي تعقدت لتستوعب نظم المعلومات والبرمجيات ودرء المخاطر ...... ولكن هذه قصة أخرى!
المسئولية ليست مسئولية وزارة الكهرباء وحدها (أو جزئية الكهرباء في مسميات الوزارات الحالية) وإن كانت طرف، ولكن مسئولية تضامنية تجمع المجلس الهندسي ووزارة الكهرباء ووزارة التنمية العمرانية وجهاز المواصفات والمقاييس ... ويمكن للأخيرة أن تتبنى العمل لوضع مواصفات لأعمال تمديدات الكهرباء، شبيها بنظام National Electric Code (NEC) الأمريكية ، أو ال IET Wiring Regulations الأوروبية ....
وبالمناسبة تذكرت أن أحد الأكاديميين الأنصرافيين قد نظم ندوة برعاية المواصفات والمقاييس لتبنى الجهد 230 بدلا عن 240 فولت وكان ردى أنه من الأولى أن توجه الجهود الي العمل على مواصفات التمديدات التي نفتقدها بشدة ... ولكنى تعلمت أنه في السودان من الصعب أن تنادي بشيء لمجرد أنه شيء منطقي .... فدائما هناك من لهم أصوات أعلى بل لهم حناجر قوية وموارد لا نهائية،
ربما نطمع الآن في ظل المدنية المأمولة ... أن تتولى القطاعات الهندسية في أعلى الهرم من لهم رؤية شاملة ، وأن تشمل هذه الرؤية ادراك أن المواصفات شأنها شأن القوانين الأخرى في البلاد ، يجب أن تشرع من جهات ليس لها تضارب مصالح ، وأن تطبق من جهات رقابية مستقلة ، وأن توفر أموال وموارد للجهات الرقابية، والى أن يتم ذلك فسنتوه في التخبطات العشوائية ، والحلول الفردية لمسائل ومشاكل كان ينبغي أن تحل منذ استقلال السودان ....
لن اعيد نشر صورة الطفل الذي قضى صعقاً بالكهرباء (وقد عمل بعض اصدقائي tag لي في الموضوع) جعله الله في من عنده وألهم آله المكلومين الصبر الجميل ...
مأساة هذا الطفل هي مأساة تتكرر في السودان حتى صارت من الأمور المسلم بها .. وكأن هذا هو الوضع الطبيعي والمسألة هي قضاء وقدر وحسب .. ومن منا لا تصعقه الكهرباء من الحين الي الآخر؟ أنا شخصيا لا استطيع عدها فهي عشرات المرات إن لم تكن مئات، كان أخرها قبل سفري إلى أمريكا بيوم واحد، حين أخبرت خالتي أنني لن أترك مكيف المياه لديها بدون أن أحل الأشكال وقد شكت بوجود "ماس" به ... فصعدت أعلاه وأعدت التوصيلات بصورة صحيحة لأتأكد أن "الحى" يذهب مباشرة الي المفتاح ... ولكني في أثناء المحاولات أخذت لسعتين كلدغ العقرب رغم حرصي!
الحديث لأصلاح هذا الشأن يطول .. نحن في العمل الأستشارى الكهربائي في السودان عند تصميم أى منشأة نحرص على التصميم الصحيح، ونضع مواصفات التأريض واحيانا نتشدد في هذه المواصفة ونصر على قياس التأريض قبل الاستلام .....
ولكن، يظل الدافع والمنطلق مهنياً وليس الزامياً، فالممارسة الهندسية الحالية وعلى حد علمي تتطلب توقيع المهندس المعماري والمدني على الخرط ، وتترك التمديدات الكهربائية للكهربائي الفني يتصرف فيها كيف شاء، اللهم الا في المنشأت الكبيرة التي تبرر التكلفة الاستعانة بمستشار كهربائي ...
وقد تعب صديقي د. طارق أحمد خالد من محاورة الديناصورات في المجلس الهندسي لتغير النظرة التقليدية في التعامل مع الممارسة الهندسة التي تعقدت لتستوعب نظم المعلومات والبرمجيات ودرء المخاطر ...... ولكن هذه قصة أخرى!
المسئولية ليست مسئولية وزارة الكهرباء وحدها (أو جزئية الكهرباء في مسميات الوزارات الحالية) وإن كانت طرف، ولكن مسئولية تضامنية تجمع المجلس الهندسي ووزارة الكهرباء ووزارة التنمية العمرانية وجهاز المواصفات والمقاييس ... ويمكن للأخيرة أن تتبنى العمل لوضع مواصفات لأعمال تمديدات الكهرباء، شبيها بنظام National Electric Code (NEC) الأمريكية ، أو ال IET Wiring Regulations الأوروبية ....
وبالمناسبة تذكرت أن أحد الأكاديميين الأنصرافيين قد نظم ندوة برعاية المواصفات والمقاييس لتبنى الجهد 230 بدلا عن 240 فولت وكان ردى أنه من الأولى أن توجه الجهود الي العمل على مواصفات التمديدات التي نفتقدها بشدة ... ولكنى تعلمت أنه في السودان من الصعب أن تنادي بشيء لمجرد أنه شيء منطقي .... فدائما هناك من لهم أصوات أعلى بل لهم حناجر قوية وموارد لا نهائية،
ربما نطمع الآن في ظل المدنية المأمولة ... أن تتولى القطاعات الهندسية في أعلى الهرم من لهم رؤية شاملة ، وأن تشمل هذه الرؤية ادراك أن المواصفات شأنها شأن القوانين الأخرى في البلاد ، يجب أن تشرع من جهات ليس لها تضارب مصالح ، وأن تطبق من جهات رقابية مستقلة ، وأن توفر أموال وموارد للجهات الرقابية، والى أن يتم ذلك فسنتوه في التخبطات العشوائية ، والحلول الفردية لمسائل ومشاكل كان ينبغي أن تحل منذ استقلال السودان ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق