دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
استطاعت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، التوصل إلى توافق داخل حكومتها، لصفقة مبدئية ربما تساعد على انفصال سلس لبلادها عن الاتحاد الأوروبي، وتبديد حالة عدم اليقين منذ التصويت على الانفصال في يونيو/حزيران 2016.
ويطرح خروج بريطانيا، من مظلة الاتحاد الأوروبي، تساؤلات حول مصير الاستثمارات الأجنبية الموجود في بريطانيا بشكل عام، والاستثمارات العربية خاصة، فهل سيؤثر انفصال بريطانيا عن منطقة "اليورو" على استثمارات العرب؟.
واستبعد خبيران تحدثا لـ CNNبالعربية، أن تتأثر الاستثمارات العربية عامة، والخليجية بشكل خاصة، بخروج بريطانيا من مظلة منطقة "اليورو"، خاصة وأن غالبية هذه الاستثمارات تتركز في قطاع العقارات، كما أن أغلبها استثمارات طويلة الأجل.
وشكلت سوق العقارات في بريطانيا على مدى عقود نقطة جذب رئيسية للمستثمرين الخليجيين، خاصة الفنادق، والمجمعات التجارية، القصور الخاصة والمنازل الفارهة.
وتشير تقديرات غير رسمية أن قيمة الاستثمارات الخليجية في بريطانيا تبلغ نحو 200 مليار دولار، تستأثر سوق العقارات على أكثر 45 مليار دولار منها.
قال أحمد شمس، رئيس البحوث بالمجموعة المالية هيرميس، إنه من المُبكر تقدير أثر البريكست على الاستثمار في انجلترا، إذ ستوقع انجلترا اتفاقيات ثنائية للتجارة وللخدمات المالية.
وتوقع شمس في تصريحات لـ CNNبالعربية، أن يكون تأثير انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي على مستثمري الشرق الأوسط محدودا.
وفسر شمس ذلك، بأن معظم استثمارات الشرق الأوسط في بريطانيا ليست استثمارات مالية بل هي عبارة عن حصص أقلية في شركات متداولة عالميا، إضافة إلى استثمارات في القطاع العقاري، إلا إذا دخل الجنيه الاسترليني في "دوامة" تراجع حادة، وهو ما يمكن أن يؤثر على عوائد هذه الاستثمارات.
أما عن وضع العملة البريطانية، فيرى شمس أن تستمر التذبذبات السعرية، إلا أن التأثير على العائد لا يرتبط بالضرورة بالتخارج السريع لأن معظم الأصول غير متداولة علي المدي المتوسط و القصير.
وأضاف أن انجلترا ستبقى أحد أكبر الأسواق السياحية والتعليمية في العالم، وبالتي بعد هدوء العاصفة قد تستمر العقارات في تحقيق عوائد جيدة، مع الأخذ في الاعتبار سعر الأصل، وسعر صرف الاسترليني، وفي النهاية قال شمس إنه يُفضل السوق الأمريكي عن باقي الأسواق المُتقدمة.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الكويتي، والرئيس التنفيذي لمركز "كوروم" للدراسات، طارق الرفاعي، إن مستثمري العقار طويلي الأجل لن يتأثروا بالبريكست، كما أن القطاع العقاري هو بين أكثر القطاعات أمانا، وأغلب المستثمرين الذين باعوا وحداتهم اشتروا غيرها.
وأضاف الرفاعي أن المستثمرين يمكنهم اقتناص الفرص مع انخفاض الاسترليني ولكن بحذر، وقال إن الدورة الاقتصادية تشير إلى أن أوروبا مُقبلة على فترة انكماش.
من جهتها، قالت وحدة الأبحاث في شركة جونز لانج لاسال، إن حصة مستثمري الشرق الأوسط في مشتريات العقار في لندن تراجعت إلى 11% عام 2017، مقابل 14% في 2015.
وأضافت الشركة "بصفة عامة تجذب لندن أكثر من 25% من استثمارات الشرق الأوسط العقارية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق