دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)
في الفلبين، التي تعتبر من إحدى أكثر المناطق عرضةً للكوارث الطبيعية، صُممت مدينةٍ جديدة من شأنها تحمّل الكوارث الطبيعية.
وبدأت الفلبين في بناء مدينةٍ "احتياطية" تتمكن فيها المكاتب الحكومية من الاستمرار في العمل في حال تعرضت العاصمة، مانيلا، إلى كوارث طبيعية.
وتسمى المدينة، التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال مانيلا، بمدينة "نيو كلارك." ومن المخطط، أن تغطي المدينة مساحة 9,450 هكتاراً، ما يجعلها أكبر من مانهاتن. وستتمتع بالقدرة على استيعاب قرابة 1.2 مليون شخص.
وبالإضافة إلى قدرتها على مقاومة الأعاصير، والفيضانات، والزلازل، وكلها أمور لا مفر منها بالنسبة إلى دولةٍ تقع في منطقة الحزام الناري في المحيط الهادئ، وتتمتع بنشاط زلزالي وبركاني مكثّف، فإن المدينة تهدف أيضاً إلى أن تُصبح خاليةً من التلوث.
ولكن كيف تخطط المدينة لتحقيق كل ذلك؟
ويقول رئيس سلطة تحويل وتطوير القواعد "BCDA" التابعة للحكومة والتي تقود المشروع، فينيسيو ديزون، إن المفتاح يكمن في خفض التلوث المروري.
وسيتم ذلك عبر تخصيص مساحاتٍ كبيرة من المدينة للمشاة، ووضع خططٍ نقل جماعي ذات كفاءةٍ تقلل من الحاجة إلى السيارات، إذ قال ديزون لـCNN: "عندما نبني هذه المدينة، نحن نبني من أجل الأشخاص، وليس من أجل السيارات. وهذا فرقٌ كبير."
كما أن المدينة ستلجأ إلى منهجٍ غير اعتيادي عبر استخدامها لمادة بناء محلية تدعى "لاهار" كـ"النسيج الرئيسي" للبنى التحتية.
و"لاهار" هو مصطلحٌ يُستخدم لوصف التدفق الطيني البركاني العنيف الذي يخرج من البراكين. وتتواجد مواد الـ"لاهار" المتصلبة في العديد من المناطق حول جبل بيناتوبو البركاني على بعد أقل من 40 كيلومتراً من مدينة "نيو كلارك."
ومن إحدى العناصر المركزية في قدرة تحمل مدينة "نيو كلارك" للكوارث الطبيعية، هي موقعها، حيث تقع المدينة على ارتفاعٍ أعلى بكثير من مانيلا، ما يجعلها أقل عرضةً للفيضانات، وفقاً لديزون. كما أن الجبال المحيطة بها، ستحميها من رياح الأعاصير العاتية.
وقد يسبب قرب المدينة من جبل بيناتوبو البركاني الشعور بالقلق، حيث ثار البركان آخر مرة في العام 1991، ما جعل ذلك الحدث ثاني أكبر ثورة بركانية في القرن العشرين. ولكن، يؤكد الخبراء عدم توقعهم لحدوث أي ثوران كبير لمئات الأعوام القادمة.
ويشير اسم المدينة إلى موقعها ضمن منطقة ميناء كلارك والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والتي كانت منطقة عسكرية للقوات الأمريكية والفلبينية سابقاً.
ويتضمن بناء المدينة خمسة مراحل، وستبلغ كلفة المرحلة الأولى مليارين دولار.
وبدأت أعمال البناء بالفعل، ومن المتوقع، أن تنتهي المرحلة الأولى بحلول العام 2022، ولكن قد يستغرق إتمام المشروع بكامله 30 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق