م. أبوبكر الصادق الوكيل*
((المقدمة تتكرر كل حلقة . . . يمكنك ترك تعليق لعمل تاق لك لكل حلقة لمن يرغب))
اقامت جامعة ريدينق برنامجا لبناء القدارت للعاملين في مجال التشيد بافريقا Africa construction capacity building programme لمدة اسبوع بمدينة ريدينق بانجلترا. قام خلاله العاملين بمجلس تنظيم مقاولي الاعمال الهندسية بالسودان بمجهود عظيم للتنسيق مع ادارة الجامعة لإدراج عدد من المقاولين السودانيين تجاوز الخمسة عشرة رجلا و امراة. . . كان البرنامج في غاية الفائدة و رأيت أن أدرج هنا مقتطفات مما تمكنت من حضوره لأعكس صورة مبسطة مفهومة للمقاولين و غيرهم عن الفروقات التى لمسناها هناك وبغرض التدارس في امكانية نقلها/تعديلها لملائمة سوق المقاولات السوداني.
3 - علاقة المالك، الإستشاري و المقاول في إنجلترا. . . لا أحد يعلم كيف يخرج من هذه الورطة.
ننتقل إلى جلسة أخرى كانت بعنوان " إدارة التصميم" أراد مقدمها الدكتور جون كوناقتون أن يشرح مفهوم جديد هو إدارة التصميم. حتى نتمكن من فهم هذا المبدأ يجب أولا أن نفهم طبيعة التداخل ما بين التصميم و التنفيذ في النظام الإنجليزي
قبل ما يزيد عن ثلاثين سنة قرر الإنجليز تطوير نظام جديد يحسن نوع التداخل بين التصميم و التنفيذ و علاقات و ارتباطات المقاول مع المصمم و الإستشاري. يقوم النظام التقليدي (والذي نعمل به في السودان الآن) على ان يقوم المالك أولا بتعيين مصمم (الاستشاري) يقوم بتحويل أفكار المالك إلى خرائط و جداول و مواصفات وجداول كميات. يقوم بعدها الإستشاري (الذي قد يكون مختلف عن الأول) بطرح العطاء و الإشراف على اختيار المقاول الذي يقوم بتسعير الكميات ووضع خطة العمل ثم بعد ذلك يبدأ التنفيذ تحت إشراف الإستشاري. هذا بشئ من الاقتضاب.
الإنجليز رأوا أن هذا النظام ياخذ وقتا طويلا و يقوم بالفصل بين المصمم في بعض الأحيان المنفذ و قد يتغير الإستشاري من المنفذ بالإضافة لتداخل المحاسبية خصوصا في حالة تأخر العمل و ما يتبعه من تبادل اللوم بين المقاول و الإستشاري مما يؤدي يرسخ لأن تكون العلاقة بينهما عدائية حتى قبل أن يلتقيا (وكل هذا يحدث أيضا في السودان و ملاحظ بكثرة).
النظام الذي ابتكروه يتكون من ثلاثة مراحل. المرحلة الأولى هي مرحلة التصميم الأولي Conceptual Design تبدأ بتعريف احتياجات المالك ووضع تصور مبدئي التصميم (هذه المرحلة معروفة للمهندسين المعماريين). المفارقة أنه بنهاية هذه المرحلة يكون العطاء قد طرح و المقاول قد تم اختياره بناء على السعر الذي قدمه بدون جداول كميات واضحة او خرائط مكتملة فقط بناء على خرائط مبدئية و و مواصفات عامة Highl-level specifications and drawing
المرحلة الثانية تكون مرحلة إكمال الخرائط و المواصفات و جداول الكميات. في هذه المرحلة يقوم فريق التصميم الخاص بالمقاول بالجلوس مع فريق الإستشاري لإكمال المستندات في هذه المرحلة. الغرض من هذه المرحلة هو إزالة اي سوء تفاهم محتمل في مستندات العطاء و العمل على تكوين فريق عمل متجانس بين المقاول و الإستشاري.
المرحلة الأخيرة هي مرحلة التنفيذ. الغريب في هذه المرحلة أن فريق الإستشاري برمته تتحول تبعيته هنا للمقاول (اي أنه أصبح لا يمثل المالك و لا يستجيب لرغباته ولا يرفع إليه التقارير) و على المقاول ان يتكفل بجميع اعباءه المالية وفق إتفاق مسبق في هذه المرحلة. الجدير بالذكر أن المالك لا يملك ممثل في الموقع في هذه المرحلة. كل ما يملك هو المقاول فقط.
بما يختص ضمانات تنفيذ المقاول للمشروع كما متفق عليه فإن هذا النظام يعول على فقرة الضمانات طول العمر التصميمي للمشروع. هناك قانون صارم جدا في هذا الخصوص يدفع المقاول للالتزام بالمواصفات لوحده.
حسب رأيي بالرغم من أن هذا النظام يقوم بحل إشكالات قد تكون أكبر عندنا في السودان من عندهم. إلا أنني أجد عليه عدة تحفظات:
أولا: السوق السوداني غير مستقر مما يجعل إمكانية التزام المقاول بسعر قد قدمه في المرحلة الأولية مستحيل فنيا.
ثانيا: للأسف معظم المقاولين و حتى شركات المقاولات الكبرى تمتلك خلفية متواضعة جدا في التصميم و تعتمد على الخرائط الجاهزة و من الصعب جدا أن تساعد في التصميم.
ثالثا: أن تترك المقاول وحده في الموقع؟ هذا اخر ما تريد أن تفعله في حياتك. مع إحترامي لجميع المقاولين و أنا منهم.
الشيئ الوحيد حسب رأيي الذي نجح فيه هذا التصور هو وضع حل للصراع الأزلي القائم بين المقاول و الإستشاري
كيف برأيكم يمكن تحسين هذا النظام؟
* Imperial College - London
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق