م.م مجاهد بلال طه
من قديم .. ظلت ثلاث محطات فى حياة الطالب و الخريج السودانى متاهات ليس فيها دليل أو مرشد إلا قليل من رحمة ربى من صديق أو والد أو قريب لمن تيسر له ذلك .. و رغم التأكيد على أن الرغبات و التطلعات هى الحاكمة فى الامر .. إلا أن بلدا مثل السودان تحكمه فى كثير من الأحيان الأعراف المصادمة للحقيقة بحيث يمكن أن يتم تقييم سيارة كورية من نوع اتوس بثمن أغلى من شبيهتها شكلا من قبيلة المرسيدس تحت مسمى أنها (ضهب) .. فى ذلك الوضع يكون مشكوكا اصلا فى صدق و حقيقة تكون بعض الرغبات .. و تكون مظنة تشوهها وتأثرها برأى عام غير مبنى على حقائق علمية وارد و بشدة.
حسنا .. تلك المحطات الثلاثة تتلخص فى الأسئلة المهمة التى تواجه الطالب فى مسيرته .. أولها عند امتحان الشهادة السودانية يبرز السؤال .. علمى احياء أم هندسية أم ادبى؟؟ .. و ثانيها عند التقديم للجامعات .. مدنية أم ميكانيكا أم كهرباء أم غيرها ؟؟ .. و ثالثها عند التخرج من الجامعة .. فيصطدم الخريجون بقول الشاعر (بدأت و كنت أحسبنى انتهيت).
ههنا كلمات لإخواننا المتقدمين لكليات الهندسة .. علها أن تقدم بعض الاضاءات فأقول :
أولا .. إن ارتفاع نسبة القبول للكلية أو انخفاضها ليس دليلا قاطعا على أنها الأفضل مستقبلا فى سوق العمل أو غيره .. و لكنها مؤشر إلى ميلان رغبات المتقدمين إلى علم دون آخر فى المقام الأول .. و ذلك بدون الخوض فى ماهية تلك الرغبات إذ أن بعضا منها يكون ناتجا من ملاءمة ذلك العلم لجنس محدد مثلا .. و هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ثانيا .. رغبة الطالب فى العلم هى الحافز الأول و الاساسي للنجاح فيه مهما كان شكل ذلك العلم و نسبة قبوله مقارنة مع العلوم الأخرى .. و ذلك ببساطة لأن الرغبة تقدم الدافع الكافى للعبور من المطبات ان وجدت .. و كم من زميل متفوق نعرفه درس الهندسة فى جامعة الخرطوم فى أعلى قسم من ناحية النسب وقتها .. ثم بعد التخرج ذهب للعمل فى مجالات لا علاقة لها بالتخصص لعدم توافقه مع رغباته و تصوراته فى الحياة .. و تكون الخسارة كبيرة فى هذه الحالة لكليهما .. الطالب و العلم.
ثالثا .. تمايز الجامعات و تفاضلها لا شك فيه .. و لكن يظل العلم هو العلم .. و أكاد أجزم بأن مقررات الهندسة التى يتم تدريسها فى الجامعات السودانية لا تكاد تزيد على مدرستين اثنتين او ثلاث فى طريقة وضع المقررات الدراسية و مكوناتها و ترتيبها و اعتماد المراجع و الكودات فيها .. و مع فارق أثر الأستاذ المؤهل .. إلا أن مجهود الطالب يظل هو العلامة الفارقة فى التميز .. حيث أن العلوم الجامعية بصورة عامة يكون الاعتماد الأكبر فيها على المراجع و ليس الأستاذ.
رابعا .. يكون من الواقعية بمكان أن يأخذ الطالب عند التقديم المستقبل المهنى للتخصص فى الاعتبار .. و ذلك الأمر يشمل فرص العمل المتاحة فى القطاعين العام و الخاص و فرص التدريب و التطوير داخل و خارج البلاد .. و مساحات خدمة البشرية المتاحة عبر ذلك العلم .. و الواقعية المقصودة ههنا لا تقدح بالطبع فى أمر الرغبة المذكور آنفا .. بل مكملا له.
خامسا .. يجب على المتقدم للعلوم الهندسية ان يجتهد فى معرفة ماهية كل تخصص و أفرع و طبيعة المهنة فى المستقبل .. و ذلك من المتاح الآن عبر وسائط البحث الالكترونى .. و من الأفضل أن يتم تتويج الأمر بالاستماع المباشر إلى حديث بعض المهندسين من ذوى الثقة و الخبرة.
سادسا .. الطالبات المتقدمات للعلوم الهندسية يقع علي كل واحدة منهن عبء اضافى فى تخيل و تصور الوضع المهنى و طبيعته و مواءمته لها كأنثى و مقدرتها الشخصية على التواجد فى بيئته مستقبلا و الابداع فيه .. و ذلك الأمر قابل للتباين من طالبة لأخرى .. رغم تأكيدى و ثقتى بأن المقدرة الأكاديمية للطالبات بصورة عامة تمكنهن من النجاح النظرى فى جميع العلوم الهندسية المتاحة.
و اخيرا .. أتمنى من أجهزة الإعلام بقطاعاتها المختلفة و مؤسسات العمل الهندسى إيلاء ذلك الأمر أهمية إضافية بإنتاج البرامج و استضافة المختصين و استكتاب أهل الثقة و إقامة المحاضرات و الندوات و المقاطع المصورة القصيرة .. و ذلك املأ فى أن يثمر الأمر خيرا فى توجيه الطاقات و الرغبات نحو مظان الخير للبلاد و العباد على حد سواء.
من قديم .. ظلت ثلاث محطات فى حياة الطالب و الخريج السودانى متاهات ليس فيها دليل أو مرشد إلا قليل من رحمة ربى من صديق أو والد أو قريب لمن تيسر له ذلك .. و رغم التأكيد على أن الرغبات و التطلعات هى الحاكمة فى الامر .. إلا أن بلدا مثل السودان تحكمه فى كثير من الأحيان الأعراف المصادمة للحقيقة بحيث يمكن أن يتم تقييم سيارة كورية من نوع اتوس بثمن أغلى من شبيهتها شكلا من قبيلة المرسيدس تحت مسمى أنها (ضهب) .. فى ذلك الوضع يكون مشكوكا اصلا فى صدق و حقيقة تكون بعض الرغبات .. و تكون مظنة تشوهها وتأثرها برأى عام غير مبنى على حقائق علمية وارد و بشدة.
حسنا .. تلك المحطات الثلاثة تتلخص فى الأسئلة المهمة التى تواجه الطالب فى مسيرته .. أولها عند امتحان الشهادة السودانية يبرز السؤال .. علمى احياء أم هندسية أم ادبى؟؟ .. و ثانيها عند التقديم للجامعات .. مدنية أم ميكانيكا أم كهرباء أم غيرها ؟؟ .. و ثالثها عند التخرج من الجامعة .. فيصطدم الخريجون بقول الشاعر (بدأت و كنت أحسبنى انتهيت).
ههنا كلمات لإخواننا المتقدمين لكليات الهندسة .. علها أن تقدم بعض الاضاءات فأقول :
أولا .. إن ارتفاع نسبة القبول للكلية أو انخفاضها ليس دليلا قاطعا على أنها الأفضل مستقبلا فى سوق العمل أو غيره .. و لكنها مؤشر إلى ميلان رغبات المتقدمين إلى علم دون آخر فى المقام الأول .. و ذلك بدون الخوض فى ماهية تلك الرغبات إذ أن بعضا منها يكون ناتجا من ملاءمة ذلك العلم لجنس محدد مثلا .. و هذا على سبيل المثال لا الحصر.
ثانيا .. رغبة الطالب فى العلم هى الحافز الأول و الاساسي للنجاح فيه مهما كان شكل ذلك العلم و نسبة قبوله مقارنة مع العلوم الأخرى .. و ذلك ببساطة لأن الرغبة تقدم الدافع الكافى للعبور من المطبات ان وجدت .. و كم من زميل متفوق نعرفه درس الهندسة فى جامعة الخرطوم فى أعلى قسم من ناحية النسب وقتها .. ثم بعد التخرج ذهب للعمل فى مجالات لا علاقة لها بالتخصص لعدم توافقه مع رغباته و تصوراته فى الحياة .. و تكون الخسارة كبيرة فى هذه الحالة لكليهما .. الطالب و العلم.
ثالثا .. تمايز الجامعات و تفاضلها لا شك فيه .. و لكن يظل العلم هو العلم .. و أكاد أجزم بأن مقررات الهندسة التى يتم تدريسها فى الجامعات السودانية لا تكاد تزيد على مدرستين اثنتين او ثلاث فى طريقة وضع المقررات الدراسية و مكوناتها و ترتيبها و اعتماد المراجع و الكودات فيها .. و مع فارق أثر الأستاذ المؤهل .. إلا أن مجهود الطالب يظل هو العلامة الفارقة فى التميز .. حيث أن العلوم الجامعية بصورة عامة يكون الاعتماد الأكبر فيها على المراجع و ليس الأستاذ.
رابعا .. يكون من الواقعية بمكان أن يأخذ الطالب عند التقديم المستقبل المهنى للتخصص فى الاعتبار .. و ذلك الأمر يشمل فرص العمل المتاحة فى القطاعين العام و الخاص و فرص التدريب و التطوير داخل و خارج البلاد .. و مساحات خدمة البشرية المتاحة عبر ذلك العلم .. و الواقعية المقصودة ههنا لا تقدح بالطبع فى أمر الرغبة المذكور آنفا .. بل مكملا له.
خامسا .. يجب على المتقدم للعلوم الهندسية ان يجتهد فى معرفة ماهية كل تخصص و أفرع و طبيعة المهنة فى المستقبل .. و ذلك من المتاح الآن عبر وسائط البحث الالكترونى .. و من الأفضل أن يتم تتويج الأمر بالاستماع المباشر إلى حديث بعض المهندسين من ذوى الثقة و الخبرة.
سادسا .. الطالبات المتقدمات للعلوم الهندسية يقع علي كل واحدة منهن عبء اضافى فى تخيل و تصور الوضع المهنى و طبيعته و مواءمته لها كأنثى و مقدرتها الشخصية على التواجد فى بيئته مستقبلا و الابداع فيه .. و ذلك الأمر قابل للتباين من طالبة لأخرى .. رغم تأكيدى و ثقتى بأن المقدرة الأكاديمية للطالبات بصورة عامة تمكنهن من النجاح النظرى فى جميع العلوم الهندسية المتاحة.
و اخيرا .. أتمنى من أجهزة الإعلام بقطاعاتها المختلفة و مؤسسات العمل الهندسى إيلاء ذلك الأمر أهمية إضافية بإنتاج البرامج و استضافة المختصين و استكتاب أهل الثقة و إقامة المحاضرات و الندوات و المقاطع المصورة القصيرة .. و ذلك املأ فى أن يثمر الأمر خيرا فى توجيه الطاقات و الرغبات نحو مظان الخير للبلاد و العباد على حد سواء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق