د. عادل عبد العزيز الفكي adilalfaki@hotmail.com
اسعدني قراءة خبر الانارة التي شهدتها طرقات مدينة الفاشر واحالة ظلمة الليل الموحشة الى نور وضاء في اطار مشروع انارة الفاشر بالطاقة الشمسية، ورغم ان الحدث سعيد لنا ولناس الفاشر، الا انه يجب ان نلاحظ ان الحدث يذكرنا بموطن خلل و تخلف كبير عن ركب الاستفادة من الطاقة الشمسية.
يعتبر السودان من حيث المساحة، وشدة سطوع الشمس، وطول فتراتها واستدامتها طوال العام، من اغنى البلاد من موارد الطاقة الشمسية التي تفوق kWh/m 2800 كيلو وات ساعة لكل/ متر مربع في السنة.
وللمقارنة لتخلفنا عن الركب نعطي مثالا لثلاث دول: ففي المغرب دشن السنة الماضية اكبر مشروع انتاج طاقة شمسية في العالم في موقع نور1 بورزازات لانتاج 160 ميغاواط كهرباء من الطاقة الشمسية، في اطار المرحلة الاولى من اربعة مراحل اخرى ستنتج حوالي 580 ميغاواط.
ومشروع نور هو جزء من مشروع يتضمن خمسة محطات ضخمة اخرى في مدن مغربية مختلفة من المقرر ان يكتمل عام 2020 ويتوقع ان يغطى احتياجات المغرب بنسبة 38% من حجم الاستهلاك الكلي باستخدام الطاقة الشمسية.
ولتحقيق هذا الهدف انشأ المغرب ادارة مكلفة بادارة قطاع الطاقة الشمسية، وهي الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN) لتعمل بعيدا عن بيروقراطية ومحدودية اهداف مكتب الكهرباء.
اما الهند فلها برنامج طموح جدا بدأته سنة 2014 لاضافة 100 الف ميغاواط من الطاقة الشمسية للانتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بحلول سنة 2022 ومن خلال نسب الانجاز المسجلة حتى الان يتضح ان البرنامج ربما ينجز قبل الوقت المحدد له .
في الهند تنتج اسطح المدارس طاقة هائلة تقوم برفد الشبكة بكميات كبيرة من الكهرباء. كما ان بنيات وممرات الطاقة تمكن من استقبال وادارة الطاقة المنتجة من المواطنين او اسطح هناقر المصانع ومزارع الدواجن والحظائر ... الخ وجدير بالذكر ان الهند قدرت كمية الطاقة المنتجة من اسطح المباني الحكومية ب 1500 ميغاواط.
لجنوب افريقيا برنامج اقل طموحا لانتاج 8400 ميغاواط من الطاقة الشمسية في حدود 2030 لكن الاهم في موضوع جنوب افريقيا هو امتلاك إحدى شركاتها لبراءة اختراع الواح طاقة شمسية تعتبر الارخص والاكثر فعالية.
ومع بدء انتاج الشركة الجنوب افريقية للالواح هذا العام سيؤدي هذا الى هبوط كبير في الأسعار والتكاليف.
علينا في السودان السعي لبناء علاقات لشراء براءة الاختراع او عقود لتصنيع هذه الالواح في السودان، ودمجها في نظم الاسقف والاسطح المستعملة في المنازل والمصانع والحظائر والمصالح والبنايات.
للسودان فرصة كبيرة في الدخول بقوة، و ريادة المجال بفضل الامكانات الهائلة المتوفرة لديه، بشرط ان يشرك المواطنين في الانتاج للاستفادة من طاقة هائلة معطلة، وان ينشيء جسم خاص لادارة الطاقة المتجددة برؤية منفتحة على العالم بعيدا عن البيروقراطية . وان ينشيء كليات لتعليم الطاقات المتجددة، وتشجيع براءات الاختراع، وتسجيلها، وشراءها من الخارج.
علينا أيضا رفد صناعة الطاقة بتدريب مهني لتخريج فنيين في جميع مجالاتها .وان ندعم تصنيع كل مكوناتها بالداخل، خاصة مع انتشار التقنيات اللازمة لذلك وانخفاض اسعار المصانع والوحدات الانتاجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق