صحيفة عكاظ
هناك علاقة أزلية بين الايدولوجيا، وفشلها الذريع في إدارتها لمفاصل الدولة سياسيا وتنمويا وخدماتيا. مشكلة الأنظمة المؤدلجة التمترس خلف الأيديولوجية التي ينتمي لها الحزب الحاكم، لا يهمها كيف تعمل المؤسسات أو كيف تسير البلد، بقدر ما يهمها أن تكون القرارات المهمة بيد المنتمين لذات الأيديولوجيا .
السودان مثلا بلد لديه كل مقومات النجاح من الموارد الطبيعية والبشرية الهائلة، واستفادت من الخبراء السودانيين دول عربية وأجنبية شتى. لا أعرف شخصيا منظمة دولية أو أممية أو إقليمية إلا وتقوم على أعداد كبيرة من العقول والطاقات السودانية. الشخصية السودانية لها مواصفات نادرة في العطاء والسلمية والقيم.
لدى السودان موارد مائية من أنهار وأمطار وخصوبة في أرضه وموارد بترولية ومعدنية تكفي لإقامة المزارع العملاقة والمصانع النموذجية بأنواعها والتي يمكنها أن تمد السودان ودول العالم بالمنتجات الغذائية وغيرها.
لكن السودان ابتلي بأوضاع تنام وتستيقظ على الأيديولوجيا، كما ابتلي السودان بأحزاب تقليدية أكل الدهر عليها وشرب. لا أذكر أبدا أنني قرأت خبرا مفرحا وسعيدا عن السودان، وهو البلد الذي يزخر بالفن والثقافة والحضارة والشعر والرواية والتنوع الثقافي الذي تنحدر أنهار ثقافته من أفريقيته وعروبته.
إن ما يتعرض له السودان هذه الأيام من فيضانات مدمرة هو امتحان تكرر فيه الوزارات فشلها المزمن في التعاطي مع هذه الفيضانات والمعروف مسبقا وقوعها وفي موسم محدد. وإنه من الكوميديا السوداء أن يخرج المسؤولون السودانيون في كل مرة تفيض بها الأنهار ليتحدثوا عن تفاجئهم بكمية المياه التي «لم يسبق لها مثيل». فهل السودان هو البلد الوحيد الذي توجد به أنهار؟ لماذا لا تتعلم الوزارات من تجارب الدول؟ ولماذا لا تصبح هذه المياه نعمة لكل السودانيين بدلا من أن تكون كارثة على مناطق الفيضان؟ هل أصبحت الأزمات صفة ملازمة للسودان؟ ولماذا لا تنفق الاموال على بناء السدود بدلا من التسليح والتسلح؟ ولماذا لا تقتطع الاموال للإنفاق على تأسيس بنية تحتية تليق بهذا البلد وأهله الطيبين؟ ولماذا لا تقيم المدارس والمستشفيات ودور الرعاية والمؤسسات المدنية والدراسات والأبحاث والمراكز العلمية بدلا من افتعال الخصومات والنزاعات التي لا تنتهي معهم؟ ولماذا لا ترتقي السياسة إلى مستوى نخوة السودانيين ومروءتهم وأخلاقهم النبيلة وأمانتهم فتعطي القوس باريها؟ ولماذا لا تتعامل بالإدارة بدلا من الأيديولوجيا مع المجتمع السوداني؟
هل أصبح السودان نموذجا للتجزئة والانقسامات على أسس القبيلة الأيديولوجية؟ لماذا يتشظى السودان وفيه ما فيه من الرجال والحضارة والثقافة والموارد الطبيعية؟ ولماذا يتهدد السودان المزيد من الانقسامات والحروب والنزاعات؟ لماذا تحولت سلة الخبز الموعودة إلى هذا الجفاف والقحط والجوع والعطش والفقر والفيضانات والأمراض والأوبئة؟ ولماذا يساق شعبه البسيط والمسالم إلى قبائل سياسية وطوائف رأسمالية؟ كيف يتحول الماء إلى نار وبارود ويابسة؟ وكيف يترحم السودانيون على مرحلة الاستعمار منذ الاستقلال وإلى اليوم؟ لماذا تتحول الجنة إلى جحيم على يد الأيديولوجيين؟ لماذا يتنقل السودان بين كل محطات الفشل؟ لماذا تتصحر السودان بتهجير العقول وهجرة طاقات العمل ويزج بشعبه في أزمات لا تنتهي؟ وهل أصبحت البلاد العربية في طلاق دائم مع الإدارة وزواج مع الأيديولوجيا؟.
هناك علاقة أزلية بين الايدولوجيا، وفشلها الذريع في إدارتها لمفاصل الدولة سياسيا وتنمويا وخدماتيا. مشكلة الأنظمة المؤدلجة التمترس خلف الأيديولوجية التي ينتمي لها الحزب الحاكم، لا يهمها كيف تعمل المؤسسات أو كيف تسير البلد، بقدر ما يهمها أن تكون القرارات المهمة بيد المنتمين لذات الأيديولوجيا .
السودان مثلا بلد لديه كل مقومات النجاح من الموارد الطبيعية والبشرية الهائلة، واستفادت من الخبراء السودانيين دول عربية وأجنبية شتى. لا أعرف شخصيا منظمة دولية أو أممية أو إقليمية إلا وتقوم على أعداد كبيرة من العقول والطاقات السودانية. الشخصية السودانية لها مواصفات نادرة في العطاء والسلمية والقيم.
لدى السودان موارد مائية من أنهار وأمطار وخصوبة في أرضه وموارد بترولية ومعدنية تكفي لإقامة المزارع العملاقة والمصانع النموذجية بأنواعها والتي يمكنها أن تمد السودان ودول العالم بالمنتجات الغذائية وغيرها.
لكن السودان ابتلي بأوضاع تنام وتستيقظ على الأيديولوجيا، كما ابتلي السودان بأحزاب تقليدية أكل الدهر عليها وشرب. لا أذكر أبدا أنني قرأت خبرا مفرحا وسعيدا عن السودان، وهو البلد الذي يزخر بالفن والثقافة والحضارة والشعر والرواية والتنوع الثقافي الذي تنحدر أنهار ثقافته من أفريقيته وعروبته.
إن ما يتعرض له السودان هذه الأيام من فيضانات مدمرة هو امتحان تكرر فيه الوزارات فشلها المزمن في التعاطي مع هذه الفيضانات والمعروف مسبقا وقوعها وفي موسم محدد. وإنه من الكوميديا السوداء أن يخرج المسؤولون السودانيون في كل مرة تفيض بها الأنهار ليتحدثوا عن تفاجئهم بكمية المياه التي «لم يسبق لها مثيل». فهل السودان هو البلد الوحيد الذي توجد به أنهار؟ لماذا لا تتعلم الوزارات من تجارب الدول؟ ولماذا لا تصبح هذه المياه نعمة لكل السودانيين بدلا من أن تكون كارثة على مناطق الفيضان؟ هل أصبحت الأزمات صفة ملازمة للسودان؟ ولماذا لا تنفق الاموال على بناء السدود بدلا من التسليح والتسلح؟ ولماذا لا تقتطع الاموال للإنفاق على تأسيس بنية تحتية تليق بهذا البلد وأهله الطيبين؟ ولماذا لا تقيم المدارس والمستشفيات ودور الرعاية والمؤسسات المدنية والدراسات والأبحاث والمراكز العلمية بدلا من افتعال الخصومات والنزاعات التي لا تنتهي معهم؟ ولماذا لا ترتقي السياسة إلى مستوى نخوة السودانيين ومروءتهم وأخلاقهم النبيلة وأمانتهم فتعطي القوس باريها؟ ولماذا لا تتعامل بالإدارة بدلا من الأيديولوجيا مع المجتمع السوداني؟
هل أصبح السودان نموذجا للتجزئة والانقسامات على أسس القبيلة الأيديولوجية؟ لماذا يتشظى السودان وفيه ما فيه من الرجال والحضارة والثقافة والموارد الطبيعية؟ ولماذا يتهدد السودان المزيد من الانقسامات والحروب والنزاعات؟ لماذا تحولت سلة الخبز الموعودة إلى هذا الجفاف والقحط والجوع والعطش والفقر والفيضانات والأمراض والأوبئة؟ ولماذا يساق شعبه البسيط والمسالم إلى قبائل سياسية وطوائف رأسمالية؟ كيف يتحول الماء إلى نار وبارود ويابسة؟ وكيف يترحم السودانيون على مرحلة الاستعمار منذ الاستقلال وإلى اليوم؟ لماذا تتحول الجنة إلى جحيم على يد الأيديولوجيين؟ لماذا يتنقل السودان بين كل محطات الفشل؟ لماذا تتصحر السودان بتهجير العقول وهجرة طاقات العمل ويزج بشعبه في أزمات لا تنتهي؟ وهل أصبحت البلاد العربية في طلاق دائم مع الإدارة وزواج مع الأيديولوجيا؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق