احمد المصطفى إبراهيم
الصيحة
الصيحة
قد لا يصدق أحد أن المباني التي على شارع النيل التي بناها المستعمر بها على سبيل المثال مراوح ماركة GE مازلت تعمل الى زماننا هذا ولم يغير مفتاحها ولا جناحها ولا قلبها ولا جِلَبها.
أتطلع الى سقف غرفة واجد مراوح عمرها ثلاثين سنة مازالت تعمل وحنفيات، أو إذا اردت العربية، صنابير ماء قديمة صامدة على ابتلاءات الدهر.
وتلتفت الى مراوح اليوم تجد انها قابلة للأعطال بل في حالة استمرار دائماً تطلب الصيانة وتستبدل مفاتيحها عدة مرات في السنة. أما الصنابير واللمبات فهذه صارت مثل صحون الاستخدام مرة واحدة.
كيف تدهورت الجودة في الصناعات الى هذا الدرك؟ هل هي ملازمة لتدهور الأخلاق التجارية. وإذا فقد التجار الضمير أليس هناك جهة مراقبة رسمية. أسمعكم تجيبون: المواصفات والمقاييس.
وقبل ان نَقَبل على المواصفات تجارنا ومن الصين بالذات التدين عندهم يحتاج مراجعة. ودليلي قصة رجل الاعمال الصيني او صاحب المصنع الصيني الذي طلبوا منه أن يكتب عليها (صنع في اليابان) لما تتمتع به اليابان من سمعة جيدة في الصناعة وفي كل شيء (التحية لليابان كما يقول مقدمو البرامج عندما يذكر اسم شخص) التجار الذين طلبوا كتابة عبارة (صنع في اليابان) عندما جاء وقت الأكل سألوا هل فيه لحم خنزير او لحم كلاب أو أي محرم؟ هنا اندهش الصيني وسألهم: أي دين هذا الذي يقبل الغش ويحرم اللحوم!
من يصدقني أن محبس ماء (بلف) في خزان على سطح المنزل وقطعا تعرض للشمس وما سمعنا بان الشمس قبل ذلك تؤثر في الحديد وتجعله مثل الدقيق . مددت يدى للبلف لأقفله فإذا به كالبدرة يتحتت.
كيف اجتازت هذه الصناعات المواصفات؟ وكيف كان حال اسواقنا قبل المواصفات؟ وهل إذا لم تقف الواصفات والمقاييس عند المداخل لتجيز هذه السلع التافه هل يمكن ان يأتي التجار بأسوأ مما بالأسواق الآن؟
وهل يكفي ختم المواصفات والمقاييس شاهداً وحيداً؟ وفي حالة وجد المواطن السلعة سيئة ولا تصمد طويلاً هل يحق له ان يشتكي؟ ومن يشتكي المستورد ام المواصفات والمقاييس؟
سبحان الله هذه الصين تصنع لكل بلد ما تريد السلع الصينية في السعودية وواربا ليست كالتي في اسواقنا. إذا هنا علة كبيرة وعلاجها ليس صعباً إبادة شحنة واحدة غير مطابقة للمواصفات (بافتراض ان هناك مواصفات لكل سلعة) أقول إبادة شحنة واحدة لتاجر مستهتر يمكن ان تعدل خلل هذا السوق.
كل العلة الآن في هيئة المواصفات والمقاييس إما ان مواصفاتها متدنية او لا توجد أو العاملون عليها وخصوصا في المنافذ يحتاجون تدريباً أكثر ( بالله مش عبارة حلوة وكلمة طيبة معقول في رمضان الواحد يقول غير كدة؟).
بالمناسبة هذا هدر موارد خاصة وعامة والمصائب لا تأتي فرادى.
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق