أبشر الماحي الصائم
وقفنا نهار أمس الأول الخميس برفقة مجموعة من الإعلاميين، على حجم الجهود المضنية التي تقوم بها هيئة مياه ولاية الخرطوم، وهي تسابق موسم الصيف في زراعة 37 كيلومتراً بأنابيب خطوط النقل الضخمة سعة 600 ملم، 25 منها بجبل أولياء جنوب الخرطوم، و12 بحلفاية الملوك بشمال الولاية، الخط الأول ينطلق من سفح خزان الجبل عبر تضاريس صخرية صعبة، يجري العمل به وشقه بهمة كبيرة ذلك لدرجة هتاف شاعرنا ود المكي:
وسندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا ماء وزرعا
ونروم المجد حتى يكتب الدهر لنا اسما وذكرى
سيمد هذا الخط الذي أنجز بنسبة خمسين بالمائة مناطق الكلاكلة شرق والأندلس والأزهري، وفي المقابل إن خط الحلفاية الذي أنجز العمل في حفرياته وتركيب الخطوط بأكثر من خمسين بالمائة، سيضخ هذا الخط من محطة بحري إلى محطة (خزان إعادة الضخ) بالحلفاية، ومن ثم سيعاد الضخ في الشبكة العامة، مما يخدم منطقة الحلفاية وما حولها من المناطق .
* الجدير بالذكر، أو قل الجديد في أمر ثقافة الهيئة التي طفنا على مشروعيتها في مواسم فائتة عديدة، هو أنه في هذه المرة يتم العمل وفق خطة ممنهجة ومدروسة، بعكس ثقافة (إطفاء الأزمات) التي كانت تستحوذ على معظم نشاط الهيئة، أن تلاحق الأزمات لدرجة إنهاك الشغيلة والآليات وعدم إدراك كمال الخدمات، فهذه المرة تشعر كما لو أن الهيئة تمشي أمام الأزمات وفق خارطة طريق مرسومة بعناية فائقة، وهذا مايترجم في (الخطة الإسعافية أغسطس 2015 – مارس 2016) التي تستهدف تكملة المشاريع المستمرة وتأهيل المحطات القائمة ورفع كفاءة المحطات النيلية وتشييد محطات مدمجة، ثم الخطة المتوسطة (2015 – 2018) وتهدف هذه الخطة الاستراتيجية لزيادة الإمداد وتقليل الهدر بمعالجة الخطوط المتهالكة، مع تكملة المحطات قيد التشييد وإنشاء محطات جديدة.. على أن الخطة في مجملها تتمرحل إلى إطفاء العطش كمرحلة عاجلة أولى، ثم جعل عام 2016 بلا قطوعات.. ومن ثم الوصول إلى مرحلة الإنتاج والإمداد المستقر، بالتزامن مع عمليات التخلص من الخطوط المتهالكة القديمة بما فيها خطوط الاسبستس التاريخية، ذلك لمحاصرة الهدر، ثم التحول تدريجياً إلى المحطات النيلية للحفاظ على المياه الجوفية .
* تمنيت أيضا لو تزامنت هذه (الوثبة الطموحة) التي تضطلع بها وزارة البنى التحتية والمواصلات في مرفق هيئة المياه، تمنيت لو تزامنت مع حملات إعلامية حصيفة مخدومة لترشيد استخدام المياه، فلا يزال بعضنا يتوضأ (بصفيحة ويستحمى ببرميل كامل)!!
* هيئة مياه ولاية الخرطوم كغيرها من مرافق الولاية التعليمية والصحية والترحيلية، تدفع ثمن تراجع الحكم الاتحادي، فبينما تخطط الولاية لأربعة ملايين مواطن يتضاعف سكان (الولاية القطر) إلى ثمانية ملايين مواطن !!
* عودة المهندس خالد إلى الهيئة كانت بمثابة شفرة الانطلاقة وإعادة الثقة، يقرأ ذلك مع همة سعادة الوالي الفريق أول مهندس عبدالرحيم، مع مثابرة الأخ الوزير وقبول التحدي من قبل جموع العاملين.. وتحية خاصة للمبدعين (علم وحيدر).. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق