الصيحة
لا مجال لإدراج الصور في العمود لذا نجتهد للرسم بالكلمات (اللهم ارحم قطبي رحمة واسعة) على قناة مائية في مشروع الجزيرة نسميها نحن المزارعين كناراً تفصل بعض القرى عن طريق اللعوتة-المعيلق-أبو عشر الذي بدأ العمل فيه منذ 2010 ولم ينته منه حتى الآن إلا عدة كيلومترات (نعود اليه لاحقاً).
أكبر هذه القرى السريحة (ولو كتبنا أهم هذه القرى السريحة ستقوم علينا عاصفة القرى الأخرى) أرادت ولاية الجزيرة ربط تلك القرى بالطريق الجديد ولا يتم ذلك إلا بإنشاء كبري على الكنار (عرض ماء الكنار 10 أمتار تقريباً) اتفقت الحكومة مع شركة قطاع خاص لإنشاء الكبري بمبلغ فوق المليون جنيه بالجديد يعني مليار وشوية بالقديم. وبدأت الشركة العمل قبل سنتين تقريباً وصبت علبة في وسط المجرى المائي وحائطاً شرقياً وجزءاً من الحائط الغربي، ودبت الخلافات بين الشركة وحكومة الولاية إلى يومنا هذا لم ينجز الكبري (العلاقة بين الحكومة وشركات القطاع الخاص في ظل الضعف الإداري وضعف الشركات تحتاج وقفة من متخصصين).
جاء دور المجتمع وفكروا في حل بلدي تبرع واحد من مواطني السريحة بمبلغ (50) ألف جنيه وتولى نفر آخر من أهل السريحة التنفيذ وفكروا في حل المشكلة التي أمامهم بعيداً عن حسابات المتخصصين. جاءوا بشاسي ترلة طوله 14 متراً ووضعوا عليه صاج ثخين، بدون حسابات ودوشة، وأقاموا على جنباته كمراً كحاجز للأطراف عرض الشاسي 2.8 متر يكفي لتمرير مركبة واحدة مهما كان عرضها ووضعوا هذا الجسر الحديدي فوق الكنار وقطعوا، وكان الله يحب المحسنين. معدل السيارات التي تمر فوق هذا الجسر البلدي 200 سيارة يومياً.
فرحة الناس بهذا الحل البلدي كبيرة جداً إذ وفر وقتاً وجهداً ويسراً ومتعة لا ينقصها الا تكملة الطريق الرابط بين السريحة والأسفلت، أتمها الله.
لا يظن ظان أني ضد العلم والتخطيط السليم وتفاصيل المهندسين من أحمال ومركز ثقل وانحدار والعمر الافتراضي لكن كثرة الحرص ولدت الفشل إذ سمعنا تحت تحت أن من أسباب عدم استمرار الشركة وجود بعض العيوب الهندسية في الجزء الذي تم تنفيذه.
يُشكر الأهالي على هذا المجهود الذي تجاوز بيروقراطية الدولة. وبعملية حسابية بسيطة مبلغ الكبري الحكومي يعادل 23 كبري بلدي تحل مشاكل عشرات القرى التي تريد أن تختصر المسافات. ماذا أنتم قائلون أمام الخيارات المطروحة. الصين عملت كبري طوله 26 كلم وبه من المداخل والمخارج ما يشيب له الرأس وجماعتنا كبري 14 مترا أكرر 14 متراً سنتين ما خلص. (لو ما كنت من زي ديل واشقاي وا ذلي. بالغت يا إسماعيل حسن).
يقال إن أحدهم سأل عالماً التمباك حلال أم حرام؟ أجابه العالم فيه خلاف. كان كدي أن نسف لامن يتفقوا.
هذا حال مواطني السريحة كدي انقطع بكبرينا البلدي دا لامن يتفقوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق