محمد حامد جمعة - المجهر
المتجول في نواحي العاصمة الخرطوم والكثير من مدن السودان تستوقفه ظواهر النهضة العمرانية والتنمية والمدقق في الإحصائيات والأرقام، بل والباحث بالعين المجردة لا يملك سوى التسليم بأن السودان يخطو خطوات واسعة تجاه نهضة قد تجعل بلادنا بين يوم وليلة بلداً كبيراً وجاذباً وغنياً، ومما أراه ونتفق عليه أن الحكومة تبدو واعية من حيث المظهر لتلك التطورات، من خلال الحرص على تطوير المدن ومن خلال إحساس المواطنين أنفسهم مما انعكس على حتى شكل سكن الناس وفرش منازلهم وما يركبون وما يلبسون .
دبلوماسي أمريكي كبير التقيت به في تطواف مفترق طرق سمعته يقول إن الخرطوم بعد الحرب – يقصد اتفاقية السلام الشامل - تخطو خطوات واسعة للحاق بكبرى مدن الخليج وكذا بقية المدن، وإن كانت وتيرة الحركة والانتقال هناك أقل وأضعف، ومع هذا والحديث لي وليس للأمريكي فاللافت أن هذا التطور والتخطيط الاقتصادي والعمراني غياب الجانب المعنوي المعني بتأهيل (المجتمع) ولا أقول ذلك عبر سن القوانين، لكنها عملية دقيقة ومعقدة لا يمكن الاتكال فيها بالكامل على الحكومة، لكن التعويل فيها يكون على فكر النظام الحاكم أو مجموعة الأحزاب والمرجعيات الفكرية بالبلد.
إن نجاح أي مشروع للنهضة لا يكون متسقاً إن تقدم جزء وسقط آخر بمعنى أنك لا يمكن أن تتحدث عن عمران ونماء في البناء والنفوس خربة بنتائج مخيبة للآمال في البرامج الموجهة للمجتمع، إذ تبدو الحاجة ماسة وعاجلة لتطوير البرامج المصوبة لترقية روح الإنسان وتهذيبه، نحو إحياء القيم المعنوية من نزاهة وأمانة وعفة وروح تعاون، والأمرلا يحتاج لمغالطات فنظرة قصيرة للواقع تقول إننا نتطاول في شجيرات الاسمنت على حساب قيم الروح.
أين مشروعات الإحياء الثقافي والدعوة الشاملة أين ذهبت وأين حفظت إذ تلاشت وقيدت في دفتر أحوال لم يراجعه أحد، وصارت عبارة عن عناوين ومحطات في السيرة الذاتية لباحث عن وظيفة أو منقب عن منصب! أو قصاصات في أرشيف، وهكذا فإن الخلاصة قد تشير إلى أن ثمة نقص وغياب مهم يجب أن تلتفت إليه الدولة وحزبها وأحزابها بالإيمان بحقيقة أن العلو الاقتصادي والرفاهية التي نمضي نحوها ستكون دائماً (ناقصة) ومهددة بأخطار الفساد وأطماع الصراعات والمؤامرات وفوبيا (القص) والتربص، وأن مال الحكومة وعزها إنما هو للفرد وخاصته وحاشيته فيزداد الأغنياء غنىً ويزداد الفقراء فقراً فنسكن جميعاً في مساكن الذين ظلموا أنفسهم.
نحتاج إلى عمليات إنعاش أخلاقي، والتفاتة للتخطيط الاجتماعي لأن أي تطور يفتقد إلى تلك الجوانب ويهملها إنما هو مشروع في حقيقة الأمر للصعود والعلو السريع ثم الانهيار الأسرع، وبالإجمال فإنني أطالب بتحسين (الروح) والمعاني مثلما تتحسن الآن المباني ورمضان كريم وتصوموا وتفطروا على خير.
المتجول في نواحي العاصمة الخرطوم والكثير من مدن السودان تستوقفه ظواهر النهضة العمرانية والتنمية والمدقق في الإحصائيات والأرقام، بل والباحث بالعين المجردة لا يملك سوى التسليم بأن السودان يخطو خطوات واسعة تجاه نهضة قد تجعل بلادنا بين يوم وليلة بلداً كبيراً وجاذباً وغنياً، ومما أراه ونتفق عليه أن الحكومة تبدو واعية من حيث المظهر لتلك التطورات، من خلال الحرص على تطوير المدن ومن خلال إحساس المواطنين أنفسهم مما انعكس على حتى شكل سكن الناس وفرش منازلهم وما يركبون وما يلبسون .
دبلوماسي أمريكي كبير التقيت به في تطواف مفترق طرق سمعته يقول إن الخرطوم بعد الحرب – يقصد اتفاقية السلام الشامل - تخطو خطوات واسعة للحاق بكبرى مدن الخليج وكذا بقية المدن، وإن كانت وتيرة الحركة والانتقال هناك أقل وأضعف، ومع هذا والحديث لي وليس للأمريكي فاللافت أن هذا التطور والتخطيط الاقتصادي والعمراني غياب الجانب المعنوي المعني بتأهيل (المجتمع) ولا أقول ذلك عبر سن القوانين، لكنها عملية دقيقة ومعقدة لا يمكن الاتكال فيها بالكامل على الحكومة، لكن التعويل فيها يكون على فكر النظام الحاكم أو مجموعة الأحزاب والمرجعيات الفكرية بالبلد.
إن نجاح أي مشروع للنهضة لا يكون متسقاً إن تقدم جزء وسقط آخر بمعنى أنك لا يمكن أن تتحدث عن عمران ونماء في البناء والنفوس خربة بنتائج مخيبة للآمال في البرامج الموجهة للمجتمع، إذ تبدو الحاجة ماسة وعاجلة لتطوير البرامج المصوبة لترقية روح الإنسان وتهذيبه، نحو إحياء القيم المعنوية من نزاهة وأمانة وعفة وروح تعاون، والأمرلا يحتاج لمغالطات فنظرة قصيرة للواقع تقول إننا نتطاول في شجيرات الاسمنت على حساب قيم الروح.
أين مشروعات الإحياء الثقافي والدعوة الشاملة أين ذهبت وأين حفظت إذ تلاشت وقيدت في دفتر أحوال لم يراجعه أحد، وصارت عبارة عن عناوين ومحطات في السيرة الذاتية لباحث عن وظيفة أو منقب عن منصب! أو قصاصات في أرشيف، وهكذا فإن الخلاصة قد تشير إلى أن ثمة نقص وغياب مهم يجب أن تلتفت إليه الدولة وحزبها وأحزابها بالإيمان بحقيقة أن العلو الاقتصادي والرفاهية التي نمضي نحوها ستكون دائماً (ناقصة) ومهددة بأخطار الفساد وأطماع الصراعات والمؤامرات وفوبيا (القص) والتربص، وأن مال الحكومة وعزها إنما هو للفرد وخاصته وحاشيته فيزداد الأغنياء غنىً ويزداد الفقراء فقراً فنسكن جميعاً في مساكن الذين ظلموا أنفسهم.
نحتاج إلى عمليات إنعاش أخلاقي، والتفاتة للتخطيط الاجتماعي لأن أي تطور يفتقد إلى تلك الجوانب ويهملها إنما هو مشروع في حقيقة الأمر للصعود والعلو السريع ثم الانهيار الأسرع، وبالإجمال فإنني أطالب بتحسين (الروح) والمعاني مثلما تتحسن الآن المباني ورمضان كريم وتصوموا وتفطروا على خير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق