تحقيق وتصوير: عباس عزت
المنسي .. سلسلة تحقيقات أكشف لكم فيها سوداناً آخر غير الذي ترونه في الإعلام وتسمعون عنه في الأخبار. السودان المنسي الذي يختفي في ظلام الإعلام، يكابد مرارة الحال وشظف الواقع..رحلة ما منظور مثيلا مشاهد ولا في الأفلام صوَّرتها لكم بقلمي والكاميرا التي لا تنفصل مني.. قبل قراءة التحقيق، ارجوكم تأكدوا من وجود صندوق مناديل الورق بجواركم لمسح الدموع.. دموع الحسرة على وطن يقتله الشقاء والنعيم على ظهوره محمول.
شرفة التاريخ
هذه المرة من جزيرة لبب .. عبقرية المكان ومسقط رأس الإمام محمد أحمد المهدي وجده الخامس حاج شريف معلم القرءان الكريم .. أرض الحضارة النوبية الضاربة في القدم.. أرض احتضنها أهلها كما احتضنهم ذلك النيل الخالد بحب، أرض أُعطيَت فأُعطت وما زالت.. ما الذي دفعني للذهاب إلى جزيرة لبب؟.
لقد قرأت مثلكم ما دُوِّن على كتب التاريخ بمراحل التعليم الابتدائي والثانوي عن جزيرة لبب, وما قرأته لاحقاً بالمواقع الالكترونية عن قراها النائمة في دعة في حضن النيل المعطاء الباذخ روعة وجمالاً .. تشكلت في ذهني صورة رائعة، حيث يرتسم التاريخ بتفاصيله العتيقة ، يحكي قصص رجالات طوَّعوا الصخر قبل القفر ومنحوا الأرض الإخلاص لتمنحهم الخير والنماء ويحكي عن النيل حينما يحتضن بحب أرواح أناس أخضرت نفوسهم قبل سهول قراهم وأمتدت أوردتهم تسقي الأرض قبل أن تسقيها أوديتهم . وأصبحت حلماً , لم أكن أتوقع أن أعيشه حقيقة , ولم أكن أعرف أن هذا الحلم سوف يتحوَّل إلى إحباط عندما تلامس قدماي ضفتها الغربية .. لم أكن أعرف أن في طرف قريب من الأرض من يعيش هذه التفاصيل البائسة واقعاً يلمسه كل يوم. هناك الكثير.. الكثير أود أن قوله عن تلك الأمكنة التي قـُدر لي وزرتها ، وددت لو أن كل العالم كان بصحبتي وفي النفس رغبة جامحة لأحكي تفاصيل التفاصيل علها ترسم للقارئ روعة الإنسان هناك واندثار المكان.
نافي نارتي
تقع جزيرة لبب في نطاق الوحدة الإدارية لمحلية دنقلا على مسافة 20 كيلومتر جنوب مدينة دنقلا بالولاية الشمالية، وهي جزيرة متوسطة المساحة مقارنة بالجزر الكبيرة على النيل (بنا – بدين).. كانت تسمى جزيرة (نافي نارتي) أي جزيرة نافع.. وعند حلول آل الشريف العارف بالله حاج شريف بن علي قبل أكثر من سبعمائة عام , اشتهرت الجزيرة باسم - والجزر الصغيرة التابعة لها - جزائر الأشراف.. كانت آهلة بالسكان حتى نهاية فيضان 1988.. كانت تتكون من عدة أحياء, (الساب , دشي مار , آب تركي , وجزيرة ضرار) وفي الجنوب جزيرة (سلي نارتي و جزيرة كُهلول) وفي الشمال (جزيرة منقلق وجزيرة عمدة نارتي وبعض الجزر الزراعية). وتسمى مجموعة هذه الجزر بـ(جزائر الأشراف).. وبعد فيضان 1988 انتقل سكان جزائر الأشراف إلى قرى عمودية لبب الحالية , وتركز غالبية السكان في قرى لبب غرب ولبب شرق وود نميري, بينما انتقلت بعض الأسر إلى بقية قرى عمودية لبب (ارتدي- الخناق - شيخ شريف- سورتود – الصحابة – التيتي -تمنار- وادي حلفا- جورتود - العقال).
يامراكبي عدينا
عند المرسى المقابل لجزيرة لبب التي تتوسط نهر النيل ، ينتظر يوسف ساتي، سائق اللنش الوحيد الذي يقدم خدماته لأهالي الجزيرة في التنقل بين الضفتين.
يوسف الذي يعمل هنا منذ سنتين يصف كيف كانت "الحياة الصاخبة الجميلة" تملأ أرجاء الجزيرة.."كانت تقام الأفراح والحفلات الخاصة ، ويقبل الأهالي على الجزيرة في العطل والإجازات، ويقضي الأطفال أوقات سعيدة بين أشجار النخيل وأشجار الموالح".
لكن أحوال جزيرة لبب تبدَّلت في السنوات الماضية، بسبب توقف البنطون الذي كان يعمل بكفاءة عالية في نقل المحاصيل والمواشي وآلات الحراثة والوقود اللازم لتشغيل طلمبات الري.. وكانت هناك أفكار لتشييد فندق بالجزيرة وإعادة تأهيل المسجد العتيق وترميم الآثار النوبية بالجزيرة.. وبسبب توقف البنطون توقفت حركة السياحة والتجارة وكثير من المزارعين هجروا العمل بالزراعة وتجارة المواشي .. فلم يعد هناك سوى لنش صغير بدائي الصنع واحد ينقل الأهالي إليها صباحاً في الثامنة، ثم يعود بهم في الرابعة عصرًا.
ويضيف قائلاً: إن الجزيرة أصبحت شبه مهجورة بعد توقف البنطون الذي كان ينقل المزارعين والفلاحين بين الضفتين مع كافة مستلزماتهم ، وتوقفت إقامة الأفراح وطقوس الزواج وأعياد الحصاد، وبدت أشجار النخيل في تقلص مضطرد وجفت أشجار الموالح وتوقفت حركة السياحة بفعل الإهمال واللامبالاة من قبل المسؤولين بحكومة الولاية .
ويعزو يوسف سبب توقف البنطون إلى عطل أصاب محركه قبل أكثر من عامين وتم نقله إلى ورشة دنقلا بغرض الصيانة ووعدت حكومة الولاية بصيانته بأعجل ما تيسر, و بالرغم من توفير المال اللازم للصيانة من قبل أبناء المنطقة العاملين بدول المهجر قبل عامين , إلا أننا لم نتلق ما يفيد بإصلاح البنطون، وعند آخر زيارة لي لمدينة دنقلا وجدت البنطون ملقى وسط المزارع بعيداً عن المرسى وعندما تفقدته وجدت أن الماكينة قد تم أخذها إلى مكان غير معلوم. ويمضي قائلاً: كثير من الناس هجروا العمل بالجزيرة لعدم وجود البنطون، لأن تكلفة ترحيل المحاصيل عن طريق الشرق عبر كبري السليم عالية جداً لطول المسافة .. وقال بحسرة: الجزيرة كانت تكتظ بأشجار الموالح والنخيل والمواشي بأنواعها وكانت حركة التجارة والسياحة مزدهرة, والآن أصبحت شبه مهجورة بسبب توقف البنطون .. ونحن الآن نعمل بلنش بدائي طوله ستة أمتار لعبور النيل الهائج في موسم الدميرة وعدد المزارعين والعمال الذين يعملون داخل الجزيرة يفوق الألفين .. وحتى هذا اللنش لم توفره لنا حكومة الولاية، بل تم شراؤه بواسطة الأهالي بالعون الذاتي .. ونبَّه إلى خطورة الوضع، مستدلاً بغرق لنش مماثل قبل أربعة أيام بما فيه من حمولة تفوق الثمانين جوال ذرة، وقال إنه يتقاضى راتباً شهرياً قدره مائة وخمسون جنيهاً فقط لا غير.. ويرى أن مطالبة الأهالي بعودة البنطون ليست بالمستحيلة حتى لا يتم تحقيقها .. وختم حديثه قائلاً: لابد من عودة البنطون كي تعود الجزيرة إلى سابق عهدها في أقرب وقت، وهو الحلم نفسه الذي يشاركه به أهالي عمودية لبب.
النيل فاض وانحنى
طلبت منه أن يقلني إلى الجزيرة للحاق بصلاة الجمعة.. كان وقت الصلاة قد حان.. صعدت على ظهر اللنش بصعوبة وكان النيل في قمة فيضانه وهدير الماء يسمع على مسافة بعيدة و بعد أن أخذت مكاني في وسط اللنش سألت الريس يوسف ساتي عن القباب التي تقع على الجزء الشمالي لقرية لبب غرب، وعن المبنى الحجري الواقع شمالها .. أجابني بأن هذه القباب الثلاث هي موقع مقابر حاج شريف وأبنائه الثلاثة، وتلك الآثار هي ماتبقى من قصر ود نميري جد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وظل مواصلاً حديثه عن القباب وقصر ود نميري، ولكني لم أستوعب شيئاً مما قاله إذ كان الماء ينحدر في دوامات تحدث زبداً عند وصولنا منتصف النهر والمركب يتمايل بشدة .. أصابني شئ من دوار البحر وتصبب العرق من جسمي .. تمسكت بحافة اللنش ذاكرًا الله في سري حتى بلغنا شاطئ الجزيرة، لم أتمكن ضبط الزمن الذي قضيناه في الوصول إلى الجزيرة ولكن بدت لي المسافة طويلة جدًا .. كان النزول من على ظهر المركب أصعب من الصعود, إذ يتوجب عليك القفز على تربة هشة على حافة النهر, وقد تنزلق رجلك إلى داخل النهر, المهم قفزت قفزة طويلة خوفاً من النزول في منطقة الهدام , ساعتها خطر في بالي كيف يتمكن النساء وكبار السن من النزول والصعود إلى هذا المركب البدائي؟ .
نواصل
المنسي .. سلسلة تحقيقات أكشف لكم فيها سوداناً آخر غير الذي ترونه في الإعلام وتسمعون عنه في الأخبار. السودان المنسي الذي يختفي في ظلام الإعلام، يكابد مرارة الحال وشظف الواقع..رحلة ما منظور مثيلا مشاهد ولا في الأفلام صوَّرتها لكم بقلمي والكاميرا التي لا تنفصل مني.. قبل قراءة التحقيق، ارجوكم تأكدوا من وجود صندوق مناديل الورق بجواركم لمسح الدموع.. دموع الحسرة على وطن يقتله الشقاء والنعيم على ظهوره محمول.
هذه المرة من جزيرة لبب .. عبقرية المكان ومسقط رأس الإمام محمد أحمد المهدي وجده الخامس حاج شريف معلم القرءان الكريم .. أرض الحضارة النوبية الضاربة في القدم.. أرض احتضنها أهلها كما احتضنهم ذلك النيل الخالد بحب، أرض أُعطيَت فأُعطت وما زالت.. ما الذي دفعني للذهاب إلى جزيرة لبب؟.
لقد قرأت مثلكم ما دُوِّن على كتب التاريخ بمراحل التعليم الابتدائي والثانوي عن جزيرة لبب, وما قرأته لاحقاً بالمواقع الالكترونية عن قراها النائمة في دعة في حضن النيل المعطاء الباذخ روعة وجمالاً .. تشكلت في ذهني صورة رائعة، حيث يرتسم التاريخ بتفاصيله العتيقة ، يحكي قصص رجالات طوَّعوا الصخر قبل القفر ومنحوا الأرض الإخلاص لتمنحهم الخير والنماء ويحكي عن النيل حينما يحتضن بحب أرواح أناس أخضرت نفوسهم قبل سهول قراهم وأمتدت أوردتهم تسقي الأرض قبل أن تسقيها أوديتهم . وأصبحت حلماً , لم أكن أتوقع أن أعيشه حقيقة , ولم أكن أعرف أن هذا الحلم سوف يتحوَّل إلى إحباط عندما تلامس قدماي ضفتها الغربية .. لم أكن أعرف أن في طرف قريب من الأرض من يعيش هذه التفاصيل البائسة واقعاً يلمسه كل يوم. هناك الكثير.. الكثير أود أن قوله عن تلك الأمكنة التي قـُدر لي وزرتها ، وددت لو أن كل العالم كان بصحبتي وفي النفس رغبة جامحة لأحكي تفاصيل التفاصيل علها ترسم للقارئ روعة الإنسان هناك واندثار المكان.
نافي نارتي
تقع جزيرة لبب في نطاق الوحدة الإدارية لمحلية دنقلا على مسافة 20 كيلومتر جنوب مدينة دنقلا بالولاية الشمالية، وهي جزيرة متوسطة المساحة مقارنة بالجزر الكبيرة على النيل (بنا – بدين).. كانت تسمى جزيرة (نافي نارتي) أي جزيرة نافع.. وعند حلول آل الشريف العارف بالله حاج شريف بن علي قبل أكثر من سبعمائة عام , اشتهرت الجزيرة باسم - والجزر الصغيرة التابعة لها - جزائر الأشراف.. كانت آهلة بالسكان حتى نهاية فيضان 1988.. كانت تتكون من عدة أحياء, (الساب , دشي مار , آب تركي , وجزيرة ضرار) وفي الجنوب جزيرة (سلي نارتي و جزيرة كُهلول) وفي الشمال (جزيرة منقلق وجزيرة عمدة نارتي وبعض الجزر الزراعية). وتسمى مجموعة هذه الجزر بـ(جزائر الأشراف).. وبعد فيضان 1988 انتقل سكان جزائر الأشراف إلى قرى عمودية لبب الحالية , وتركز غالبية السكان في قرى لبب غرب ولبب شرق وود نميري, بينما انتقلت بعض الأسر إلى بقية قرى عمودية لبب (ارتدي- الخناق - شيخ شريف- سورتود – الصحابة – التيتي -تمنار- وادي حلفا- جورتود - العقال).
يامراكبي عدينا
عند المرسى المقابل لجزيرة لبب التي تتوسط نهر النيل ، ينتظر يوسف ساتي، سائق اللنش الوحيد الذي يقدم خدماته لأهالي الجزيرة في التنقل بين الضفتين.
يوسف الذي يعمل هنا منذ سنتين يصف كيف كانت "الحياة الصاخبة الجميلة" تملأ أرجاء الجزيرة.."كانت تقام الأفراح والحفلات الخاصة ، ويقبل الأهالي على الجزيرة في العطل والإجازات، ويقضي الأطفال أوقات سعيدة بين أشجار النخيل وأشجار الموالح".
لكن أحوال جزيرة لبب تبدَّلت في السنوات الماضية، بسبب توقف البنطون الذي كان يعمل بكفاءة عالية في نقل المحاصيل والمواشي وآلات الحراثة والوقود اللازم لتشغيل طلمبات الري.. وكانت هناك أفكار لتشييد فندق بالجزيرة وإعادة تأهيل المسجد العتيق وترميم الآثار النوبية بالجزيرة.. وبسبب توقف البنطون توقفت حركة السياحة والتجارة وكثير من المزارعين هجروا العمل بالزراعة وتجارة المواشي .. فلم يعد هناك سوى لنش صغير بدائي الصنع واحد ينقل الأهالي إليها صباحاً في الثامنة، ثم يعود بهم في الرابعة عصرًا.
ويضيف قائلاً: إن الجزيرة أصبحت شبه مهجورة بعد توقف البنطون الذي كان ينقل المزارعين والفلاحين بين الضفتين مع كافة مستلزماتهم ، وتوقفت إقامة الأفراح وطقوس الزواج وأعياد الحصاد، وبدت أشجار النخيل في تقلص مضطرد وجفت أشجار الموالح وتوقفت حركة السياحة بفعل الإهمال واللامبالاة من قبل المسؤولين بحكومة الولاية .
ويعزو يوسف سبب توقف البنطون إلى عطل أصاب محركه قبل أكثر من عامين وتم نقله إلى ورشة دنقلا بغرض الصيانة ووعدت حكومة الولاية بصيانته بأعجل ما تيسر, و بالرغم من توفير المال اللازم للصيانة من قبل أبناء المنطقة العاملين بدول المهجر قبل عامين , إلا أننا لم نتلق ما يفيد بإصلاح البنطون، وعند آخر زيارة لي لمدينة دنقلا وجدت البنطون ملقى وسط المزارع بعيداً عن المرسى وعندما تفقدته وجدت أن الماكينة قد تم أخذها إلى مكان غير معلوم. ويمضي قائلاً: كثير من الناس هجروا العمل بالجزيرة لعدم وجود البنطون، لأن تكلفة ترحيل المحاصيل عن طريق الشرق عبر كبري السليم عالية جداً لطول المسافة .. وقال بحسرة: الجزيرة كانت تكتظ بأشجار الموالح والنخيل والمواشي بأنواعها وكانت حركة التجارة والسياحة مزدهرة, والآن أصبحت شبه مهجورة بسبب توقف البنطون .. ونحن الآن نعمل بلنش بدائي طوله ستة أمتار لعبور النيل الهائج في موسم الدميرة وعدد المزارعين والعمال الذين يعملون داخل الجزيرة يفوق الألفين .. وحتى هذا اللنش لم توفره لنا حكومة الولاية، بل تم شراؤه بواسطة الأهالي بالعون الذاتي .. ونبَّه إلى خطورة الوضع، مستدلاً بغرق لنش مماثل قبل أربعة أيام بما فيه من حمولة تفوق الثمانين جوال ذرة، وقال إنه يتقاضى راتباً شهرياً قدره مائة وخمسون جنيهاً فقط لا غير.. ويرى أن مطالبة الأهالي بعودة البنطون ليست بالمستحيلة حتى لا يتم تحقيقها .. وختم حديثه قائلاً: لابد من عودة البنطون كي تعود الجزيرة إلى سابق عهدها في أقرب وقت، وهو الحلم نفسه الذي يشاركه به أهالي عمودية لبب.
النيل فاض وانحنى
طلبت منه أن يقلني إلى الجزيرة للحاق بصلاة الجمعة.. كان وقت الصلاة قد حان.. صعدت على ظهر اللنش بصعوبة وكان النيل في قمة فيضانه وهدير الماء يسمع على مسافة بعيدة و بعد أن أخذت مكاني في وسط اللنش سألت الريس يوسف ساتي عن القباب التي تقع على الجزء الشمالي لقرية لبب غرب، وعن المبنى الحجري الواقع شمالها .. أجابني بأن هذه القباب الثلاث هي موقع مقابر حاج شريف وأبنائه الثلاثة، وتلك الآثار هي ماتبقى من قصر ود نميري جد الرئيس الأسبق جعفر نميري، وظل مواصلاً حديثه عن القباب وقصر ود نميري، ولكني لم أستوعب شيئاً مما قاله إذ كان الماء ينحدر في دوامات تحدث زبداً عند وصولنا منتصف النهر والمركب يتمايل بشدة .. أصابني شئ من دوار البحر وتصبب العرق من جسمي .. تمسكت بحافة اللنش ذاكرًا الله في سري حتى بلغنا شاطئ الجزيرة، لم أتمكن ضبط الزمن الذي قضيناه في الوصول إلى الجزيرة ولكن بدت لي المسافة طويلة جدًا .. كان النزول من على ظهر المركب أصعب من الصعود, إذ يتوجب عليك القفز على تربة هشة على حافة النهر, وقد تنزلق رجلك إلى داخل النهر, المهم قفزت قفزة طويلة خوفاً من النزول في منطقة الهدام , ساعتها خطر في بالي كيف يتمكن النساء وكبار السن من النزول والصعود إلى هذا المركب البدائي؟ .
نواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق