محمد لطيف- اليوم التالي
منذ فترة تعرضنا لدراسة نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية عن مدى التزام دول العالم قاطبة بالمعايير الإسلامية في الحكم.. الدراسة أعدها أكاديميون مختصون من خلفيات مسلمة بجامعة جورج واشنطن وشملت.. إسلامية الاقتصاد.. بما يشمل تساوي الفرص والمساواة الاقتصادية ومكافحة الفقر.. ثم إسلامية الحكم والقانون.. بما يشمل المساءلة والاستقرار السياسي وحكم القانون.. فإسلامية الحقوق الإنسانية والسياسية.. بما يشمل حقوق التعليم والصحة والحرية الدينية.. وأخيرا إسلامية العلاقات الدولية.. ومن بين الخمسين دولة الأولى.. لم تحظ أي دولة إسلامية بموقع سوى ماليزيا التي احتلت المرتبة الثالثة والثلاثين، ثم الكويت التي احتلت المرتبة الثانية والأربعين..!
الدراسة عادت إلى مقدمة ذاكرتي إثر واقعتين مررت بهما مؤخرا.. الأولى أنني وبدعوة من الخارجية الهولندية كنت ضيفا على مملكة هولندا لنحو أسبوع.. وذلك ضمن خمسة عشر صحفيا وإعلاميا من المنطقة الأفريقية.. وبإيجاز طفنا تلك الدولة شرقا وغربا.. وليس موضوعنا اليوم زيارتنا إلى هولندا.. فهذا مبحث آخر أعود إليه لاحقا.. ولكن ذاكرتي تحتفظ ومنذ زمان بعيد بمعلومة أن هولندا هذه اسمها الأراضي المنخفضة وتبلغ مساحتها نحو 41 ألف كيلومتر، وتنقسم إلى 12 مقاطعة.. وتطل على بحر الشمال في أقصى شمالي الغرب الأوروبي.. وحوالي خمس مساحة هولندا يتكون من الماء في شكل بحيرات وقنوات.. وحوالي نصف أرضها أقل من مستوى سطح البحر محمي بالسدود.. وقد نفذت عدة مشاريع لتجفيف المستنقعات والبحيرات وعوضا عنها إقامة المشاريع الزراعية وما ينفع الناس.. أما النصف الآخر من الأراضي الهولندية فيبلغ ارتفاعها حوالي أقل من متر واحد فوق سطح البحر.. ويقال إن أعلى ارتفاع في هولندا.. هو جبل فالسيربيرغ الذي يصل ارتفاعه إلى 321 مترا فقط.. ومواجهة كل هذه المخاطر المائية تعتمد فيها الدولة الهولندية على ما عرفت بالطواحين الهوائية.. أو طواحين الهواء.. التي تستخدم عندنا.. كعبارة.. كناية عن المعارك الوهمية.. وما أكثرها.. ولكنها تستخدم هناك لضبط توازن مستوى المياه بين سطح الأرض الهولندية وسطح البحر.. محدثي أكد لي أن هذه الطواحين الهوائية إذا توقفت لمدة ثلاثة أشهر فقط فستغرق هولندا بالكامل.. هذه الطواحين اخترعها الهولنديون قبل عدة قرون وكانت تعمل بدفع الرياح.. وتعمل اليوم بالطاقة الكهربائية.. وتقوم بدورها على أكمل وجه.. فينام الهولنديون مطمئنين في بيوتهم.. أيا كان موقع هذا البيت.. على حافة البحر.. أو شاطىء النهر.. أو على التلال.. فالعناية الحكومية هناك تغطي الجميع.. فلا مواطن مهمش.. ولا منطقة تعاني التهميش.. ولا مفاجآت..!
أما الواقعة الثانية.. فهي واقعة الخريف الذي فاجأنا.. وفاجأ حكوماتنا.. في العاصمة والولايات.. ولا تحدثني عن الإمكانيات.. بل سل عن الإرادة.. وسل عن المسؤولية.. آلاف الطواحين تعمل على مدار العام هناك.. للحيلولة دون غرق دولة بحالها.. ومصارفنا عاجزة عن العمل بضعة أيام في كل عام للحيلولة دون غرق الأحياء..!
دهشت.. ومسؤول ولائي يتحدث صباح أمس عن أن عطلة العيد وغياب العمال تسبب في عدم فتح المصارف.. فضحكت.. وشر البلية ما يضحك.. فالحقيقة المرة أن عملية فتح المصارف هذه كان ينبغي لها أن تكتمل قبل حلول عطلة العيد بفترة طويلة.. ثم أين سلطات الولاية التي كان ينبغي لها أن تضع خططا احترازية لمواجهة هكذا طوارئ؟.. ولكنك تدرك أن مسألة العطلة هذه حجة مردودة.. حين تعلم أن موقعا مر عليه الرئيس عبورا.. عصر يوم العيد.. بدأ فيه العمل فورا.. صبيحة اليوم التالي.. رغم أن العطلة مستمرة.. عجبي..!
ونحن نخوض في الوحل.. رويت لصاحبي عن هولندا وكيفية إدارتها لمعركتها اليومية مع المياه.. رد عليّ ساخرا.. "هولندا تفلحو تجيبو منها البصات بس".!
الدراسة عادت إلى مقدمة ذاكرتي إثر واقعتين مررت بهما مؤخرا.. الأولى أنني وبدعوة من الخارجية الهولندية كنت ضيفا على مملكة هولندا لنحو أسبوع.. وذلك ضمن خمسة عشر صحفيا وإعلاميا من المنطقة الأفريقية.. وبإيجاز طفنا تلك الدولة شرقا وغربا.. وليس موضوعنا اليوم زيارتنا إلى هولندا.. فهذا مبحث آخر أعود إليه لاحقا.. ولكن ذاكرتي تحتفظ ومنذ زمان بعيد بمعلومة أن هولندا هذه اسمها الأراضي المنخفضة وتبلغ مساحتها نحو 41 ألف كيلومتر، وتنقسم إلى 12 مقاطعة.. وتطل على بحر الشمال في أقصى شمالي الغرب الأوروبي.. وحوالي خمس مساحة هولندا يتكون من الماء في شكل بحيرات وقنوات.. وحوالي نصف أرضها أقل من مستوى سطح البحر محمي بالسدود.. وقد نفذت عدة مشاريع لتجفيف المستنقعات والبحيرات وعوضا عنها إقامة المشاريع الزراعية وما ينفع الناس.. أما النصف الآخر من الأراضي الهولندية فيبلغ ارتفاعها حوالي أقل من متر واحد فوق سطح البحر.. ويقال إن أعلى ارتفاع في هولندا.. هو جبل فالسيربيرغ الذي يصل ارتفاعه إلى 321 مترا فقط.. ومواجهة كل هذه المخاطر المائية تعتمد فيها الدولة الهولندية على ما عرفت بالطواحين الهوائية.. أو طواحين الهواء.. التي تستخدم عندنا.. كعبارة.. كناية عن المعارك الوهمية.. وما أكثرها.. ولكنها تستخدم هناك لضبط توازن مستوى المياه بين سطح الأرض الهولندية وسطح البحر.. محدثي أكد لي أن هذه الطواحين الهوائية إذا توقفت لمدة ثلاثة أشهر فقط فستغرق هولندا بالكامل.. هذه الطواحين اخترعها الهولنديون قبل عدة قرون وكانت تعمل بدفع الرياح.. وتعمل اليوم بالطاقة الكهربائية.. وتقوم بدورها على أكمل وجه.. فينام الهولنديون مطمئنين في بيوتهم.. أيا كان موقع هذا البيت.. على حافة البحر.. أو شاطىء النهر.. أو على التلال.. فالعناية الحكومية هناك تغطي الجميع.. فلا مواطن مهمش.. ولا منطقة تعاني التهميش.. ولا مفاجآت..!
أما الواقعة الثانية.. فهي واقعة الخريف الذي فاجأنا.. وفاجأ حكوماتنا.. في العاصمة والولايات.. ولا تحدثني عن الإمكانيات.. بل سل عن الإرادة.. وسل عن المسؤولية.. آلاف الطواحين تعمل على مدار العام هناك.. للحيلولة دون غرق دولة بحالها.. ومصارفنا عاجزة عن العمل بضعة أيام في كل عام للحيلولة دون غرق الأحياء..!
دهشت.. ومسؤول ولائي يتحدث صباح أمس عن أن عطلة العيد وغياب العمال تسبب في عدم فتح المصارف.. فضحكت.. وشر البلية ما يضحك.. فالحقيقة المرة أن عملية فتح المصارف هذه كان ينبغي لها أن تكتمل قبل حلول عطلة العيد بفترة طويلة.. ثم أين سلطات الولاية التي كان ينبغي لها أن تضع خططا احترازية لمواجهة هكذا طوارئ؟.. ولكنك تدرك أن مسألة العطلة هذه حجة مردودة.. حين تعلم أن موقعا مر عليه الرئيس عبورا.. عصر يوم العيد.. بدأ فيه العمل فورا.. صبيحة اليوم التالي.. رغم أن العطلة مستمرة.. عجبي..!
ونحن نخوض في الوحل.. رويت لصاحبي عن هولندا وكيفية إدارتها لمعركتها اليومية مع المياه.. رد عليّ ساخرا.. "هولندا تفلحو تجيبو منها البصات بس".!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق