بقلم: إسماعيل آدم محمد زين - سودانيل
أثناء عملي في بعض لجان كرسي اليونسكو للمياه غالباً ما أمرُ علي العم صغيرون الزين بروفسير علم المياه و وزير الري الأسبق بالرغم من فارق السن- كنت أجد الترحيب و المعرفة مع تواضعٌ شديد وفوق هذا كوبٌ من الشاي ، صغيرون متصوف حقيقي إنطوي علي حبٌ للبلاد و للناس و علي إدراك للري بالسودان و مشاريعه- كانت بيننا لغةٌ مشتركة ،تواصل يبز تواصل القُربي – رابطةٌ أسماها ألفين توفلر " القبيلة المهنية" حيث تجمع بروابطها المتينة العقول و القلوب و تتغلب علي أوشج روابط الدم و العنصر، ثمار لعصر متسارع الخطو ! ومولد لعلوم إجتماع جديدة أشار إليها الكاتبان الأمريكيان في مؤلفهما الموسوم " صدمةُ المستقبل" .
تكلمتُ مع العم صغيرون في إحدي زياراتي له بمكتبه عن تقرير كتبه خواجه بريطاني في منتصف الأربعينات من القرن الماضي حول زيارته لمرافق الري و المياه لجنوب إفريقيا و روديسيا (زيمبابوي الحالية) وقد كان ذلك خلال إجازته السنوية! لقد أعجبني تفاني الخواجه و حبه لعمله و رئيسه الذي لا يقل عنه في التفاني و إستجابته لطلبه بكتابة التوصية بالآلة الكاتبة ! الآن إذا ما طلبت من أي شخص كتابة خطاب أو توصية سرعان ما يرمي الكرة و يطالبك بكتابته و إحضاره للتوقيع عليه مع سهولة الأمر و توفر أجهزة الحاسوب !
أما إدارة السدود فهي من أسوأ الإدارات في مجال بناء القدرات لمهندسيها و فنييها حيث ترفض منحهم إجازات بدون مرتب لمن يرغب في السفر للدراسة أو لحضور مؤتمر أو حتي لمن يجد منحة ، بل تتمادي بعيداً بعدم كتابة أي إفادة لمساعدة منسوبيها و لقد عجبتُ بإرسالها لأرتال من طلاب أو معلمي الخلاوي لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية!
عند إشارتي لتقرير مهندس الري البريطاني ،سارع العم صغيرون بذكر إسمه كاملاً و هو H.A Morrice ، لم ينسي التقرير أو إسم المهندس !
تناول التقرير زيارات المهندس للسدود و منشآت الري مع مشاكل الإطماء هنالك و قارنها بالإطماء هنا في السودان. كما كتب عن حصاد المياه و غير ذلك من قضايا الري و المياه و قد دعم التقرير برسومات توضيحية مع جداول- تقرير يصعب الآن علي المهندسين إنجاز مثيل له و هم في مهام رسمية مدفوعة القيمة و يتحصلون عليها آلاف الدولارات مع تذاكر السفر و تسهيلات الإقامة.
إقرأوا التقارير القديمة ففيها دلالات و قيم لا نظير لها في وقتنا الحالي مع إخلاص و حبٌ للعمل و تفانٍ. و قارنوا بما يُكتب حالياً إن وُجد! مهنية سامقة و نفوسٌ سليمة الطوية و إدراكٌ للوقت ! و كتابة صحيحة لا تشوبها شائبة من أغلاط الإملاء أو النحو و صادقة !
وأختم بإشارةٍ للمسؤلين في الوقت الحالي خاصة لأساتذة الجامعات و غيرهم أن يقتطعوا وقتاً للزيارات لإثراء المعرفة و نقل التجارب مع طلابهم و نظرائهم و للعطاء الخالص!
أثناء عملي في بعض لجان كرسي اليونسكو للمياه غالباً ما أمرُ علي العم صغيرون الزين بروفسير علم المياه و وزير الري الأسبق بالرغم من فارق السن- كنت أجد الترحيب و المعرفة مع تواضعٌ شديد وفوق هذا كوبٌ من الشاي ، صغيرون متصوف حقيقي إنطوي علي حبٌ للبلاد و للناس و علي إدراك للري بالسودان و مشاريعه- كانت بيننا لغةٌ مشتركة ،تواصل يبز تواصل القُربي – رابطةٌ أسماها ألفين توفلر " القبيلة المهنية" حيث تجمع بروابطها المتينة العقول و القلوب و تتغلب علي أوشج روابط الدم و العنصر، ثمار لعصر متسارع الخطو ! ومولد لعلوم إجتماع جديدة أشار إليها الكاتبان الأمريكيان في مؤلفهما الموسوم " صدمةُ المستقبل" .
تكلمتُ مع العم صغيرون في إحدي زياراتي له بمكتبه عن تقرير كتبه خواجه بريطاني في منتصف الأربعينات من القرن الماضي حول زيارته لمرافق الري و المياه لجنوب إفريقيا و روديسيا (زيمبابوي الحالية) وقد كان ذلك خلال إجازته السنوية! لقد أعجبني تفاني الخواجه و حبه لعمله و رئيسه الذي لا يقل عنه في التفاني و إستجابته لطلبه بكتابة التوصية بالآلة الكاتبة ! الآن إذا ما طلبت من أي شخص كتابة خطاب أو توصية سرعان ما يرمي الكرة و يطالبك بكتابته و إحضاره للتوقيع عليه مع سهولة الأمر و توفر أجهزة الحاسوب !
أما إدارة السدود فهي من أسوأ الإدارات في مجال بناء القدرات لمهندسيها و فنييها حيث ترفض منحهم إجازات بدون مرتب لمن يرغب في السفر للدراسة أو لحضور مؤتمر أو حتي لمن يجد منحة ، بل تتمادي بعيداً بعدم كتابة أي إفادة لمساعدة منسوبيها و لقد عجبتُ بإرسالها لأرتال من طلاب أو معلمي الخلاوي لإنجلترا لتعلم اللغة الإنجليزية!
عند إشارتي لتقرير مهندس الري البريطاني ،سارع العم صغيرون بذكر إسمه كاملاً و هو H.A Morrice ، لم ينسي التقرير أو إسم المهندس !
تناول التقرير زيارات المهندس للسدود و منشآت الري مع مشاكل الإطماء هنالك و قارنها بالإطماء هنا في السودان. كما كتب عن حصاد المياه و غير ذلك من قضايا الري و المياه و قد دعم التقرير برسومات توضيحية مع جداول- تقرير يصعب الآن علي المهندسين إنجاز مثيل له و هم في مهام رسمية مدفوعة القيمة و يتحصلون عليها آلاف الدولارات مع تذاكر السفر و تسهيلات الإقامة.
إقرأوا التقارير القديمة ففيها دلالات و قيم لا نظير لها في وقتنا الحالي مع إخلاص و حبٌ للعمل و تفانٍ. و قارنوا بما يُكتب حالياً إن وُجد! مهنية سامقة و نفوسٌ سليمة الطوية و إدراكٌ للوقت ! و كتابة صحيحة لا تشوبها شائبة من أغلاط الإملاء أو النحو و صادقة !
وأختم بإشارةٍ للمسؤلين في الوقت الحالي خاصة لأساتذة الجامعات و غيرهم أن يقتطعوا وقتاً للزيارات لإثراء المعرفة و نقل التجارب مع طلابهم و نظرائهم و للعطاء الخالص!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق