احمد الشريف - الانتباهة
الصباح «الشاتي» ارتفعت حرارته.. بتزاحم الحشود التي جاءت من كل أم درمان الكبرى «كرش الفيل».. لتشهد افتتاح مدينة الصفوة.. ولتستمع إلى خطاب الرئيس.. دشن بأم درمان مدينة جديدة مكونة من «16» ألف وحدة سكنية تحت الشمس.. مدينة اخطتها ونفذها.. صندوق الإسكان والتعمير بولاية الخرطوم.. عفواً.. «صندوق الاستقرار» النفسي.. والمالي.. والاجتماعي.. لشرائح المجتمع الضعيفة.. ولذوي الدخول المحدودة.. فالمدينة الجديدة.. بها كل الخدمات.. كهرباء.. مدارس.. مراكز صحية.. طرق مسفلتة.. مدينة تكسر حدة الفقر.. وتصنع الرفاهية وآفاق المستقبل الزاهر.. لسكانها.. فهذا «الصندوق» ما قام به.. لم تقم به منظمات وحكومات.. تدعي أنها حماية وحريصة على حقوق الإنسان «فصندوق الاستقرار» جعل شعاره.. مسكن لكل أسرة.. فالسكن حق من حقوق الإنسان.. فالصندوق وفّر أكثر من «60» ألف منزل.. لأسر فقيرة.. يأكل «الإيجار» 30% من دخولها.. فيكون بهذه المنازل أن «الصندوق» كسر حدة الفقر.. وأحدث استقراراً اجتماعياً للأسر.. وإصرار الرئيس على مشاركة «مواطني» الصفوة.. احتفالهم.. يعني اهتمام الدولة.. بالسكن.. والاستقرار للشرائح الضعيفة.. فالمدينة الجديدة.. جمعت «11» ألف أسرة.. دفعت «3» آلاف جنيه كمقدم.. لسكن شعبي.. و«5» آلاف أسرة من فئات أخرى.. «سكن اقتصادي» يدعم السكن الشعبي .. موظفون.. وعاملون.. في مؤسسات الدولة.. ومن بينهم «208» أسرة صحفية.. موقعها في المدينة الجديدة مربع «6».. وبجهد ومتابعة اتحادهم تواصلت مسيرة إسكان الصحفيين.. وتتواصل بفضل والي الولاية.. ووزير التخطيط العمراني.. المهندس أزهري فضل المولى.. المدير السابق للصندوق.. والذي كان له الفضل في قيام المدن الصحفية.. وبفضل المهندس خالد.. المدير المكلف للصندوق.. والذي ظل في خط المقدمة.. لقيام المدن الصحفية.. وأركان حرب الصندوق.. فتحفيزهم من الرئيس.. ومن الوالي.. تحفيز يستحقونه.. فهذه الكتيبة العاملة في «صندوق الاستقرار» تعمل بصمت.. وبتفانٍ لا حدود له.. هذا ما لمسناه منهم.. وهم يشيّدون هذه المدن.. ولما يذكر «صندوق الإسكان» يذكر الوزير الراحل المقيم عبد الوهاب محمد عثمان.. صاحب فكرة «الصندوق».. والمنفذ والمشرف عليه.. بفكره.. وجهده.. وإصراره كان هذا المشروع الاجتماعي.. فله الرحمة والمغفرة.. لا أظن أن هناك دولة من دول عالمنا الثالث.. قدمت أنموذجاً حياً لمشروع اجتماعي.. مثل هذا الصندوق.. فنجاحات هذا المشروع تنبع من إيمان الدولة.. بأن الاستقرار الحقيقي يأتي من توفير السكن.. ففكرة «الصندوق» تجاوزت سلبيات الخطط الإسكانية.. الذي يمنح المواطن.. أرض وكفى.. فالصندوق.. يوفر «المبنى».. والخدمات.. فهذا سر نجاح مشروع الصندوق.. ونقل تجربة الصندوق.. إلى الولايات.. عبر الصندوق القومي للإسكان.. بالتأكيد ستوقف مد الهجرة للخرطوم.. فمعلوم أن الهجرة للعاصمة.. ليست كلها بسبب الحروب.. فانعدام الخدمات.. من تعليم وعلاج وماء شرب.. أدى للنزوح للعاصمة.. فلا بأس أن يتعاون «صندوق الاستقرار» مع الصندوق القومي لعمل مدن.. في الولايات المختلفة.. وأخيراً.. العاملون بصندوق الإسكان الذين بالتعاون مع القطاع الخاص.. أقاموا مدينة الصفوة «16» ألف منزل.. يزحفون إلى مدينة «الفتح» لإنفاذ «8» آلاف وحدة.. بجانب شقق وڤلل.. لذوي الدخول العالية.. سيتم افتتاحها قريباً.. فهذا المارد يستحق مليون وسام على كتفه.. وليت «الصناديق» الأخرى.. تسير على دربه.. وأقصد بالصناديق الصناديق الاجتماعية المرتبطة بالناس.. فالرجال في فعلها.. لا في الكلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق