عبدالرحمن أحمدون - المجهر
أعلن أحد البنوك أنه سينفق على إنشاء مدينة سكنية في العاصمة. بعدها بلحظات أعلن الأستاذ "حسين خوجلي" معارضته لهذا المشروع. لأنه لا يرى أية فائدة من تأسيس العمارات الشاهقة في ولاية تعاني من توفير الطعام لسكانها. وكان الأفضل إقامة مشاريع للأمن الغذائي بدلاً من هذه العمارات التي لن يستفيد منها أحد، سوى رجال الأعمال والتجار ومن لديهم فائض نقود . وأود الإدلاء بدلوي في هذا المجال.
أولاً: معارضة إنشاء العمائر بحجة أن البلد بحاجة إلى مشاريع زراعية كان الأجدر الاستفادة من المبلغ فيها ليست منطقية، لأن مدير هذا البنك ينفق على فريق كرة مبالغ أكثر من هذا، وكان الأجدر مطالبته بالتوقف عن إهدار المال على فريق كرة، ودعمه بلاعبين محترفين بالعملة الصعبة. وفي البداية أتساءل هل كان دعمه لفريق الكرة في صالح ذلك الفريق أم في ضرره؟ الإجابة واضحة لقد استفاد الفريق كثيراً من هذا الدعم وأصبح له فريق قوي، كما أن هذا المشروع سيضيف مظهراً حضارياً للعاصمة ويسهم في حل أزمة السكن، وبالتالي تهبط الإيجارات. أضف إلى ذلك أن هذا المشروع بحاجة إلى فترة لا تقل عن خمس سنوات لإكماله، ويتبعه إصلاح للشوارع وتجميل لطرق العاصمة وهذا ما تبحث عنه كل الدول، لكني اعترض من زاوية أخرى، أن هذا المشروع سيزيد من زحام العاصمة ويضعف العمران في الأقاليم. وبهذه الطريقة لن يجد الناس مساكن إلا في العاصمة وحدها، وسيتم إهمال المناطق الأخرى لأن الناس كلهم سيتكدسون في العاصمة ولن يتحمسوا للعمل خارجها. ولازالت معظم قرانا ومدننا الإقليمية بدائية في حياتها تتساقط منازلها مع أية أمطار. قلنا من قبل إن بناء العمائر الحديثة في أي مدينة يشجع على الهجرة إليها وتعميرها. وبفتح أبواب رزق كثيرة كما أنه يطور الحياة فيها. لأن أي طبيب لا ينفذ أمر النقل إذا قيل له إنك ستعمل في مدينة ود مدني القريبة. وذلك يرجع إلى أنها تفتقر إلى المساكن الحديثة والمرافق، هذا إضافة إلى صعوبة المواصلات هو التي تجعل الناس يتهربون من العمل في المدن الولائية وليس لأمر آخر.
إذا كان الأمر حرصاً على مصالح الفقراء والرغبة في تطوير حياتهم، ومنع الأغنياء من الاستحواذ على هذه المدينة لأنهم الأكثر مالاً، فهذا يمكن علاجه بأن يفتح باب التقديم للفقراء وأن تمنح لهم هذه المنازل بأقساط مريحة على مدى طويل. وأن تحدد نسبة منهم لا تقل عن (20%) تمنح بعض المنازل بشروط سهلة.
على أن الأمر الأهم من كل ذلك لماذا لا نفكر في إنشاء مدن حديثة في ولايات أخرى ليست العاصمة من بينها. وأن تكون هذه المدن مجهزة بكل المرافق والخدمات. إننا بذلك نغري الناس بالإقامة في مناطق أخرى. ليس هذا فحسب بل أننا نرفع سقف طموحاتهم ونجبرهم على استخدام المرافق الحديثة، فنحن الآن لا نشاهد العمائر الشاهقة إلا في الخرطوم وكل ما حولها إما يسكن في بيت من الطين والزبالة أو هو مشيد من الطوب القديم، هذا لدرجة أنه يكون آيلاً للسقوط في أية لحظة. لماذا لا تشيد أحياء ومدن جديدة في المدن الإقليمية؟ ولماذا لا تعطى قروض لكل من يمتلك منزلاً على الطرق الرئيسية لكي يشيد بها منزلاً حديثاً، وبذلك نجعل الريف في مستوى قريب من مستوى العاصمة، ونساعد في تجميل الطرق بالمباني الحديثة. إن هذا سيدفع الناس للإقامة خارج العاصمة ومع المواصلات السهلة يمكن لأي شخص الحضور للعاصمة للعمل والعودة في نفس اليوم بواسطة قطار حديث سريع.
لا نعترض على المدن والأحياء الجديدة في العاصمة، ولكننا نقول إنها ينبغي ألا تتم على حساب المدن الأخرى.
> سؤال غير خبيث
متى يأتي اليوم الذي يقيم فيه العامل أو الموظف في الريف وينتقل إلى المدينة كل يوم؟
أعلن أحد البنوك أنه سينفق على إنشاء مدينة سكنية في العاصمة. بعدها بلحظات أعلن الأستاذ "حسين خوجلي" معارضته لهذا المشروع. لأنه لا يرى أية فائدة من تأسيس العمارات الشاهقة في ولاية تعاني من توفير الطعام لسكانها. وكان الأفضل إقامة مشاريع للأمن الغذائي بدلاً من هذه العمارات التي لن يستفيد منها أحد، سوى رجال الأعمال والتجار ومن لديهم فائض نقود . وأود الإدلاء بدلوي في هذا المجال.
أولاً: معارضة إنشاء العمائر بحجة أن البلد بحاجة إلى مشاريع زراعية كان الأجدر الاستفادة من المبلغ فيها ليست منطقية، لأن مدير هذا البنك ينفق على فريق كرة مبالغ أكثر من هذا، وكان الأجدر مطالبته بالتوقف عن إهدار المال على فريق كرة، ودعمه بلاعبين محترفين بالعملة الصعبة. وفي البداية أتساءل هل كان دعمه لفريق الكرة في صالح ذلك الفريق أم في ضرره؟ الإجابة واضحة لقد استفاد الفريق كثيراً من هذا الدعم وأصبح له فريق قوي، كما أن هذا المشروع سيضيف مظهراً حضارياً للعاصمة ويسهم في حل أزمة السكن، وبالتالي تهبط الإيجارات. أضف إلى ذلك أن هذا المشروع بحاجة إلى فترة لا تقل عن خمس سنوات لإكماله، ويتبعه إصلاح للشوارع وتجميل لطرق العاصمة وهذا ما تبحث عنه كل الدول، لكني اعترض من زاوية أخرى، أن هذا المشروع سيزيد من زحام العاصمة ويضعف العمران في الأقاليم. وبهذه الطريقة لن يجد الناس مساكن إلا في العاصمة وحدها، وسيتم إهمال المناطق الأخرى لأن الناس كلهم سيتكدسون في العاصمة ولن يتحمسوا للعمل خارجها. ولازالت معظم قرانا ومدننا الإقليمية بدائية في حياتها تتساقط منازلها مع أية أمطار. قلنا من قبل إن بناء العمائر الحديثة في أي مدينة يشجع على الهجرة إليها وتعميرها. وبفتح أبواب رزق كثيرة كما أنه يطور الحياة فيها. لأن أي طبيب لا ينفذ أمر النقل إذا قيل له إنك ستعمل في مدينة ود مدني القريبة. وذلك يرجع إلى أنها تفتقر إلى المساكن الحديثة والمرافق، هذا إضافة إلى صعوبة المواصلات هو التي تجعل الناس يتهربون من العمل في المدن الولائية وليس لأمر آخر.
إذا كان الأمر حرصاً على مصالح الفقراء والرغبة في تطوير حياتهم، ومنع الأغنياء من الاستحواذ على هذه المدينة لأنهم الأكثر مالاً، فهذا يمكن علاجه بأن يفتح باب التقديم للفقراء وأن تمنح لهم هذه المنازل بأقساط مريحة على مدى طويل. وأن تحدد نسبة منهم لا تقل عن (20%) تمنح بعض المنازل بشروط سهلة.
على أن الأمر الأهم من كل ذلك لماذا لا نفكر في إنشاء مدن حديثة في ولايات أخرى ليست العاصمة من بينها. وأن تكون هذه المدن مجهزة بكل المرافق والخدمات. إننا بذلك نغري الناس بالإقامة في مناطق أخرى. ليس هذا فحسب بل أننا نرفع سقف طموحاتهم ونجبرهم على استخدام المرافق الحديثة، فنحن الآن لا نشاهد العمائر الشاهقة إلا في الخرطوم وكل ما حولها إما يسكن في بيت من الطين والزبالة أو هو مشيد من الطوب القديم، هذا لدرجة أنه يكون آيلاً للسقوط في أية لحظة. لماذا لا تشيد أحياء ومدن جديدة في المدن الإقليمية؟ ولماذا لا تعطى قروض لكل من يمتلك منزلاً على الطرق الرئيسية لكي يشيد بها منزلاً حديثاً، وبذلك نجعل الريف في مستوى قريب من مستوى العاصمة، ونساعد في تجميل الطرق بالمباني الحديثة. إن هذا سيدفع الناس للإقامة خارج العاصمة ومع المواصلات السهلة يمكن لأي شخص الحضور للعاصمة للعمل والعودة في نفس اليوم بواسطة قطار حديث سريع.
لا نعترض على المدن والأحياء الجديدة في العاصمة، ولكننا نقول إنها ينبغي ألا تتم على حساب المدن الأخرى.
> سؤال غير خبيث
متى يأتي اليوم الذي يقيم فيه العامل أو الموظف في الريف وينتقل إلى المدينة كل يوم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق