المجهر
هناك صعوبات كبيرة في الانتقال براً بين السودان ومصر، وهذا القطار الحالي يتطلب الانتقال بين قطار لآخر، بينما في أوروبا هناك قطار الشرق السريع الذي يربط غرب أوروبا بشرقها رغم الاختلاف الأيديولوجي.
لم نحاول في السودان أو مصر أن نضيف إلى ما ورثناه من الاستعمار البريطاني، وكل ما تشاهدونه الآن هو نفس المسار الذي وضعه المستعمر، كأننا بذلك نؤكد حاجتنا إلى عون الغرب في كل شيء وأننا بدونه لا نستطيع فعل شيء ولو كان قطاراً لحمل الركاب.
أحلم بقطار يبدأ من القاهرة ويسير على الشاطئ الغربي للنيل حتى الخرطوم.. تخيلوا لو أن هذا الخط أصبح حقيقة والمشاكل التي سيحلها للناس في مصر والسودان، ليس الناس فقط بل أيضاً السلع.. أول نتائج ذلك ستكون سهولة السفر بالقطار، وبالتالي لن تعود هناك حاجة لاستخدام الطائرات المكلفة التي ستزداد تكلفتها مستقبلاً بحيث لن يستطيع أحد الفقراء مجرد التفكير في السفر، وسيصبح أمر السفر شيئاً عادياً كما هو الحال في أوروبا بقطارها الذي يخترق عدة دول.. لقد أصبح السفر بقطار الشرق أمنية يتمناها الجميع لما يجدونه من متعة في السفر عبر عدة أقطار.
لكي نكون عمليين أقول ينبغي أن يكون هذا القطار سريعاً، بل أسرع من كل القطارات التي نشاهدها حتى يقطع الرحلة الطويلة في ساعات، وذلك يتطلب قضبان سكك حديدية مزدوجة حتى لا يتعطل القطار لأي سبب من الأسباب، وذلك يتطلب توفر الخدمات على طول الطريق واكتمال المرافق.. أنشأ الإنجليز السكة الحديد على الضفة الشرقية للنيل وتركوا غرب النيل للبصات.. وهذا الوضع يتوجب تغييره، أي أن يكون القطار بغرب النيل، وهذا معناه أنه سيمر بأم درمان وكل المدن في غرب النيل من الشمالية وحتى الخرطوم ابتداءً من القاهرة مروراً بالصعيد.. هذه هي الإضافة الحقيقية إلى ما ترك الاستعمار، ولقد عشنا طوال هذه السنوات نتجنب الإضافة إلتي تركها الاستعمار فتركنا السكة الحديد.
ستكون أول نتيجة لهذا العمل تعمير الضفة الغربية للنيل وربط المدن والقرى بالخرطوم، ويصبح بالإمكان نقل المحاصيل بالقطار، ويصبح بإمكان المزارع في الشمال الوصول إلى الخرطوم في ساعات بدلاً عن أيام، وهذا سيصبح له انعكاس على أسعار المحاصيل والفول والفواكه، وسيساعد على تدفق الاستثمارات على طول الضفة الغربية للنيل، وستعمر الصحراء المترامية، وستقوم مزارع جديدة للقمح والفول والفواكه، ولأن الأرض واسعة ستنشأ مزارع جديدة تربى فيها الماشية.
هذه الأحلام لا يؤخرها إلا عدم توفر المال، وهذا الأمر يمكن حله بفتح مجال الاستثمار للذين يبحثون عن فرص لزيادة دخلهم وما أكثرهم.. يمكن فتح المجال للقطاع الخاص لكي ينشئ كل هذا المشروع من الألف للياء مقابل الاتفاق على استرداد ما دفعوه، ولن يتأخر السودانيون والعرب حتى ما تأكدوا من جدوى المشروع.
بالإمكان الاتفاق مع دولة لكي تتولى هذا المشروع بالتعاون مع القطاع الخاص، الذي سيتحمس طالما أن الحكومة لن يكون لها دور فيه، وحتى الدول الأوروبية لن تتأخر عن مثل هذا المشروع الذي سيغير وجه الحياة في مصر والسودان.
لا أعتقد أن دراسات هذا المشروع ستكلف وقتاً طويلاً، فالطريق أساساً مطروق منذ عشرات السنين ويعرف الناس كل تضاريسه، ويبقى أمر إقناع الشركات الكبرى بالمشاركة في هذا المشروع الثوري.. والأمر لا يحتاج إلا للدعاية له في الدول الخليجية والقطاع الخاص في مصر والسودان، وسيصبح عندنا قطار لا يقل عن قطار الشرق السريع الذي يخترق أوروبا من شمالها لجنوبها بسرعة كبيرة. وسيتغير وجه الحياة في مصر والسودان وسيكون السفر إلى القاهرة من الخرطوم أمر ساعات.
سؤال غير خبيث
كم يستغرق السفر من الخرطوم إلى القاهرة الآن؟!
هناك صعوبات كبيرة في الانتقال براً بين السودان ومصر، وهذا القطار الحالي يتطلب الانتقال بين قطار لآخر، بينما في أوروبا هناك قطار الشرق السريع الذي يربط غرب أوروبا بشرقها رغم الاختلاف الأيديولوجي.
لم نحاول في السودان أو مصر أن نضيف إلى ما ورثناه من الاستعمار البريطاني، وكل ما تشاهدونه الآن هو نفس المسار الذي وضعه المستعمر، كأننا بذلك نؤكد حاجتنا إلى عون الغرب في كل شيء وأننا بدونه لا نستطيع فعل شيء ولو كان قطاراً لحمل الركاب.
أحلم بقطار يبدأ من القاهرة ويسير على الشاطئ الغربي للنيل حتى الخرطوم.. تخيلوا لو أن هذا الخط أصبح حقيقة والمشاكل التي سيحلها للناس في مصر والسودان، ليس الناس فقط بل أيضاً السلع.. أول نتائج ذلك ستكون سهولة السفر بالقطار، وبالتالي لن تعود هناك حاجة لاستخدام الطائرات المكلفة التي ستزداد تكلفتها مستقبلاً بحيث لن يستطيع أحد الفقراء مجرد التفكير في السفر، وسيصبح أمر السفر شيئاً عادياً كما هو الحال في أوروبا بقطارها الذي يخترق عدة دول.. لقد أصبح السفر بقطار الشرق أمنية يتمناها الجميع لما يجدونه من متعة في السفر عبر عدة أقطار.
لكي نكون عمليين أقول ينبغي أن يكون هذا القطار سريعاً، بل أسرع من كل القطارات التي نشاهدها حتى يقطع الرحلة الطويلة في ساعات، وذلك يتطلب قضبان سكك حديدية مزدوجة حتى لا يتعطل القطار لأي سبب من الأسباب، وذلك يتطلب توفر الخدمات على طول الطريق واكتمال المرافق.. أنشأ الإنجليز السكة الحديد على الضفة الشرقية للنيل وتركوا غرب النيل للبصات.. وهذا الوضع يتوجب تغييره، أي أن يكون القطار بغرب النيل، وهذا معناه أنه سيمر بأم درمان وكل المدن في غرب النيل من الشمالية وحتى الخرطوم ابتداءً من القاهرة مروراً بالصعيد.. هذه هي الإضافة الحقيقية إلى ما ترك الاستعمار، ولقد عشنا طوال هذه السنوات نتجنب الإضافة إلتي تركها الاستعمار فتركنا السكة الحديد.
ستكون أول نتيجة لهذا العمل تعمير الضفة الغربية للنيل وربط المدن والقرى بالخرطوم، ويصبح بالإمكان نقل المحاصيل بالقطار، ويصبح بإمكان المزارع في الشمال الوصول إلى الخرطوم في ساعات بدلاً عن أيام، وهذا سيصبح له انعكاس على أسعار المحاصيل والفول والفواكه، وسيساعد على تدفق الاستثمارات على طول الضفة الغربية للنيل، وستعمر الصحراء المترامية، وستقوم مزارع جديدة للقمح والفول والفواكه، ولأن الأرض واسعة ستنشأ مزارع جديدة تربى فيها الماشية.
هذه الأحلام لا يؤخرها إلا عدم توفر المال، وهذا الأمر يمكن حله بفتح مجال الاستثمار للذين يبحثون عن فرص لزيادة دخلهم وما أكثرهم.. يمكن فتح المجال للقطاع الخاص لكي ينشئ كل هذا المشروع من الألف للياء مقابل الاتفاق على استرداد ما دفعوه، ولن يتأخر السودانيون والعرب حتى ما تأكدوا من جدوى المشروع.
بالإمكان الاتفاق مع دولة لكي تتولى هذا المشروع بالتعاون مع القطاع الخاص، الذي سيتحمس طالما أن الحكومة لن يكون لها دور فيه، وحتى الدول الأوروبية لن تتأخر عن مثل هذا المشروع الذي سيغير وجه الحياة في مصر والسودان.
لا أعتقد أن دراسات هذا المشروع ستكلف وقتاً طويلاً، فالطريق أساساً مطروق منذ عشرات السنين ويعرف الناس كل تضاريسه، ويبقى أمر إقناع الشركات الكبرى بالمشاركة في هذا المشروع الثوري.. والأمر لا يحتاج إلا للدعاية له في الدول الخليجية والقطاع الخاص في مصر والسودان، وسيصبح عندنا قطار لا يقل عن قطار الشرق السريع الذي يخترق أوروبا من شمالها لجنوبها بسرعة كبيرة. وسيتغير وجه الحياة في مصر والسودان وسيكون السفر إلى القاهرة من الخرطوم أمر ساعات.
سؤال غير خبيث
كم يستغرق السفر من الخرطوم إلى القاهرة الآن؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق