حلم السلطان العثماني عبد الحميد تحقق. لقد طلب عام الف وثمانمئة وستين من مهندسين فرنسيين وضع تخطيط لنفق تحت مضيق البوسفور يجمع بين القارتين الاسيوية والاوروبية عند ضفتي استنبول. اليوم هذا المشروع الكبير اصبح حقيقة ويعرف بمرمراي. يحوي على اكثر من ستة وسبعين كيلومتراً من السكك الحديدية وعشرات المحطات فوق الارض وتحتها وذلك لتسهيل حياة خمسة عشر مليون استنبولي.
ويقول احد السكان:
“اعيش في الجزء الاوروبي، ولدينا علاقات مع الجزء الاسيوي، نذهب لزيارتهم واحياناً للقيام ببعض الاعمال الصغيرة.” وعما ان كان سيستخدم هذا النفق اجاب:“اجل ساستخدمه، لكن لا اعلم ان كان سيسمح لنا اليوم.”
بدأت اعمال النفق عام الفين واربعة بفضل دعم مصرف اليابان للتعاون الدولي والمصرف الاوروبي للاستثمار. وقامت مجموعة من المؤسسات التركية واليابانية وغيرها بتنفيذ الاعمال.يبلغ طول النفق ثلاثة عشر كيلومتراً وستمئة متر، منها كيلومتر ونصف تحت الماء. اما كلفته فقدرت بثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون يورو ويستوعب مليون ونصف مسافر يومياً. ويتألف من انبوب مزدوج وضع على مسافة ستين متراً تحت قعر البوسفور. له قدرة على تحمل زلزال بقوة تسعة درجات على مقياس ريختر. اذ انه ليس بعيداً عن منطقة نشاط زلزالي شمال الاناضول ويخشى العلماء من زلزال قوي في السنوات الثلاثين المقبلة. لقد كان من المفترض ان تنجز اعمال الحفر خلال اربعة اعوام، لكن اكتشاف مجموعة من الاثارات عند الضفة الاوروبية للمدينة اوقف العمل فترة طويلة. فعند محطة يانيكابي وجدت اربعون الف قطعة اثرية اضافة الى مقبرة لثلاثين سفينة بيزنطية عمرها الف وخمسمئة عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق