بكري خليفة - الراكوبة
لم يعد هنالك من لم يتأثر بواقع البلد الاقتصادي المتردي، فالكثير من القطاعات والمصانع والشركات وغيرها ضربها الركود والكساد، وهذا الوضع السيء سبب لهذه الجهات خسائر كبرى تتكبدها يومياً، فالعائد أصبح ضعيفاً، في الوقت ذاته تتواصل منصرفات تلك الأعمال من رواتب وإيجارات وغيرها، ضف إلى ذلك الجبايات الحكومية التي زادت الطين بلة .
لم يعد هنالك من لم يتأثر بواقع البلد الاقتصادي المتردي، فالكثير من القطاعات والمصانع والشركات وغيرها ضربها الركود والكساد، وهذا الوضع السيء سبب لهذه الجهات خسائر كبرى تتكبدها يومياً، فالعائد أصبح ضعيفاً، في الوقت ذاته تتواصل منصرفات تلك الأعمال من رواتب وإيجارات وغيرها، ضف إلى ذلك الجبايات الحكومية التي زادت الطين بلة .
وبالرغم من هذه الأوضاع غير المشجعة فما يزال البعض يقاوم بالرغم مما يتعرض لهم من خسائر يومية حتى لا يتوقف عمله ومشروعه الذي قد يكون الأول والأخير من حيث اعتماده عليه في معيشته وأسرته .
أما المشاريع التي توقفت وخرجت عن العمل من مصانع وشركات في طول السودان وعرضه فتحتاج للجنة لإحصائها، فما أكثر المصانع المعطلة والتى خرجت من الخدمة، فكثير منها أقيم في ولايات تشتهر بزراعة أنواع معينة من المحاصيل مثل مصنع تعليب الفاكهة والخضر بكريمة الذى ينعق فيه البوم، وسنفرد له مساحة عن سبب توقفه، إضافة إلى مصانع الألبان في بابنوسة وتجفيف البصل في كسلاوغيرها من المصانع في المدن والأرياف السودانية، جل هذه المصانع خرجت عن العمل وتشرد من كان يعملون فيها. ومع توقف العمل في هذه الولايات حدثت الهجرة من الأرياف إلى المدن بحثاً عن العمل.. هجرة ليست بمحض اختيارهم وإنما إجبارية لأنه لم يعد يتوفر لهم عمل بمناطقهم، فقرروا الهجرة مكرهين إلى ضواحى العاصمة بعدها تلحق بهم أسرهم حتى أصبح أغلب الريف السوداني أثراً بعد عين.
قدر لي مؤخرا أن أزور أحد الأصدقاء من الجنسيات العربية نزل في أحد الفنادق ذات الثلاث نجوم.. واقع مرير يعيشه أصحاب هذه الفنادق التي يكابد أصحابها في أن تكون (مفتوحة) بالرغم من تقلص عدد النزلاء إلى أصابع اليد الواحدة، وهي التي كانت تضم عشرات الغرف الفندقية وأصبحت هذه الغرف مغلقة نسج العنكبوت خيوطه فيها ورسمت الأتربة طبقاتها على أثاثاها بعد أن مل العمال من نظافتها، فلا نزلاء جدد يحلون فيها، فما جدوى نظافتها كل يوم؟
حتى وقت قريب كانت الغرف والأجنحة تضج بالنزلاء والسائحين الأجانب والسودانيين، الآن في ظل هذه الأوضاع لم يعد يقيم بها سوى عابري السبيل، إن وجدوا.
وكما هو معروف فالتكلفة العالية لتسيير مثل هذه الفنادق لكن قلة الدخل التي تعاني منها تهدد بإغلاقها، فأصحاب هذه الفنادق عليهم التزامات كهرباء ومياه وتصاديق مختلفة للمحلية ولوزارة السياحة وغيرها وهي لا تعمل، ماذا عساهم يصنعون والبلد (حالها واقف).. لا سياح ولا نزلاء؟! فحتى الذين كانوا يقصدون هذه الفنادق من السودانيين لقضاء شهر العسل قد اختفوا مفضلين الأماكن الأرخص مثل الشقق المفروشة .
الآن كثير من هذه الفنادق مهدد بالخروج من الخدمة نهائياً، فعلى الدولة أن تراعي الظروف التي تمر بها البلاد ككل، فعمل هؤلاء مقيد بالوضع الاقتصادي والسياسي للدولة، لذلك على المسئولين أن ينظروا إليهم نظرة مختلفة بإعفائهم من العديد من الرسوم المفروضة عليهم أو على الأقل تجميدها في هذا الوقت حتى يتسنى لهم (مسايرة) الوضع لأن التوقف يتهددها نتيجة لأوضاع سالفة الذكر، فأصحاب هذه الفنادق يستحقون أكثر، فقد دخلوا الاستثمار في قطاع مهم لا يقبِل عليه الكثيرون، فهو يتطلب أوضاعاً اقتصادية نوعية وواقعاً سياحياً جيداً واستقراراً سياسياً، بالرغم من ذلك دخلوا بأموالهم للاستثمار في هذا القطاع المهم، فلا تتركوهم يسقطون وحدهم، خذوا بأيديهم حتى تعود البلاد لوضعها الطبيعي الذي طال انتظاره، فكلي إيمان أنه مهما تأخر فإنه سوف يأتي.
بكري خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق