نهي حسن رحمة الله
كانت وما زالت السكة الحديد بالسودان من المشروعات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في الحراك الاقتصادي والاجتماعي حيث كان القطار الوسيلة الأولى في التنقل ونقل الأفراد في عصر السودان الحديث فقد كان أول إنشاء خط سكة حديد في السودان في عهد محمد علي باشا والغرض منه نقل الجنود البريطانيين والسلاح إلى داخل السودان، وكان أول خط أنشئ وصل حتى منطقة صرصر سنة (1877) وتوق العمل حتى استأنف في العام (1884) وعملت مصر وبريطانيا حتى وصل الخط مدينة الحلفايا ومن ثم الخرطوم بحري، ومنها تمّ مد الخط إلى مشروع الجزيرة بغرض نقل القطن إلى مصانع لانكشير البريطانية، كما تم توصيل الخط إلى غرب البلاد والعديد من مناطق البلاد المختلفة، مع إنشاء خطوط السكة حديد تم فتح العديد من المحطات، والتي تكون مكونة من محطة بها ما يشبه غرفة التحكم وهي مسؤولة من التحكم في حركة القطار، كما توجد بها منازل العاملين وهي تأخذ شكلاً مميزاً (قطية) من الطوب والخرسانة وتعتليها كبسولة حديدية، كما توجد مخازن الوقود وقطع غيار خطوط السكة حديد، وقد أحدثت هذه المحطات حراكاً اجتماعياً كبيراً وقتها جمعت أبناء السودان من جميع الاتجاهات للتعرف على هذه الأشياء التي ذكرت في مقدمة التقرير.. (الإنتباهة) خرجت في جولة لبعض هذه المحطات لتتعرف عليها أكثر والاستماع لبعض ذكريات من عاشوا بها كانت البداية بمحطة الجيلي، ومحطة القبة بمنطقة الكباشي شمال الخرطوم بحري.
مكونات محطة القطار وبيوت العمال
كانت هنالك سينما جوالة ترفّه عن أبناء العاملين.. وعمال الدريسة أهم عنصر في الصيانة المبنى للمحطة ذو طابع معماري إنجليزي حيث بنيت من الطوب والأسمنت، ويتكون السقف من الاسبستوس والخشب المطلي بالدهان الأخضر كما تتكون النوافذ والأبواب من الخشب الثقيل، يحتوي مبنى المحطة من الداخل على الأجهزة وأهمها أجهزة الاتصالات (والتابلت) وهو يحمل رقماً يحدد اتجاه القطار ويمنع التصادم وذلك بسلك طريق مرقم ومعروف وبطاريات تقوم بتخزين الطاقة الكهربائية إذا تم قطع التيار الكهربائي لكي تكون المحطة باتصال دائم بكل المحطات الأخرى والرئاسة وسائق القطار للإبلاغ عن أي عطل أو مشكلة ما، كما يوجد بها بورت به حركة القطارات والاتجاهات والأعطال وأعمال الصيانة، كما يوجد بها ميزان لوزن حقائب المسافرين وجرس لجمع العمال وضربه عند مرور شخصية مهمة وجردل مليء بالرمل لاطفاء الحريق قبل ظهور الطفايات.
من عاشوا بهذه المحطات لهم ذكريات
من الذين عاشوا في هذه المحطات الحاجة ماريا إبراهيم التي تقول تنقّلتُ وأنا صغيرة بين محطات القطارات بالسودان، وكانت فترة منتصف الستينيات والسبعينيات من أثرى عهود السكة حديد حيث كان عامل أو موظف السكة حديد من فئات الشعب المرفهة فقد كانت هذه المؤسسة في أوج عظمتها ومجدها حيث كانت وسيلة السفر المسيطرة والناقل الأول للبضائع، فقد كان يستغلها المسافرون بكثافة خصوصًا في فترة الأعياد والمناسبات ولم تنهار أو تقل أهميتها إلا عندما انتشرت الطرق المسفلتة وبصات السفر المريحة والتي استعاض بها المسافر عن القطار، أما في الماضي فلا يضاهي القطار في السفر أي وسيلة أخرى من وسائل النقل، أما من حيث الأشياء التي أذكرها في تلك الفترة أن عامل السكة حديد يحصل على مواد تموينية مستوردة كل شهر مثل اللبن والدقيق والبقوليات والعسل والسكر والشاي والمربات وغيرها، كما تحضر عربة قطار يتم تركها بالمحطة تحتوي شاشة عرض سينمائي كي ترفه عن أبناء العاملين وأسرهم.
عمال الهندسة (عمال الدريسة)
يعتبرون من أهم مكونات عمال السكة حديد حيث يقع على عاتقهم صيانة خطوط السكة بشكل يومي وإصلاح الأعطال وهم يوجدون بين كل محطة وأخرى ولديهم وسيلة نقل مميزة ما زالت تعمل حتى اليوم وهي (الترولي) وهو عربة متواضعة التصميم تتكون من أربعة عجلات حديدية وأرضية من الخشب وتدفع يدويًا لا تحتوي على محرك وإنما تعتمد على حركة الدفع التي يحدثها العمال في مقبضها الحديدي.
مهمات.. السايمي فور.. التابلت والبرج
كانت وما زالت السكة الحديد بالسودان من المشروعات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في الحراك الاقتصادي والاجتماعي حيث كان القطار الوسيلة الأولى في التنقل ونقل الأفراد في عصر السودان الحديث فقد كان أول إنشاء خط سكة حديد في السودان في عهد محمد علي باشا والغرض منه نقل الجنود البريطانيين والسلاح إلى داخل السودان، وكان أول خط أنشئ وصل حتى منطقة صرصر سنة (1877) وتوق العمل حتى استأنف في العام (1884) وعملت مصر وبريطانيا حتى وصل الخط مدينة الحلفايا ومن ثم الخرطوم بحري، ومنها تمّ مد الخط إلى مشروع الجزيرة بغرض نقل القطن إلى مصانع لانكشير البريطانية، كما تم توصيل الخط إلى غرب البلاد والعديد من مناطق البلاد المختلفة، مع إنشاء خطوط السكة حديد تم فتح العديد من المحطات، والتي تكون مكونة من محطة بها ما يشبه غرفة التحكم وهي مسؤولة من التحكم في حركة القطار، كما توجد بها منازل العاملين وهي تأخذ شكلاً مميزاً (قطية) من الطوب والخرسانة وتعتليها كبسولة حديدية، كما توجد مخازن الوقود وقطع غيار خطوط السكة حديد، وقد أحدثت هذه المحطات حراكاً اجتماعياً كبيراً وقتها جمعت أبناء السودان من جميع الاتجاهات للتعرف على هذه الأشياء التي ذكرت في مقدمة التقرير.. (الإنتباهة) خرجت في جولة لبعض هذه المحطات لتتعرف عليها أكثر والاستماع لبعض ذكريات من عاشوا بها كانت البداية بمحطة الجيلي، ومحطة القبة بمنطقة الكباشي شمال الخرطوم بحري.
مكونات محطة القطار وبيوت العمال
كانت هنالك سينما جوالة ترفّه عن أبناء العاملين.. وعمال الدريسة أهم عنصر في الصيانة المبنى للمحطة ذو طابع معماري إنجليزي حيث بنيت من الطوب والأسمنت، ويتكون السقف من الاسبستوس والخشب المطلي بالدهان الأخضر كما تتكون النوافذ والأبواب من الخشب الثقيل، يحتوي مبنى المحطة من الداخل على الأجهزة وأهمها أجهزة الاتصالات (والتابلت) وهو يحمل رقماً يحدد اتجاه القطار ويمنع التصادم وذلك بسلك طريق مرقم ومعروف وبطاريات تقوم بتخزين الطاقة الكهربائية إذا تم قطع التيار الكهربائي لكي تكون المحطة باتصال دائم بكل المحطات الأخرى والرئاسة وسائق القطار للإبلاغ عن أي عطل أو مشكلة ما، كما يوجد بها بورت به حركة القطارات والاتجاهات والأعطال وأعمال الصيانة، كما يوجد بها ميزان لوزن حقائب المسافرين وجرس لجمع العمال وضربه عند مرور شخصية مهمة وجردل مليء بالرمل لاطفاء الحريق قبل ظهور الطفايات.
من عاشوا بهذه المحطات لهم ذكريات
من الذين عاشوا في هذه المحطات الحاجة ماريا إبراهيم التي تقول تنقّلتُ وأنا صغيرة بين محطات القطارات بالسودان، وكانت فترة منتصف الستينيات والسبعينيات من أثرى عهود السكة حديد حيث كان عامل أو موظف السكة حديد من فئات الشعب المرفهة فقد كانت هذه المؤسسة في أوج عظمتها ومجدها حيث كانت وسيلة السفر المسيطرة والناقل الأول للبضائع، فقد كان يستغلها المسافرون بكثافة خصوصًا في فترة الأعياد والمناسبات ولم تنهار أو تقل أهميتها إلا عندما انتشرت الطرق المسفلتة وبصات السفر المريحة والتي استعاض بها المسافر عن القطار، أما في الماضي فلا يضاهي القطار في السفر أي وسيلة أخرى من وسائل النقل، أما من حيث الأشياء التي أذكرها في تلك الفترة أن عامل السكة حديد يحصل على مواد تموينية مستوردة كل شهر مثل اللبن والدقيق والبقوليات والعسل والسكر والشاي والمربات وغيرها، كما تحضر عربة قطار يتم تركها بالمحطة تحتوي شاشة عرض سينمائي كي ترفه عن أبناء العاملين وأسرهم.
عمال الهندسة (عمال الدريسة)
يعتبرون من أهم مكونات عمال السكة حديد حيث يقع على عاتقهم صيانة خطوط السكة بشكل يومي وإصلاح الأعطال وهم يوجدون بين كل محطة وأخرى ولديهم وسيلة نقل مميزة ما زالت تعمل حتى اليوم وهي (الترولي) وهو عربة متواضعة التصميم تتكون من أربعة عجلات حديدية وأرضية من الخشب وتدفع يدويًا لا تحتوي على محرك وإنما تعتمد على حركة الدفع التي يحدثها العمال في مقبضها الحديدي.
مهمات.. السايمي فور.. التابلت والبرج
يحدثنا عن هذه المصطلحات آدم أحمد مفتش خطوط بالمعاش بمحطة الجيلي يقول إن مهمة السايمي فور أو ما يعرف بين الناس بـ (الصنفور) هو عمود حديدي يكون في مدخل المحطة مهمته إعطاء إشارة الأمان لسائق القطار ولديه راية حديدية بلونين فإذا لاحظ السائق شكل السايمي فور في شكل زاوية منفرجة يدخل ويكون الخط آمن، أما إذا كان في زاوية أربعين درجة فتكون هناك حالة خطر ويتوقف القطار، التابلت هو يحمل مفتاحاً مرقماً من الرقم واحد إلى الرقم ثلاثين ومهمته إعطاء القطار المسار الذي يسلكه وكل محطة لها تابلت مرقم لا يتم أخذ المفتاح إلا إذا دخل القطار المحطة الأخرى فدوره منظم لحركة القطار، أما البرج وما يعرف بالكشك فهو غرفة تتحكم في سار القطار ويوضح لسائق القطار ما هو الاتجاه وأي قضيب يسلك وبه مفاتيح كبيرة مربوطة بأسلاك خارجية كانت كل هذه المعدات تستعمل في الماضي، أما اليوم فحركة القطارات أصبحت تُدار بالاتصالات الرقمية ويتم التحكم فيها من خلال الأقمار الاصطناعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق