سوق الكلاكلة اللفة |
عرض: راحيل إبراهيم - صحيفة الانتباهة
بالرغم من حملة النظافة التي قام بها معتمد جبل أولياء أبو كساوي الأسبوع المنصرم بمحليته التي عانت من تدهور وتردٍ في البيئة شأنها شأن بقية محليات ولاية الخرطوم التي حفتها الأوساخ والقاذورات عقب السيول والفيضانات التي اجتاحتها مؤخرًا إلا أن شكوى المواطنين من تراكم النفايات وعدم توفر عربات نقلها ما زالت قائمة، ويبدو أن الجولة التي رافقه فيها عددٌ كبير من الإعلاميين كانت مجرد تسليط ضوء على إنجاز أكثر منها ذات فائدة للمواطنين، بعض المحليات ركزت على النظافة وجعلتها من أوليات هذه المرحلة ودفعت بعدد كبير من عربات نقل النفايات كجزء من الحلول التي وُضعت لامتصاص غضب المواطن الذي يعتقد أن الذي جرى له إبان السيول كان نتيجة لإهمال السلطات لجانب نظافة المجاري ومصارف المياه.. شوارع الولاية بصورة عامة شبه مقبولة من ناحية النظافة ما عدا شوارع الكلاكلات، ورغم حملة النظافة مؤخرًا فقبل أن نتجاوز منطقة الشجرة بدأت أكوام النفايات والقمامة تظهر بكميات كبيرة على جانبي الطريق.
غضب عارم يكتسي وجوه المواطنين الذين أكدوا أنه وقرابة الثلاثة شهور لم تمر العربة المخصصة لنقل النفايات والمحلية لا تحرك ساكنًا على حد قولهم وهطول الأمطار المصحوبة بالسيول فاقم من سوء الوضع حيث تكاثر الذباب وتوالد البعوض وانتشرت الأمراض «الإسهالات والملاريات» بصورة وبائية وإحصائيات المرافق الصحية العالية أكبر دليل على ذلك.
الأحياء الداخلية تعيش حالة من التردي البيئي المريع حيث فشل الكثيرون في التعامل مع النفايات المتراكمة فلجأ بعضهم إلى حرقها، وقام البعض الآخر باستئجار عربات «الكارو» على أمل أن يخففوا من توالد الذباب الذي حاصر منازل المواطنين بصورة مقززة ولكن كانت هذه الطريقة في التخلص من النفايات أكثر سوءًا فهم لا يعلمون أن سائق الكارو يقوم بتفريغها ووضعها على الطريق العام أو يتخلص منها في الميادين العامة... وبذلك تفاقمت الإشكالية لسوء طريقة التخلص من الأوساخ فأصبحت مصدرًا رئيسيًا للجراثيم وبيئة خصبة لوسائط نقل الأمراض.
سوق الخضار الكلاكلة اللفة |
شكاوى متعددة وأصوات تعلو وتصرخ من جانب المواطنين بسبب انتشار النفايات وتراكمها على الطرقات، فلا يكاد يخلو شارع من أكوام النفايات أو تبعثرها في أفضل الأحوال، وبعد التجوال في السوق وجدنا أن الحال فيها ليس أفضل من الأحياء، فالأزقة أصبحت متكدسة بالنفايات.
في اتصال هاتفي مع «قضايا» قال أحد المواطنين إن الكلاكلة اللفة تستغيث جراء كمية النفايات الموجودة فيها مؤكدًا أن مكتب المحلية نفسه متكدس بها فقط ما يميز شكل نفاياتها أنها معبأة داخل أكياس سوداء..
فاطمة مصطفى أوضحت أن النفايات باتت تشكل مشكلة حقيقية للمواطنين بسبب عدم التزام عمال النظافة بعدم حملها من الشوارع مما أدى إلى تكدسها وانبعاث الروائح الكريهة التي تصل الناس في منازلهم، والأكياس التي تُحفظ فيها النفايات اختلطت مع مياه الأمطار مما يجعلها بيئة خصبة للحشرات لأنها تمكث فترة طويلة مما يؤدي إلى تطاير بعضها في الشوارع، وحتى إذا جاءت عربة النفايات فإن العمال لا يأخذونها بطريقة سليمة، أحيانًا يبعثرونها على الشوارع ويصبح المنظر أكثر سوءاً بالرغم من أنهم يحصلون على الرسوم بصفة راتبة.
أما علي آدم فأكد أنه في السابق كانت عربة النفايات تأتي بمعدل يومين في الأسبوع، والمواطن قد تعود على ذلك الجدول، ويقوم بجمع النفايات ووضعها أمام باب منزله في اليومين المحددين، ولكن لأكثر من ثلاثة أشهر لم يسمعوا الصافرة المخصصة لإعلان حضورها فقام بحرق النفايات مفضلاً الاحتفاظ بها داخل المنزل على حد قوله أو وضعها أمام بوابة المنزل لتكون عرضة للبعثرة من جديد بسبب الكلاب أو «الشماسة» الذين يفرغون الجوالات ليحملوا عليها قطع الخردة، وأكد أن المتحصلة أخبرتهم أن سوء الخدمات نتيجة لعدم التحصيل، وأنه إذا ما سددنا رسوم التحصيل فحتماً ستتحسن الخدمات، ونحن نسدد بلا خدمات.
مصطفى «صاحب صالون حلاقة مطل على الشارع العام» بالقرب منه مصرف ممتلئ بالمياه والنفايات أكد أن المواطنين همهم التخلص من النفايات، ويعمد البعض إلى تحميلها عبر «الدرداقات» والكارو ويلقون بها في مجاري تصريف مياه الأمطار الأمر الذي خلق أزمة بيئية جديدة.
وأكد أن دور اللجان الشعبية والمحلية غائب تماماً في هذا المنحى، وأكد أن هنالك مساكن عشوائية في الأحياء إضافة للساحات العامة أصبحت أماكن مخصصة لأكوام النفايات بجانب المجاري والمصارف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق