الخرطوم 10-9 - 2013( سونا )
اكد د.سلمان محمد احمد سلمان خبير المياه الدولي ان مشروع سد النهضة الاثيوبي اصبح واقعا لاجدال فيه بعد ان اكتمل البناء فيه بنسبة 28 في المائة وعلي الدول المعنية به ان تتعاون وتتفاوض لتعزيز الفوائد الناتجة عنه وتقليل المخاطر بما يحقق المنافع المشتركة لتلك الدول .
وقال سلمان في حديثه في ندوة ( سد النهضة الاثيوبي -الفرص والتحديات) التي نظمها مركز دراسات السلام بجامعة بحري بالتعاون مع كرسي اليونسكو اليوم بمركز التنوير المعرفي انه اذا سبق قيام سد النهضة روح تعاون وتفاوض حقيقي بين السودان ومصر واثيوبيا كان يمكن ان يكون بديلا للسد العالي ومروي والروصيرص وجبل اولياء مشيرا الي تجارب شبيهة اكتفت فيها عدد من الدول بسد واحد تعود فائدته عليها كلها.
واوضح خبير المياه ان لسد النهضة فوائد عظيمة للسودان تتمثل في تقليل حجم الطمي الذي يؤثر علي عدد من السدود والمشاريع السودانية بجانب تنظيم انسياب مياه النيل الازرق واستمرارها.
واشار سليمان للظروف الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية التي تزامنت مع قيام السد حيث تعتبر اثيوبيا اغني دولة افريقية في المياه بعد الكنغو حيث يبلغ حجم المياه السطحية 122 مليار متر مكعب الا ان بها اقل مياه مخزنة في العالم بواقع (50 متر مكعب للفرد) و85 في المائة من سكانها ليس لديهم كهرباء الا ان ميزان القوى الافريقي تغير لصالحها في الاونة الاخيرة .
واوضح سيادته ان سد النهضة يعتبر الاكبر في افريقيا والعاشر عالميا وارتفاعه 170 متر وطوله 1800 متر وينتج 6 الاف ميقاواط بتكلفة بلغت 5 مليارات دولار تكفلت بها اثيوبيا لوحدها بعد ان احجم راس المال الاجنبي عن تمويله .
وابان د. سليمان ان الجدل الكبير الذي صاحب بناء السد سادته معلومات خاطئة ومتناقضة كتلك التي تقول ان منطقة السد رخوة وهو يقع في نفس المنطقة التي يقع فيها سد الروصيرص الذي اكمل سنين طويلة وتمت تعليته مؤكدا ان اثيوبيا ليست منطقة زلازل و الشركة التي تعمل علي بناء السد شركة عالمية مشهود لهل بالخبرة والكفاءة ولا يمكن ان تخاطر بسمعتها اذا كانت هناك مخاطر مصاحبة للسد مشيرا الي وجود عدد كبير من السدود العالية في العالم لم ينهار منها سد واحد.
ونبه الي ان اللجنة المشتركة بين السودان واثيوبيا ومصر هي المنوط بها ضمان سلامة السد بجانب المسئولية القانونية التي تقع علي عاتق اثيوبيا في حال انهيار السد.
ودعا خبير المياه اثيوبيا الي نشر المعلومات الواردة عن السد في تقرير اللجنة المشتركة التي تضم خبراء دوليين الي جانب مصر واثيوبيا والسودان حتي لا يكون الامر محل تساؤل واستفهام .
وقال جمعة كندة استاذ الجغرافية السياسية بجامعة بحري في تعقيبه في الندوة ان مشروع سد النهضة له مآلات اجتماعية وسياسية وامنية تاتي في اطار الصراع علي الموارد الطبيعية في افريقيا وفي ظل التغير المناخي والبيئي وزيادة معدلات السكان مما يثير قلقا لدى معظم الدول الافريقية تجاه توفير الماء والغذاء لشعوبها .
واضاف ان السد احدث حراكا كبيرا في اثيوبيا داعما لقيام السد باعتباره يعزز التماسك القومي الاثيوبي وان أي توتر بين دول الحوض بسبب الموارد ينعكس علي الاقليم كله لأن النيل رابط للمحيط الافريقي والعربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق