تمثل مدينة وادي حلفا إحدى أهم المدن الإستراتجية السودانية التي تجاور جمهورية مصر العربية، حيث إنها تعدّ البوابة الشمالية للسودان. (المجهر) انتقلت إلى منطقة وادي حلفا ورصدت توسعاً وحراكاً كبيراً في المدينة التي شكت ضعف الخدمات الأساسية بسبب بعدها الجغرافي، لكن بقيام طريق شريان الشمال ووصول خدمات الكهرباء تحولت حلفا - التي تحيط بها الجبال من كل جانب - إلى مدينة تتطور سريعاً.
وفي وقت يتوقع فيه أن يفتتح الطريق البري بين مصر والسودان، ينتظر أن تشهد حلفا نشاطاً اقتصادياً كبيراً، لا سيما بوجود ميناء الشهيد الزبير وطرق برية حدودية. لكن ثمة شكاوى من قبل المتعاملين بالميناء تتمثل في تدني خدمات المناولة والشحن والتفريغ، نقف عندها وقضايا أخرى بالتفصيل..
شكاوى مصرية من تعقيد الإجراءات
عند دخولنا إلى (ميناء الشهيد الزبير محمد صالح) الذي تستغرق الرحلة منه بالباخرة إلى (ميناء أسوان) بمصر حوالي (15) ساعة، شكا عدد من البحارة المصريين من الإجراءات التي قالوا إنها معقدة. ويقول القبطان "أبو السعود محمود" (ريس) الباخرة المصرية (إيزيس): إن إجراءات الشحن والمناولة والمغادرة لا تستغرق في أسوان أكثر من (24) ساعة، لكن في السودان نمكث عالقين (13) يوماً بالميناء في انتظار التفريغ. ويؤكد القبطان "ابو السعود" أن معظم البواخر التي تعمل في النقل بين مصر والسودان تتبع لمصر ويبلغ عددها حوالي (10) بواخر، معظمها تجارية يستورد بها التجار السلع الغذائية مثل (الأرز، العدس، الحلويات، السماد، السلك الشايك، الجبص، الأسمنت الأبيض، الأواني البلاستكية والألمنيوم)، بينما تعود تلك البواخر إلى مصر فارغة.
بينما يقول مواطنون هناك إن الطرق البرية تهرب عبرها إلى مصر سلع سودانية مثل الصمغ العربي والسمسم والأسماك المجففة والسنمكة والمواشي، خاصة الجمال والضأن.
وأثناء وجودنا في الميناء كان بإحدى البواخر عدد من (التراكتورات) تم استجلابها من مصر، وأوضح العمال المصريون أن سعر التراكتور بمصر يبلغ (30) مليون جنيه مصري، ويدخل إلى السودان بإعفاء في الرسوم، في إطار تشجيع الدولة للقطاع الزراعي. وحسب أحد المسؤولين بهيئة الموانئ البحرية بوادي حلفا، فإن عدد البواخر التي تعمل بين السودان ومصر عشر فقط، وغير متطورة، وكلها مصرية، وهي: (زوسرص، نوبة، وادي حلفا، أسوان، إيزيس، كلابشة، أبو سمبل والكرنك)، وحمولة كل منها (750) طناً. وتقوم البواخر التجارية بثلاث رحلات في الشهر، بينما التي تعمل في نقل الركاب لها رحلة كل أسبوع، ذهاباً وإياباً.
مراسٍ جديدة
ويذهب البعض للحديث عن أهمية منطقة وادي حلفا التجارية ودورها في ربط السودان بمصر، لكنهم يشكون من ضعف البنى التحتية وتدهور حالة الميناء واحتياجه لتطوير، كما أنه يفتقد المخازن.
حملنا كل تلك المشاكل وتوجهنا بها إلى معتمد حلفا العقيد "جمال محمد عبد الرحمن"، الذي أكد وجود دراسات لتطوير الميناء وإنشاء ثلاثة مراسٍ جديدة، وقال: (لا بد من إعادة النظر في الميناء لأنه يشكل مصدر دخل للأعمال الحرة بالسودان). إلا أنه عاد وقال إن الميناء شأن اتحادي، وربما هنالك تقديرات للدولة أدت إلى تأخير تأهيله. ويشير المعتمد إلى معاناة كبيرة يجدها التجار والمسافرون في تخليص بضائعهم بالميناء، وهذه التعقيدات من شأنها أن تدفع إلى لجوء التجار إلى منافذ أخرى كالتهريب.
والتهريب الذي ذكره المعتمد لم يكن متوقفاً رغم جهود الحكومة للحد منه، حيث يتم تهريب سلع سودانية، ويتم تبديلها في الحدود المصرية بسلع أقل في القيمة الاقتصادية.
خلل في الاستيراد والتصدير
والعلاقة بين مصر والسودان مرهونة بتطوير هيئة وادي النيل التي يقع على عاتقها ترميم جسور الثقة بين البلدين. لكن الهيئة، حسب معتمد وادي حلفا، لا تقوم بأي دور، وتحتاج إلى تجديد الدماء بأخرى حارة. ويقول معتمد وادي حلفا إن الهيئة يديرها أناس من الأزمنة الغابرة وأفكارهم أصبحت محنطة ولا تواكب ما يحدث في البلدين، وزاد: (نحن نصدر أجود السلع للمصريين ولا نستورد إلا الأواني البلاستكية والألمونيوم).
طريق (قسطل - حلفا) .. آمال معقودة
في الجانب الآخر من الرصيف، تقف أحلام وتطلعات الشعبين لبناء علاقة وطيدة انطلاقاً من العلاقة الأزلية والتاريخية، وستتوج تلك التطلعات بالافتتاح المرتقب للطريق البري (قسطل - حلفا)، الذي يتوقع منه أن يربط البلدين تجارياً واجتماعياً، لا سيما في محافظتي أسوان ووادي حلفا، لكن ثمة هواجس تسيطر على الجانب السوداني وخشيته من تدفق السلع إلى الأسواق السودانية وإغراقها.
وفي وقت يتوقع فيه أن يفتتح الطريق البري بين مصر والسودان، ينتظر أن تشهد حلفا نشاطاً اقتصادياً كبيراً، لا سيما بوجود ميناء الشهيد الزبير وطرق برية حدودية. لكن ثمة شكاوى من قبل المتعاملين بالميناء تتمثل في تدني خدمات المناولة والشحن والتفريغ، نقف عندها وقضايا أخرى بالتفصيل..
شكاوى مصرية من تعقيد الإجراءات
عند دخولنا إلى (ميناء الشهيد الزبير محمد صالح) الذي تستغرق الرحلة منه بالباخرة إلى (ميناء أسوان) بمصر حوالي (15) ساعة، شكا عدد من البحارة المصريين من الإجراءات التي قالوا إنها معقدة. ويقول القبطان "أبو السعود محمود" (ريس) الباخرة المصرية (إيزيس): إن إجراءات الشحن والمناولة والمغادرة لا تستغرق في أسوان أكثر من (24) ساعة، لكن في السودان نمكث عالقين (13) يوماً بالميناء في انتظار التفريغ. ويؤكد القبطان "ابو السعود" أن معظم البواخر التي تعمل في النقل بين مصر والسودان تتبع لمصر ويبلغ عددها حوالي (10) بواخر، معظمها تجارية يستورد بها التجار السلع الغذائية مثل (الأرز، العدس، الحلويات، السماد، السلك الشايك، الجبص، الأسمنت الأبيض، الأواني البلاستكية والألمنيوم)، بينما تعود تلك البواخر إلى مصر فارغة.
بينما يقول مواطنون هناك إن الطرق البرية تهرب عبرها إلى مصر سلع سودانية مثل الصمغ العربي والسمسم والأسماك المجففة والسنمكة والمواشي، خاصة الجمال والضأن.
وأثناء وجودنا في الميناء كان بإحدى البواخر عدد من (التراكتورات) تم استجلابها من مصر، وأوضح العمال المصريون أن سعر التراكتور بمصر يبلغ (30) مليون جنيه مصري، ويدخل إلى السودان بإعفاء في الرسوم، في إطار تشجيع الدولة للقطاع الزراعي. وحسب أحد المسؤولين بهيئة الموانئ البحرية بوادي حلفا، فإن عدد البواخر التي تعمل بين السودان ومصر عشر فقط، وغير متطورة، وكلها مصرية، وهي: (زوسرص، نوبة، وادي حلفا، أسوان، إيزيس، كلابشة، أبو سمبل والكرنك)، وحمولة كل منها (750) طناً. وتقوم البواخر التجارية بثلاث رحلات في الشهر، بينما التي تعمل في نقل الركاب لها رحلة كل أسبوع، ذهاباً وإياباً.
مراسٍ جديدة
ويذهب البعض للحديث عن أهمية منطقة وادي حلفا التجارية ودورها في ربط السودان بمصر، لكنهم يشكون من ضعف البنى التحتية وتدهور حالة الميناء واحتياجه لتطوير، كما أنه يفتقد المخازن.
حملنا كل تلك المشاكل وتوجهنا بها إلى معتمد حلفا العقيد "جمال محمد عبد الرحمن"، الذي أكد وجود دراسات لتطوير الميناء وإنشاء ثلاثة مراسٍ جديدة، وقال: (لا بد من إعادة النظر في الميناء لأنه يشكل مصدر دخل للأعمال الحرة بالسودان). إلا أنه عاد وقال إن الميناء شأن اتحادي، وربما هنالك تقديرات للدولة أدت إلى تأخير تأهيله. ويشير المعتمد إلى معاناة كبيرة يجدها التجار والمسافرون في تخليص بضائعهم بالميناء، وهذه التعقيدات من شأنها أن تدفع إلى لجوء التجار إلى منافذ أخرى كالتهريب.
والتهريب الذي ذكره المعتمد لم يكن متوقفاً رغم جهود الحكومة للحد منه، حيث يتم تهريب سلع سودانية، ويتم تبديلها في الحدود المصرية بسلع أقل في القيمة الاقتصادية.
خلل في الاستيراد والتصدير
والعلاقة بين مصر والسودان مرهونة بتطوير هيئة وادي النيل التي يقع على عاتقها ترميم جسور الثقة بين البلدين. لكن الهيئة، حسب معتمد وادي حلفا، لا تقوم بأي دور، وتحتاج إلى تجديد الدماء بأخرى حارة. ويقول معتمد وادي حلفا إن الهيئة يديرها أناس من الأزمنة الغابرة وأفكارهم أصبحت محنطة ولا تواكب ما يحدث في البلدين، وزاد: (نحن نصدر أجود السلع للمصريين ولا نستورد إلا الأواني البلاستكية والألمونيوم).
طريق (قسطل - حلفا) .. آمال معقودة
في الجانب الآخر من الرصيف، تقف أحلام وتطلعات الشعبين لبناء علاقة وطيدة انطلاقاً من العلاقة الأزلية والتاريخية، وستتوج تلك التطلعات بالافتتاح المرتقب للطريق البري (قسطل - حلفا)، الذي يتوقع منه أن يربط البلدين تجارياً واجتماعياً، لا سيما في محافظتي أسوان ووادي حلفا، لكن ثمة هواجس تسيطر على الجانب السوداني وخشيته من تدفق السلع إلى الأسواق السودانية وإغراقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق