أُتيحت لي الفرصة في عام 2006 ومعي نفر كريم بزيارة جمهورية مصر العربية برعاية كريمة من وزير الري المصري. في خلال تلك الزيارة طفنا علي المراكز البحثية الخاصة هندسة المياه - التي فاقت خمسة عشر مركزاً - ورأينا فيها الإهتمام المتعاظم للحكومة المصرية بماء النيل والعمل علي الحفاظ عليها.
زرنا السويس ورأينا كيف تم شق قناة من النيل وتمر من تحت قناة السويس لتروي المشاريع (المخضرة) في صحراء السويس القاحلة ....
زرنا أسوان ... ورأينا ماهو مفيض توشكي ... الذي يفرغ المياه الزائدة من بحيرة السد العالي ليرمي بها في الصحراء بدلا من وصولها للبحر الأبيض المتوسط ... وكثيرا من الترع والقنوات امتدت من أسون وحتي القاهرة لإستصلاح الأراضي الصحراوية ...
حتي بدا لي ان نهر النيل لايصب أبداً أو لاتبقي منه قطرة لتصب في البحر الأبيض المتوسط ... فتيقنت أن القوم لايقبلو ولن يقبلو بالتفريض في قطرة مياه النيل ...
وليس عجيباً ... وأحمد الله إنني لم أفوت الفرصة لإلتقاط هذه الصورة في أحد مداخل المركزالقومي لأبحاث المياه بمنطقة القناطر بعبارة بدت لي مستفزة من الرئيس السابق مبارك ومكتوب عليها (مبارك: ماء النيل لأرض مصر والمصريين) ..
نعم عبارة مستفزة ... ولكن قرائن الأحوال في تلك الزيارة أيدتها بقوة حتي أشفقت علي النيل نفسه ..
وبمرور السنوات تأكدت إنها ليست عبارة فحسب ... بل إستراتيجية قومية ...
فكنت أضحك هازئاً وأري المصريين يؤممو وجوههم شطر جنوب السودان وتقدم له منحة بقيمة 26 مليون دولار في مشاريع جلها حول النيل ومياه النيل بعضها في محطات لقياس مناسيب النيل وتطهير روافده وحفرعدد 30 بئر جوفي !!!؟؟؟ هل الجنوب الذي يرقد في مياه النيل يحتاج لآبار؟ ولكن هذا المشروع سيوفر لهم ماقيمته إنتاج 30 بئر من مياه النيل زائداً المياه المتدفقة بعد انجاز عمليات التطهير ... ألم أقل لكم ان في تلكم الجملة الكثير المثير ..
ولا ننسي دراسات مشاريع التكامل الغذائي بين مصر والسودان التي يشارك فيها السودان بـ(الأرض) و(المياه) وتشارك في مصر بالأيدي العاملة (لحل مشكلة البطالة عندهم) والخبرة وحفر الآبار (الجوفية) لري المشاريع .... تاااني الجوفية .... وغيرها من المشاريع الكثيرة التي يرمون فيها للزراعة في السودان دون اهدار قطرة ماء (نيل) واحدة ...
وحتي اذا نظرنا الي خزان جبل أولياء .... أنشأته الحكومة المصرية (طبعاً حتي تحفظ حقها في ماء النيل) وظل لفترة طويلة تحت الاشراف المصري .... الآن لا يمثل سوي جسر يربط بين طرفي النيل الابيض وري مناطق بسيطة جداً ويولد مالا يتجاوز 40 ميغاواط ... الغرض الساسي من إنشاءه هو مد مصر بالمياه في فترة الجفاف (قبل انشاء السد العالي) ودعم السد العالي (بعد انشاء السد العالي) .... القصة كلها أمن مائي
وحتي اذا نظرنا الي خزان جبل أولياء .... أنشأته الحكومة المصرية (طبعاً حتي تحفظ حقها في ماء النيل) وظل لفترة طويلة تحت الاشراف المصري .... الآن لا يمثل سوي جسر يربط بين طرفي النيل الابيض وري مناطق بسيطة جداً ويولد مالا يتجاوز 40 ميغاواط ... الغرض الساسي من إنشاءه هو مد مصر بالمياه في فترة الجفاف (قبل انشاء السد العالي) ودعم السد العالي (بعد انشاء السد العالي) .... القصة كلها أمن مائي
وبالطبع لايخفون مخططاتهم ولايدارونا كما حدث في تلكم الجلسة (المقرفة) بالبرلمان ...
فما إن أعلنت الجارة أثيوبيا عن تحويل مجري النيل الأزرق للشروع في الأعمال الإنشائية لسد النهضة ... الذي هو بمثابة (سد النفس) بالنسبة لهم ... حتي بدأ الضوضاء من جديد وظهرت تحركات الهايدروبولوتكس بقوة في دول حوض النيل ...
*خاتمة:
- السودان يستهلك حوالي 12 مليار متر مكعب من حصته المخصصة حسب اتفاقية مياه النيل ... فلما لانستفيد من كل الحصة ولتشرب بورتسودان من مياه النيل والأبيض إن أرادت !!؟ ..لماذا لايستفيد السودان من (البصارة) المصرية حول الاستخدام الامثل لمياه النيل !!؟
- نسأل الله أن يحفظ بلدنا وأهلنا أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق