الرئيسية » » طريق أبوحمد حلفا ضرورة قومية

طريق أبوحمد حلفا ضرورة قومية

Written By sudaconTube on الثلاثاء، يونيو 11، 2013 | 9:00 ص

حسين محمد طاهر - آخر لحظة

مع تواصل إسقاطات الحوارات القديمة- مع أستاذنا العلامة بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله- يتواصل تقليب صفحات التاريخ المعاصر للعلاقات الاجتماعية والإنسانية بين حلفا وأبو حمد، وإذا كان (آل إسماعيل خليل) يمثلون الجذور العميقة التي تمتد إليها تلك الأوامر، فإن الأقدمين من سكان أبو حمد يذكرون رجالاً من حلفا حملتهم إليهم ظروف عملهم فكان لهم وجود إجتماعي كثيف ما تزال أصداؤه تتردد في المنتديات عن المرحوم ناظر المحطة محمد خليل سالم، وعن رجال التلفونات محمد صادق أبو الريش، ومصطفى عبد الرحمن، والصاوي عبد المجيد، وعبد المنعم المصري، وموظفي الأرصاد الجوية عبد الحميد فريد، وفاروق كردي، وأبيض ومحمد عثمان مريم.. وعن السكة الحديد زمان أحمد عمر سالم، وعثمان أوشي، ويذكرون المرحوم أحمد داؤد، وعم جارون، وحسين مكاوي، ولا ينسون صادق عبده، ولا ملاحظ الورشة بشرى وزوجته المرحومة الأستاذة زينب عطية، التي تخرجت على يديها أجيال من بنات أبوحمد في مدرستها المتوسطة.

وفي المقابل، عاش في مجتمع حلفا- في الزمان القريب- رجال من الرباطاب والمناصير وغيرهم، ممن ارتبطوا بحاضرة أبوحمد المرحوم الملك، ملاحظ ورشة السكة الحديد الذي ما يزال الناس يذكرونه لمواقفه الشجاعة، ولمشاركاته الواسعة في العمل العام.. ومازالت ابنته الطبيبة بمستشفى سوبا تعتز بانتمائها لحلفا ووفائها لمدارسها التي تعملت بها هناك.. والمساعد الطبي المرحوم محمد محمد صالح، طبيب الحامية، الذي استقرت أسرته بحلفا امتداداً لصلات والدهم بأهل حلفا ومجتمعها الودود، والمرحوم (شميم) الذي أرسى علاقات اجتماعية حميمة بين الجمارك ومجتمع حلفا، ولا ننسى صاحبنا الجمركي المعاصر محمد أحمد الخطيب (أبو عمار)، كما أن هناك صديقنا مبارك محمد أحمد الفكي.. كاتب الورشة المعاشي الناشط، والذي يحتفظ بوشائح قديمة مع حلفا تمتد جذورها إلى الستينيات، فقد عناصر حلفا القديمة وواصل الإقامة بها.. وما يزال يفيض حماساً لحلفا وقضاياها.. مع ذكريات كفاحات أيام خاضها مع عوض حامد، وصديق حمدان، وحاج آدم حامد، وآخرين كثيرين ممن تحتضنهم حلفا من كل قبائل السودان.
ومواطنو حلفا المخضرمون يذكرون ربيع سند، صاحب ستديو أبوحمد.. الذي كان يظهر بحلفا في مواسم الامتحانات.. كما لا ينسون المرحومين محجوب الضوء، وجيب الله، اللذين تخصصا في تجارة الخضروات بين حلفا وأبو حمد في سنوات القحط والهجرة والترحال.

وأبو حمد كانت تبعيتها الإدارية لمديرية بربر أولاً، ثم مجلس ريفي بربر، ثم محافظة نهر النيل، ثم ولاية نهرالنيل، وأتاحت لها التطورات الإدارية، أن تكون حاضرة محافظة تحمل اسمها، ثم رئاسة محلية طرفية، تتمدد وحداتها الإدارية على طول الحدود الجغرافية للولاية الشمالية بأجزائها المتاخمة، وبين جزر النيل الأدنى قريباً من الكاسنجر، ومن هنا تنطلق الأهمية القصوى للدور الذي تلعبه أبو حمد كنقطة وصل حيوي بين ولايتي نهر النيل والشمالية، إذن ما تزال أبوحمد تباشر عطاءها الرسالي كقنطرة، بشرية تناسب عبرها أواصر صلات إنسانية دافئة تكتنف التواصل التجاري وتبادل السلع والمنافع.

ومن خلال تواصل العمل في تعبيد طريق أبوحمد نمرة عشرة في إطار توطين بعض متأثري سد مروي، تتجدد الطموحات في أن يواصل ذلك الطريق سيره شمالاً موازياً لخط السكة الحديد.. وصولاً إلى حلفاووصولاً لها بالطريق القومي (التحدي) أبوحمد، عطبرة الخرطوم.. ومما يقوى الأمل في هذا الصدد.. توجهات الاستثمار الزراعي نحو الأراضي العلوية والوديان الطبيعية جنوب شرق حلفا تجاه محطة نمرة إثنين إلى محطة نمرة أربعة، والتي ينتظر أن تكون نشطاً لانطلاق عمليات استخراج المياه الجوفية، وبالتالي استزراع الحبوب الزيتية والقمح والفول والبقول.. في مشاريع طموحة، قريبة من الأسواق المصرية.. وعلى مرمى حجر من (منطقة التجارة الحرة) المقترحة على الحدود السودانية المصرية، عند (اشكيت) التي وصلها فعلاً الطريق المسفلت القادم من أسوان عند معبد ومعبر أبو سمبل السياحية، وفي الجانب السوداني اكملت شركة زادنا سفلتة 27 كيلو متراً، وقد اتصل الطريقان السوداني والمصري، في انتظار افتتاح الطريق البري الرابط بين السودان ومصر عبر منفذ أشكيت.

وتجاوباً مع هذه المعطيات الإيجابية، وإنفعالاً ببشرياتها المستقبلية، تتجدد الدعوة إلى ضرورة بدء تحرك فعلي في اتجاه تأمين وإصلاح وتعبيد طريق أبوحمد حلفا استثماراً للإرث الاجتماعي المشترك، تسود التطلعات المتفائلة بانطلاق مبادرة شعبية مشتركة تقودها منظمات المجتمع المدني، وتدفعها جهود السياسيين والتنفيذيين- هنا وهناك- من أجل إيجاد زخم شعبي ورسمي يتبنى بدء مشروع تحسين الطريق كمرحلة أولى. في مشوار الثلاثمائة لترتبط أبوحمد بوادي حلفا بطريق يوازي خط السكة الحديد العريق.
وعوداً على بدء العمل تعود خواطر الحوارات القديمة- مع بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله- لتشعل شموعاً جديدة يلتف حولها المهتمون باستمرارية تواصل حلفا مع أبوحمد وعبرها مع إمتداد نهر النيل.. ولعل شيخنا الوقور الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد- وهو يقود مجلس الصداقة الشعبية يتحفنا بمؤشرات تفيد في توظيف تلك النوايا الطبية... وعبر تفعيل كل أجسام مناطق الرباطاب والمناصير والميرفاب، وكل مكونات الشمال النيلي، ويتواصل هذا النداء إلى أبناء المنطقة ورموزها لأحضان هذا العمل النبيل.
وما التوفيق إلا من عند الله5
شارك هذا المقال :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger