الوطن
تعتبر صناعة الطوب من أكثر الصناعات الأولية المحلية التي تعرضت لهزات متواصلة بسبب الضرائب والرسوم والقرارات المحلية بإيقاف الكمائن على النيل لأسباب بيئية وعمرانية مما أثر سلباً على الإنتاج وادى الى رفع الأسعار بصورة متوالية، إذ إرتفع لوري الطوب من (350) جنيه في العام 2011 الى 1,100 ألف جنيه في العام الحالي .
وتشتهر منطقة الجريف شرق على النيل بتركز الصناعه حتى أن السكان يطلقون على الطوب ذهب الجريف لقيمته الإقتصادية بالنسبة للعاملين بالقطاع، ويقول أحمد عمر صاحب كمينة طوب إن الصناعة أصبحت مكلفة لكثرة الرسوم المتعددة وإرتفاع تكلفة الإنتاج، حيث تمر العملية بعدة مراحل إبتداءً من رفع الطمي من النيل بواسطة الآليات الثقيله إذ يتم إيجار (لودر بوكلين) ومن ثم استخدام العمالة (الطيانة) الذين يتراوح عددهم ما بين (4-24) شخصاً، وهنالك العمالة الآخريين أو ما يعرف( بالزبالة) وتتم بعدها صناعة الطوب الأخضر تليها المرحله الأخيره التي يستعمل فيها( القرقف) روث الأبقار والحطب ومن ثم مرحلة دق الطوب التي تتم بواسطة عمال متخصصين وهنالك عمال آخرين لرفع الطوب الأخضر من الأرض للكمينة بواسطة (العربجية)، حيث تتكون الكمينة من (20) مدماك، يقول أحمد لا يقتصر الأمر على هذا، فهنالك عمال (القشرة والدوران) وهؤلا يبنون الكمينة من الخارج بالطوب الأحمر والطين لتصبح جاهزة للحرق في ظرف ثلاثة أيام، وكما هو واضح فإن تكلفة العمالة عالية جداً.
وخلال جولة (الوطن) داخل الكمائن بمنطقة الجريف أوضح عدد من التجار أن سعر لوري الطوب درجه أولى من الكمائن يصل (1,50 ) ألف جنيه ويبلغ سعر الطوب درجه ثانية(البلحي ) (700 )جنيه ودرجه ثالثة (500) جنيه وتوقع تجار عدم انخفاض الأسعار بصورة كبيرة، كما يروج البعض عقب الانخفاض النسبي الذي حدث مؤخراً، مشيرين الى أنه إنخفاض مؤقت سرعان ما سترتفع الأسعار مجدداً نسبة لإرتفاع التكلفة وإغلاق عدد من الكمائن لصالح إقامة مدينة النيل، وطالبوا السلطات بمنحهم أماكن بديلة للصناعة، وقالوا إن كمائن الجريف توفر 90% من الطوب للعاصمة.
من جانبهم انتقد عدد من العمال قرار إغلاق الكمائن وقالوا إنهم لا يعرفون عملاً غيرها وإن إغلاقها سيشرد أكثر من (3) آلاف عامل، فيما أشار عمال الى إعتزامهم الذهاب لمناطق الذهب أو الهجرة خارج البلاد، خاصة أن شريحه كبيرة منهم خريجين يعولون أسر وعليهم إلتزامات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق