تعد شهادة كفاءة التشغيل التي حصل عليها مطار الخرطوم الدولي مؤخرا بمثابة إنجاز تاريخي مهم في سجلات سلطة الطيران المدني السوداني باعتبارها خطوة تعزز مسيرة التطور في صناعة الطيران بالبلاد خاصة بعد الزيادة الكبيرة التي شهدتها الحركة الجوية بالمطار خلال الفترة الاخيرة .
حيث نظمت ادارة المطار احتفالا ضخما بهذه المناسبة خاطبه المهندس محمد عبدالعزيز مدير سلطة الطيران المدني والذي قال أن منح هذه الشهادة لإدارة مطار الخرطوم الدولي تم بعد اجراء العديد من الاصلاحات الهيكلية وفقا لمتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني (الايكاو) والتي كانت قد اجرت تدقيقا على هيئة الطيران المدني السوداني في العام 2006 واضاف ان العمل من اجل الحصول علي هذه الشهادة استغرق اكثر من عام من قبل ادارة المطار مشيدا بالعاملين بالمطار الذين بذلوا جهود مقدرة حتي كلل بنيل هذه الشهادة مبينا ان التحدي الذي يواجه ادارة المطار هو كيفية المحافظة عليها من خلال الاستمرار في برامج التحسين والتطوير في كل مرافق المطار .
وقال ان هذا الانجاز الذي تحقق لمطار الخرطوم يعد ضربة البداية لاستكمال تأهيل كل مطارات السودان والبالغ عددها «7» مطارات مؤكداً ان عام 2013 سيشهد اكتمال ثلاثة مطارات في مختلف ولايات السودان .
وخاطب المناسبة ايضا صلاح الدين سلام مهنا مدير المطار قائلا انه سعيا وراء تحقيق مستويات رفيعة في السلامة الجوية بالمطارات قامت المنظمة الدولية للطيران المدني بادخال نصوص جديدة للملحق الرابع عشر من اتفاقية شيكاغو للطيران المدني لتكون اطارا لترخيص المطارات وفقا للقواعد القياسية واساليب العمل الموصب بها في هذا المجال اعتبارا من عام 20045.
واوضح ان الغاية من ترخيص المطارات هي التاكد من امتثال المطارات للمطلوبات الدولية القياسية وافضل الممارسات الدولية في مجال صناعة الطيران.
و قال المهندس خالد الناير رئيس اللجنة الفنية للترخيص ان نيل شهادة كفاءة التشغيل سيدعم اليات تعزيز السلامة الجوية وتطوير نظم التشغيل مبيناً أن المشروع سيضع المطار في المصاف الدولي واوضح ان المطار خضع لاجراءات تفتيش قام بها الفريق التابع لسلطة الطيران المدني حيث شمل التفتيش منطقة تحركات الطائرات والممرات والمدرج الرئيسي والمنطقة المعزولة فضلا عن المركبات الارضية العاملة بالمطار وعملية ازالة الطائرات المتعطلة واجراءات التحكم في بيئة الحياة البرية حول المطار كما غطي التفتيش الاداء الليلي للمطار ومستوي الانارة في كافة مرافق المطار .
واوضح الخبير الدولي في مجال ترخيص المطارات د. ناجي البدري أن مشروع الترخيص يعد خطوة نحو الانطلاق لترخيص المطارات الأخرى بالسودان . مشيدا بجهود العاملين بالمطار مشيراً إلى أن النجاح في ترخيص المطار جاء بعد اتباع السياسات والضوابط التي وضعتها سلطة الطيران المدني وفقا للمعايير التي اقرتها المنظمة الدولية للطيران.
وإمتدح الاستاذ عاصم عبدالصادق عباس مدير محطة شركة مارسلاند للطيران بمطار الخرطوم مستوي التطور الذي صاحب المطار في الفترة الاخيرة خاصة بعد خضوعه لاجراءات تدقيق من قبل الفريق التابع للمنظمة الدولية للطيران (الايكاو) مشيرا الي استجلاب ادارة المطار لعدد من الاليات و الاجهزة الالكترونية للعمل في وزن الامتعة واستخراج بطاقات الصعود للطائرة.
وقال ان هناك بعض المعضلات التي تواجه عمل شركات الطيران بمطار الخرطوم تتمثل في ضيق صالات السفر الداخلية وعدم مواكبتها لحجم واعداد المسافرين بجانب قلة عدد كاونترات الوزن بصالات المغادرة والوصول فضلا عن ضيق مدخل الصالة الرئيسي ومحدودية اجهزة فحص الامتعة بالاشعة السينية وطالب مسئول مارسلاند بزيادة هذه الاجهزة لمقابلة الزيادة المضطردة في اعداد المسافرين عبر المطار.كما ناشد دارة مطار الخرطوم بضرورة العمل علي فك احتكار بعض شركات النقل الجوي للمعدات الارضية داخل المطار.
من جانبه قال السيد عبدالمجيد محمد عبدالمجيد رئيس شعبة الخضر والفاكهة باتحاد الغرف التجارية ان الاصلاحات التي حدثت بمطار الخرطوم مؤخرا والتي بموجبها نال المطار شهادة كفاءة التشغيل من سلطة الطيران المدني انعكست ايجابا علي عمل المصدرين مشيدا بمستوي الخدمات المقدم لهم داعيا ادارة المطار الي تشجيع المصدرين ودفع عملهم بما يدعم الاقتصاد الوطني واشار الي التعاون الوثيق الذي وجدته الشعبة من قبل سلطات الجمارك بمطار الخرطوم .
واوضح ان هناك بعض الاشكالات التي تواجه مصدري الخضر والفاكهة عبر مطار الخرطوم تتمثل في محدودية قرية الصادر بالمطار وضيق مساحتها مما يسهم في تكدس البضائع المصدرة فضلا عن ان بعض شركات الشحن الجوي تنقصها المعدات اللازمة مثل الكونتينرات وتراكتورات نقل البضائع والمعدات الارضية داعيا الي ضرورة ان تعمل الدولة علي دعم وتحديث اسطول سودانيرمن الطائرات باعتبارها الناقل الوطني مبينا ان بعض شركات النقل الجوي اصبحت تستغل المصدرين وذلك لعدم وجود منافسة حقيقية في سوق الشحن الجوي.
يذكر ان مطار الخرطوم الدولي تم انشاؤه عام 1947 في عهد الاستعمار الانجليزي وتم تاهيله بعد ذلك ليواكب الحركة الجوية بالرغم من محدودية المساحات ومعوقات المباني حول المطار حيث ازدادت الحركة في الفترة الاخيرة بشكل مضطرد حتي وصل عدد الشركات العالمية في مجال الطيران العاملة بالمطار الي 24 شركة
