قالت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية إن السعودية التي تمثل أكبر منتج للنفط في العالم، قد تصبح قريباً أكبر منتج للطاقة الشمسية البديلة في العالم، مشيرة إلى أن المملكة حولت أنظارها مؤخراً إلى إنتاج الطاقة المتجددة النظيفة والتي سوف تستخدمها قريباً وتقوم بتصديرها.
وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير مطول يستعرض جهود المملكة في إنتاج الطاقة الشمسية إلى أن كلاً من مصر وأوروبا قد تستوردان الطاقة الشمسية من السعودية قريباً.
وأضافت الصحيفة، "الناس في مصر وأوروبا قد يضيئون أنوار منازلهم يوماً ما بكهرباء مستوردة من محطات شمسية ضخمة موجودة في السعودية وتعمل المملكة على تشييدها خلال السنوات القليلة المقبلة".
ونقلت "فايننشال تايمز" عن مسؤول سعودي كبير ومطلع على خطط المملكة لتشييد محطات الطاقة الشمسية قوله، "لدينا خطط وبرامج طموحة جداً في هذا المجال"، مضيفاً: "على الرغم من أننا نحتاج لعدة سنوات من أجل إنجاز هذه البرامج، إلا أنها ستكون ذات طاقة هائلة".
وتابع المسؤول: "أعتقد أن السعودية ستصبح منتجاً رئيسياً للطاقة الشمسية في العالم".
وكانت الحكومة السعودية قد أعلنت سابقاً أنها خصصت مبلغاً يزيد عن 100 مليار دولار من أجل استثمارها في مصادر الطاقة المتجددة، على أن معظم هذه الاستثمارات تتركز في مجال الطاقة الشمسية.
وإضافة إلى أن لدى السعودية مخزوناً هائلاً من النفط، وقدرة عالية على الإنتاج والتحكم في الإنتاج، فإن الشمس تسطع فوق أراضي المملكة طوال العام ولمدد طويلة جداً، ما يجعل لدى السعودية أيضاً قدرات شمسية لا تتوافر في أية دولة أخرى بالعالم.
ويأتي توجه المملكة نحو الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة والمتجددة في الوقت الذي تمكن فيه الاقتصاد السعودي من تحقيق نسب نمو كبيرة وغير مسبوقة خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل الارتفاع الكبير في أسعار النفط، وبفضل الأثر المتواضع للأزمة الاقتصادية العالمية، ما أتاح للسعوديين فرصة التوسع في الاستثمارات المستقبلية ومن بينها الاستثمار في إنتاج الطاقة الشمسية.
واتفق مدير برنامج الأمن الغذائي في قطر فهد بن محمد العطية مع المسؤول السعودي الذي لم تكشف "فايننشال تايمز" اسمه، وقال إن "الطاقة الشمسية الكبيرة التي يمكن للمنطقة إنتاجها يمكن أن تتخطى دول الخليج الستة لتصل إلى مصر ودول أوروبا".
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن مدير وكالة الطاقة المتجددة الدولية عدنان أمين قوله إن لدى السعودية خططا لإنشاء محطة شمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية تصل قدرتها الإنتاجية إلى 41 ميغاوات، وهذه المحطة في حال إنشائها ستمنح المملكة القدرة على تصدير الطاقة وليس فقط استخدامها.
وأضاف أمين، "أعتقد أن السعودية ستكون قادرة على تصدير الطاقة الشمسية وبكميات كبيرة خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة"، مشيراً إلى أن صانعي القرار وأصحاب السياسة في السعودية يرون في احتمالات بيع الطاقة بالخارج "فرصة استثمارية جدية".