كوستى / سلمى سلامة:
على طريق الخرطوم الأبيض ، يطل ذلك المبنى الأنيق ، وهو يحيي زوار المدينة ( مدينة كوستى) ، وبداخله أناس يبحثون عن ثوب العافية ، ذلك المبنى هو مستشفى كوستي العسكري ، الذى انفضت ساحته من كل زائر ، وأغلقت ابوابه وصار المبنى الذى هرم قبل أن يكمل عامه الخامس حديث المدينة ، بحثاً عن السبب الذى أدى لخروج المستشفى من دائرة الخدمة الصحية ، وكأن وجوده فى ذلك المكان هدف خارج مرمى شباك المستشفيات العسكرية المنتشرة فى معظم مدن السودان ..
لم تكتمل فرحة المدينة بالمستشفى الذى ظل على أرجوحة الصيانة زمناً ، رغم الحاجة الماسة لوجوده ، وبحسب الاحاديث المتواترة ارجعت سبب اغلاق المبنى لوجود مياه بداخله ، مما ادى لنزول وتصدع المبنى ، الذى لم تجد محاولات الصيانة المستمرة نفعاً حتى أغلقت أبوابه ، تحسباً للمخاطر ، التى كانت غائبة عن اذهان من شيدوه (هرماً) وهو (هرم) فى آن واحد ..
سيناريو المبانى التى تشيد ، وقبل أن يسمع بها سكان المدينة يتم اغلاقها بعد فترة وجيزة من افتتاحها الذى صاحبه كرنفال باذخ تحت ما يسمى بـ (ظرف الصيانة) اضحى سمة بارزة فى خارطة العمارة السودانية ، فقبل انتهاء مسرحية المستشفى العسكري بمدينة كوستي رفع الستار على مسرحية اخرى وهى مستشفى الولادة الذى يعرض حالياً بذات المدينة ..
كيف لشركة هندسية متخصصة فى تشيد المباني ، تقع فى خطأ هندسي يدل على عدم دراسة طبيعة الارض التى يقام عليها المبنى ؟ ومن المسؤول ؟ وكم المبالغ التى صرفت عليه ؟ أليس هذا إهدار للمال العام ؟ وكم تبلغ تكلفة الصيانة ؟ وهل هناك عقوبة قانونية لتلك الممارسات ؟
الرأي العام