احتفل السودان اليوم بمدينة الروصيرص بولاية النيل الازرق وبموقع جسم السد وعلى شرف الاحتفال بإكتمال العمل بمشروع تعلية سد الروصيرص الذي حدد الافتتاح الرسمي له في الاول من يناير المقبل علي يد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ، حيث احتفلت وحدة السدود بوزارة الموارد المائية والكهرباء بمرور 46 عاما علي اكتمال المرحلة الاولي التي قام بافتتاحها الزعيم اسماعيل الازهري في العام 1966م وتم خلال الاحتفال تكريم الرعيل الأول من الذين اسهموا في تشييد المرحلة الاولي .
اللجنة العليا لاحتفالات البلاد باكتمال تعلية سد الروصيرص حشدت لاحتفالها الذي نظمته قيادات اتحادية وولائية تقدمهم اللواء الهادي بشرى والي ولاية النيل الازرق والمهندس اسامة عبد الله وزير الموارد المائية والكهرباء وعدد من الوزراء ووزراء الدولة وخبراء سابقين وتنفيذيين من الوزارة ولفيف من الصحفيين والاعلاميين ومواطني الولاية .
استهلت وحدة تنفيذ السدود الاحتفالات باستقبال كبير للوفد الزائر بمطار الدمازين ومن ثم زار الوفد المدينة السكنية التي تم تشييدها من طراز معماري حديث وشاهد الوفد الزائر فلماً وثائقياً تعريفياً عن السد من عهد الرئيس الازهري الي عهد الرئيس البشير وأوضحت وحدة السدود من خلال الفلم انه ومنذ بداية الحكم الوطني بدأت وزارة الري والموارد المائية برامج طموحة لاستغلال مياه النيل لري مشاريع عديدة في ولاية النيل الازرق من النيل وفروعه وبما ان النيل الازرق يمد النيل الرئيسي باكثر من 60% من متوسط
إيراده السنوي فإن مياه النيل الازرق يأتي معظمها في فترة شهور الفيضان فدعا هذا الأمر الي تشييد سد الوصيرص وسنار على النيل الازرق لتخزين المياه للاستفادة منها لري المشاريع بعد الفيضان وتوليد الطاقة الكهرومائية ووضعت الدولة استراتيجية للتوسع في الزراعة والاستفادة من حصة السودان من المياه حسب اتفاقية مياه النيل لعام 1959 بين السودان ومصر ، لذلك اقتضت الضرورة بناء سد الروصيرص على ان يتم التشييد على مرحلتين .. الاولي بمنسوب 480 متر والثانية بمنسوب 490 متر فوق سطح البحر .
وقالت وزارة الموارد المائية انه في العام 1977م بدأت الدراسات التي اكدت أهمية تعلية الروصيرص لتحقيق تعويض الفاقد من السعة التخزينية من بحيرة السد بسبب تراكم الطمي وسد الاحتياجات للمشروعات القائمة والتوسع في الزراعة المروية وفي عام 1991م اتخذت حكومة السودان قرارا بتنفيذ مشروع التعلية ومابين 1994و1999تم استقطاب ممولين للمشروع من الصناديق والبنوك العربية والاسلامية والاوبك وشرعت وحدة تنفيذ السدود في العام 2008 في تنفيذ التعلية واكتمل في العام 2012 وفي الاحتفال الذي اقيم بجسم السد قام والي النيل الازرق ووزير الموارد المائية بتكريم اسرة الرئيس اسماعيل الازهري تقديرا وعرفانا لجهوده في افتتاح المرحلة الاولي للسد بجانب تكريم المهندس المقيم الاول للسد الريح عبد السلام .
وخاطب الاحتفال اللواء الهادي بشري والي النيل الازرق مؤكدا اهمية المشروع الاستراتيجية علي البلاد وولاية النيل الازرق بشكل خاص وعدد فوائد المشروع وابعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
الوزير اسامة عبدالله اكد ان مشروع تعلية الروصيرص سيسهم في زيادة الطاقة المنتجة من محطة التوليد بنسبه 50% حيث زادت من 1200الي 1800 ميغاواط ساعة في اليوم وقد تم التوليد بنسبه 100% من القدرة المركبة للمحطة لأول مرة منذ تأسيسها بعد قيام التعلية .
وقال الوزير ان تعلية سد الروصيرص ستساهم كذلك في تحسين التوليد الكهربائي في سدي مروي وسنار وتأمين الري بكل المشروعات القائمة ادني السد خاصة مشروعي كنانة والرهد وتوفير السكن للذين تمت اعادة توطينهم في مدن جديدة بها خدمات ومرافق حيوية .
الي ذلك خاطب الاحتفال المهندي المقيم خضر قسم السيد والمحتفي بهم المهندس المقيم الاول الريح عبد السلام وممثل اسرة اسماعيل الازهري وقد جاءت كلماتهم مهنأة لأهل السودان باكتمال المرحلة الثانية مشيدين بجهود الحكومة ووزارة الموارد المائية في انشاء السدود وتوفير الكهرباء والمياه ووصلا للحاضر بالماضي تم اخذ صورا تذكارية بجسم السد وموقع حجر الاساس للمشروع في العام 1966 .
وقد اختتم الوفد الاتحادي زيارته لولاية النيل الازرق مساء اليوم والتي استغرقت يوما واحدا مؤكدا ان التكريم لكل من اسهم بفكره وعرقه وماله في المرحلة الاولي لسد الروصيرص وتشييد المرحلة الثانية وسط تفاؤل بأن تحقق هذه المرحلة اهدافها المخطط لها وينعكس ذلك ايجابا لأهل السودان تنمية ورخاء وتطورا في الاقتصاد والخدمات انطلاقا من زيادة الطاقة الكهرومائية المنتجة والتي وصلت الي 280 ميغاواط وتحسين التوليد بسدي مروي وسنار بنسب كبيرة .