أكد وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أنه لم يتطرق إلى إزالة بناء "الرواق العثماني" ولم يؤيده، بل تطرقوا إلى إعادة بنائه بطرازه القديم وذلك بتأصيل الطابع المميز، منوها بأنه تم اقتراح إعادة بنائه بحيث لا يكون عائقا في توسعة المطاف.
وأضاف محمد إدريس أنه "بطبيعة الحال ستتم إزالة الرواق العثماني، لكن سيعاد بناؤه بالطابع العــــمراني القديم نفسه، ونحن فكرتنا إعادة البناء بأدوار عدة ليتناسب موقعــه والتصـميم الجديد للمطاف"، نقلا عن صحيفة الحياة السعودية.
وكان إعلان توسعة المطاف لـ "المسجد الحرام"، التي تتضمن إعادة بناء "الرواق العثماني" و"الحرم القديم"، أثار خلافا واسعا بين فريق مخالف لفكرة التوسعة خشية زوال بعض الآثار التاريخية، فيما يرى آخرون أن التيسير على الحجاج والمصلين يأتي في الأوليات المهمة.
وعن الآثار القديمة ذات القيمة التاريخية أكد إدريس أن "إعادة بنائها أو إزالتها أو حتى المحافظة عليها تعتمد على أهميتها وموقعها وقيمتها، فإذا كانت تعيق التطوير والتوسعة فلا يوجد حل آخر غير الإزالة" على حد تعبيره.
وقال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام محمد الخزيم في بيان صحافي أمس الاثنين "إن توسعة المطاف التي سترفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 150 ألف طائف في الساعة ستحافظ على الحرم القديم، غير أنه سيخفض منسوبه ليحاذي منسوب صحن الطواف ويرتبط بدور القبو، إذ سيؤمن ارتباطاً فعالا ومباشرا بين الساحات الخارجية وصحن الطواف من دون تداخل في الحركة مع مستخدمي الدور الأرضي"، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن "إنشاء مسارات لعربات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسوية المناسيب في الأروقة إلى المستوى الذي عليه صحن المطاف الحالي".
من جهته، يرى أستاذ العمارة ومؤسس مركز أبحاث الحج، سامي عنقاوي، أن الرواق العثماني يعتبر آخر التراث الإنساني المتبقي في المسجد الحرام، واصفا هدمه "بغير الضروري"، ومؤكدا "وجود وثائق تدل أن هناك طرقا بديلة غير هدم الرواق".
وأضاف أن "معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، غير ملمين بالدراسات القديمة، وللأسف الأساتذة في هذا المعهد لا يدركون ما الذي يحدث، إذ يصدرون قرارات ومن ثم يبدأون بدرسها".
ولفت إلى وجود وسائل بديلة كثيرة عن هدم الرواق العثماني، مبينا أن راحة الحجيج وسلامتهم من الأولويات، وأضاف: "إن الحلول التي أتحدث عنها شاركت فيها مع عشرات الأساتذة ومئات الطلاب"، رافضاً في الوقت ذاته تسمية "الرواق بالعثماني"، معللا ذلك بأنه يحتوي على كل المراحل التاريخية التي مرت بالمسجد الحرام، حتى إنه يوجد عمودان يعرفان بأنهما ممرا الرسول للصفا.