هويدا حمزة
ربما لعن مدير مشروع صيانة جسر بري القوات المسلحة بشركة »إسبان للاستشارات« المهندس علي حسين اللحظة التي وصف فيها ما ينشر من معلومات غير صحيحة بأنه أحد معوقات صيانة جسر بري، إذ انهالت عليه سهام النقد من كل صوب بل إن بعضهم غير مقعده ليكون في مواجهته حين تفتح فرص المداخلات لسبب بسيط.. إذا كانت الصحف قد أوردت معلومات مغلوطة فلا أظنها سبًبا لتأخر الصيانة، فالصحفيون غير مختصين ووبساطة يمكن للاستشاري تجاهل كتاباتهم والمضي قدمًا في الصيانة عملاً بالمثل القائل »الكلب ينبح والجمل ماشي« مع الاعتذار للصحفيين بما فيهم شخصي.
هجوم المهندس لا ينفي شبهة عدم مطابقة حديد التسليح المستورد من الصين لأعمال الصيانة فالهيئة السودانية للمواصفات حجزت الحديد باعتباره غير مطابق للمواصفات، ولا فرق إن كتبت الصحف أن الحديد »20« لينية بدلاً من »ملم« حتى وإن كان مستوردًا وفقًا للمواصفات الصينية.
ما علينا المهم في الأمر أن المؤتمر الصحفي لوزير التخطيط العمراني سعادتو الرشيد فقيري الذي عقده أسفل الجسر بعيدًا عن »البنايات« الفخمة حسم فيه الجدل حول فترة الإغلاق بغرض الصيانة باختيار الإغلاق الجزئي »16.5« شهرًا للجسر تفاديًا للإغلاق الكامل الذي قد يؤدي لكارثة مرورية كما تفضل مدير قسم صيانة الجسور ومدير المشروع في ذات الوقت المهندس صلاح الدين يوسف الذي »نوّر« الحضور بأن الجسر الذي بلغ من العمر أربعين عامًا أُصيب بشروخ وترخيم في مرحلة مبكرة يمكن معالجتها لضمان فترة استخدامية لاحقة، وإلا فإن الإهمال سيؤدي لانهيار الجسر.. خيار الإغلاق الجزئي جاء كأفضل الخيارات المطروحة »إغلاق ليلي 31« شهرًا و»إغلاق كلي 11« شهرًا بسبب تقديم كبري شمبات في الصيانة لأن حالته كانت أسوأ وبسبب الحركة المرورية كما تفضل مدير هيئة الطرق والجسور ولاية الخرطوم المهندس عماد فضل المرجي خاصة أن الجسر تعبره يوميًا »70« ألف سيارة يوميًا حسب المهندس أمين النعمة.
وزير التخطيط العمراني طيب خاطر الإعلاميين بكلمات رقيقات حين قال لهم إنهم شركاء في عمل الوزارة التي تشرع ذراعيها عن آخرهما لأي استفسار أو معلومة مغلقًا بذلك باب المعلومات الخطأ.
وبرر الوزير اختيارهم للإغلاق الجزئي بأن الإغلاق الليلي يكلف »4« ساعات لدخول وخروج المعدات، أهم معوقات الصيانة حسب مدير المشروع للشركة الاستشارية »إسبان« بطء إجراءات المواصفات والمقاييس بخصوص حديد التسليح، وتأخير إمداد المشروع بالكهرباء ونتمنى ألا يجد المهندس في زاويتنا هذه ما يؤخر أعمال الصيانة!
إذا كان حديد التسليح فعلاً غير مطابق للمواصفات فالخطورة في الحديد وغيره من السلع التي تنزل للسوق مباشرة ويستخدمها المواطنون دون دراية.
مدير وحدة »الكباري« المهندس عبد الواحد كان »يسرق الشارع« مرة مرة ليشرح للصحفيين بعض المصطلحات والمسميات التي ذكرها من قدموا العرض.
ما إن عرّفت نفسي استعدادًا للمداخلة وبعد الفراغ منها عاتبني بعض المهندسين وفي مقدمتهم رئيس النقابة الباشمهندس حافظ على طرفة افتتحت بها تحقيق في مجال الطرق والجسور سابقًا لا داعي لإعادتها وقالوا لي »ليس كلهم« وبالتأكيد لم أعمم فلهم العتبى.
