الخرطوم (سونا)
العلاقة بين السودان و مصر علاقة خاصه ، على نحو ربما لم يتيسر لشعبين آخرين فى المنطقة، فهناك صلة النسب والمصاهرة والدم ، ومن الملاحظ أن السواد الأعظم من أهالى أسوان ترجع جذورهم إلى السودان.
العلاقة بين السودان و مصر علاقة خاصه ، على نحو ربما لم يتيسر لشعبين آخرين فى المنطقة، فهناك صلة النسب والمصاهرة والدم ، ومن الملاحظ أن السواد الأعظم من أهالى أسوان ترجع جذورهم إلى السودان.
وتمتد الحدود السودانية المصرية نحو 1273كم ، ويمثل السودان العمق الإستراتيجى الجنوبى لمصر ، لذا فإن أمن السودان واستقراره يمثلان جزءًا من الأمن القومى المصرى، ومن هنا تبرز اهمية حرص الطرفين علي تعزيز علاقات التكامل بينهما.
ومن الملاحَظ أن الدولتين حريصتين على تقوية ودعم العلاقات بينهما فى شتى المجالات، فالسودان يعد الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجارى بين الدولتين الشقيقتين. ولا يتوقف دور القنصلية عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية،فحسب، بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات فى المجالات المختلفة الثقافية والسياسية.
وتأكيدا لدعم العلاقات بين البلدين الشقيقين فى المجالات المختلفة جاءت فكرة تنفيذ طريق بري يربط السودان ومصر "دنقلا - ارقين - أسوان" بتكلفة استثمارية أولية 500 مليون دولار واتاحة مليونى فرصة عمل لأبناء الشعبين، ويصبح من أهم المحاور التى تربط البلدين وتعمل على تيسير الانتقال ودعم التبادل التجارى بينهما.
ويستهدف المشروع ربط المحور الرأسى بين مدينة الاسكندرية (شمال مصر) ومدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا مرورا بدول مجموعة الكوميسا عبر المسافة من ارقين على الحدود المصرية السودانية ومدينة دنقلة عاصمة الولاية الشمالية بالسودان بطول 390 كيلومترا بين ارقين ودنقلة، بجانب 70 كيلومترا وصلات جانبية لربط مسار الطريق بمسار نهر النيل و114 كيلومترا من الحدود المصرية إلى السودان.
الطريق الجديد يهدف إلى تطوير عدد من المشروعات الحيوية المصاحبة التى من شأنها تعزيز العائد المالى وسيساعد على نمو الحركة والعمران فضلا عن إقامة مشروعات مشتركة أخرى على جانبى الطريق من الحدود المصرية السودانية إلى دنقلا.
كما يعمل الطريق علي تطوير عدد من المشروعات الزراعية والخدمية والسياحية بقيمة تقدر ب150 مليون دولار تشمل تكلفة تنفيذ الطريق والخدمات اللازمة، بالإضافة إلى 350 مليون دولار كمرحلة أولى للمشروعات المصاحبة، كما يتيح ما يقارب مليونا فرصة عمل لأبناء مصر والسودان، فضلا عن استزراع مساحة 1.8 مليون فدان.
الاستاذة مريم محي الدين المستشار الاقتصادي المساعد في السفارة السودانية بالقاهرة توقعت أن يتم افتتاح طريق شرق النيل السريع الرابط بين مصر والسودان خلال شهر يناير المقبل.
وقال الاستاذة مريم إن "الطريق سيساهم في تنشيط حركه التجارة البينية، خاصه مع مصر، حيث تضمن خفض تكلفه النقل التجاري وخاصه لحوم الابقار بنسبة 80% تقريباً".
كما سيساهم الطريق ً في تنشيط التعاون مع تركيا صاحبة النشاط الاقتصادي الواسع في السودان، كما أنها تعتبر حلقه وصل بين الدول العربية وأوروبا، مضيفة أن السودان يهتم بالاستثمارات التركية ، وتعتبر أنقرة شريكا تجاريا مهما.
وسيعمل هذا الطريق انتعاشا في الاقتصاد الرسمي بين البلدين، وتشجيع التجارة البينية بين مصر والدول الأفريقية, وهناك ترحيب واسع من الحكومة السودانية بكافة المشاريع, التي ستقام على هذا الطريق؛ لأنه سيفتح فرصا هائلة للاستثمار,.
الطريق يستهدف في المقام الأول البطالة, فهناك مشاريع زراعية سيقوم بها الشباب المصري داخل السودان, وأيضا في الثروة الحيوانية والمعدنية فكل هذه المشروعات بالتأكيد سيدعمها هذا الطريق.