(المنامة - أ ف ب)
افتتح في المنامة مساء الاثنين مسرح البحرين الوطني، احد اكبر المسارح في العالم العربي، «تحقيقا لحلم المسرحيين البحرينيين» وليكون مركزا للفعاليات الثقافية «التي تعزز من روح الوحدة الوطنية»، في بلد تصدرت فيه اخبار الاحتجاجات والاضطرابات واجهة الاحداث في الآونة الاخيرة.
وجرى حفل الافتتاح بحضور ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان ال خليفة، وحشد من وزراء الثقافة العرب والسياسيين والمثقفين ورجال الاعمال، وتخللته عروض بصرية خلابة واستعراضات راقصة غربية جرت في الباحات الخارجية على مدى قرابة الساعتين.
ويقع المسرح، الذي يتسع لألف مقعد ومقعد، الى جانب المتحف الوطني البحريني وتفصله عنه بحيرة صغيرة، على بعد مئات الامتار فقط من منطقة المحرق التي شهدت قبل ايام صدامات بين قوات الامن ومتظاهرين معارضين اسفرت عن مقتل فتى بحسب المعارضة، بينما تقول السلطات انه قضى في حادث سير.
وتشهد المملكة احتجاجات متفرقة لاسيما في المناطق ذات الغالبية الشيعية، كما سجل في العاصمة قبل ايام تفجير خمس قنابل يدوية الصنع اسفرت عن مقتل عاملين اجنبيين، عمدت السلطات اثرها الى سحب الجنسية من 31 ناشطا شيعيا معارضا من بينهم نائبان سابقان.
وقال الملك حمد بن خليفة آل ثاني في كلمة وزعها الديوان الملكي ان افتتاح هذا المسرح يؤكد على «المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق رجال الفكر والمسرح في اقامة العديد من الاعمال والفعاليات المسرحية والثقافية التي تعزز من روح الوحدة الوطنية».
وقالت وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة لوكالة فرانس برس ان هذا الحدث، اضافة الى اهميته الثقافية، «يحمل رسالة تفاؤل وأمل ومحبة الى البحرينيين».
وقالت وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة لوكالة فرانس برس ان هذا الحدث، اضافة الى اهميته الثقافية، «يحمل رسالة تفاؤل وأمل ومحبة الى البحرينيين».
واضافت «إنه حلم انتظره جميع المسرحيين والعاملين بالشأن الثقافي (..) منذ بداية المحاولات المسرحية في البحرين في الثلاثينيات من القرن الماضي».
واعتبرت الوزيرة ان هذا المشروع من شأنه أن يعزز الحركة الثقافية في البلاد من خلال «تحقيق تطوير أدائي وفني على مستوى الفنون الاستعراضية والأوبرالية والمسرحية والأدائية والغنائية وغيرها».
والبحرين، التي تعتز بتراث ثقافي طبعه تأسيس اول مدرسة في الخليج في العام 1925 واول اذاعة ايضا في العام 1941، لا تخلو من المسارح والصالات الثقافية الصغيرة، لكنها «لم تكن تحقق الطموحات التي يتطلع اليها العاملون بهذا الشأن»، على ما قالت الوزيرة.
ويستهل مسرح البحرين الوطني، ذو التصاميم الهندسية المستوحاة من حكايات «الف ليلة وليلة» والجدران الخشبية المذهبة، فعالياته خلال الشهر الحالي وهو «شهر المسرح» من «المنامة عاصمة للثقافة العربية للعام 2012».
واقيم المسرح على مساحة تقارب الاثني عشر الف متر مربع، ويضم الى جانب القاعة الرئيسية قاعة صغيرة تتسع لمئة شخص مخصصة للتدريب والاحتفالات الصغيرة، وهو ثالث اكبر مسرح عربي بعد دار الاوبرا المصرية ودار الاوبرا السلطانية العمانية.
وقد اوكلت مهمة تصميم المسرح الى شركة «ارشيتيكتور ستوديو» الفرنسية، وقامت شركة «دبليو اس اتكينز اند بارتنرز اوفرسيز» بالاشراف على اعمال البناء، وبلغت التكاليف الاجمالية للمشروع 19 مليون دينار بحريني (51 مليون دولار).