الرئيسية » » ‎(الثورة) التي يحتاجها السودان - مقالة للهندي عز الدين

‎(الثورة) التي يحتاجها السودان - مقالة للهندي عز الدين

Written By sudaconTube on الاثنين، أكتوبر 15، 2012 | 1:56 م

المجهر السياسي

(الثورة) الحقيقية المطلوبة لإحداث التغيير في السودان، هي (ثورة التجويد والإتقان) في العمل، بكافة المجالات ومختلف التخصصات، حتى تصبح بلادنا دولة صناعية وزراعية وخدمية منتجة، متقدمة ومتطورة.

فروح (العبثية) واللامبالاة التي يدير بها (الجميع) مرافقنا، ومصانعنا، ومشروعاتنا الزراعية، ومستشفياتنا، ومدارسنا، وجامعاتنا، ووزاراتنا، وأحزابنا، وأجهزة إعلامنا، واتحاداتنا الرياضية، هذه الروح المدمّرة لا يمكنها أن تبني (وطن شامخ.. وطن عاتي.. وطن خيِّر ديمقراطي)..

وكما قال شاعرنا المجيد "محجوب شريف" فإن هذا الوطن لا يبنى (بالصفقة في الرادي.. ولا الخطب الحماسية).
نحن في حاجة إلى (ثورة) شاملة تجدد (دماء العمل) في عروق هذا الشعب، كما يعمل "الماليزيون، والصينيون والأتراك" وكما يعمل جيراننا "الأحباش"!!

في مستشفياتنا (العامة)، لا يلتزم غالب الأطباء (الاختصاصيين) بواجباتهم تجاه مرضاهم كما ينبغي، بسبب فشل إداري مستمر، يستند على ثقافة قديمة، ومتجذرة (خاطئة)، تستثني (كبار) الأطباء من مباشرة العلاج مع المرضى فور انتهاء (العملية الجراحية)، تاركين كل المسؤولية والمتابعة للسادة (النواب) والأطباء (العموميين)!! الاختصاصي لا يطل على مرضاه (المرقدين) في (عنابر) الحكومة البائسة، وقد يعودهم أحد (كبار) الحكومة، ولا يزورهم الاختصاصي!! لأنه مشغول جداً!! و(الميكانيكي) أو كهربائي السيارات، المشهور، يفشل في صيانة ماكينة (منشات) الزجاج، وينتظر أن يأتيه (فك الشفرة) من السعودية!! تماماً مثل (فك الارتباط) الذي تنتظره حكومتنا من حكومة الجنوب مع الفرقتين التاسعة والعاشرة!!

تخيلوا.. أكثر من خمسة متخصصين (كبار) في كهرباء السيارات بالخرطوم، يقبضون يومياً (ألوفات) الجنيهات، لا يستطيعون تشغيل (منشات) سيارة "هونداي" صناعة (كورية).. وليست "شيفروليه ماليبو"، ولا "كاديلاك".. ولا "جي. أم . سي" دعك من "الفيرون" و"الماكلارن"!!

ومشروع الجزيرة تفشل مواسمه الزراعية لأن الإدارة، والوزارة، والمزارع، جميعهم لم يجوِّدوا أعمالهم، ولم ينزلوا إلى (الحواشات)، ولم يتفقدوا الترع (العطشانة) قبل وقت كاف حتى لا (يحرق) المحصول، وتخسر الدولة.. كل الدولة!!

ورجل الشرطة في الشارع العام، لا يهمه فض مشاجرة، أو توجيه مواطن (مخالف) للقانون أو شاب (يبخبخ) سيجارة (بنقو) في (نص الكبري)، إن لم يكن - الشرطي - جزءاً من (دورية) أو (كشة) نظام عام، غالباً ما تقع في خطأ فادح بحق مواطنين آخرين، كما حدث في مداهمة (زوج) و(زوجته)، وجرجرتهما إلى (القسم) رغم إبرازهما لقسيمة الزواج!!

عامل النظافة لا يتقن عمله، فيقذف (كيس) الأوساخ باتجاه (عربة النفايات) فتتطاير حمولة الكيس في الطريق العام.. والحجة أنهم يعملون بدون (حوافز) وأجر إضافي!!

التجار المستوردون يجلبون من الخارج أسوأ أنواع البضائع من الصين، ابتداءً من (لمبات) الكهرباء مروراً بمواسير وصنابير المياه، مروراً بالأثاثات وانتهاءً بالماكينات.. ولا مواصفات.. ولا مقاييس!!

والمهندسون يجلسون في المكاتب الباردة، ويتركون (للمتدربات) من خريجات الهندسة والزراعة، مهمة المتابعة (الميدانية) والمراقبة (الفنية) لتنفيذ الطرق والحدائق والساحات الخضراء!!

والصحفي لا يقصد موقع الحدث.. يبقى في المكاتب ليحصل على المعلومة عبر الهاتف.. وإذا لم يجدها يردد: (فلان ما رد لينا)!!

وكبير الاختصاصيين، يمر مروراً عابراً على أقسام (الولادة) في المستشفيات، يلقي نظرة سريعة على (فايلات) المتوجِّعات من ألم (المخاض)، ثم يغادر غرف العمليات تاركاً وراءه نائب اختصاصي (شاب).. و(داية) بلغت من الرهق حداً.. ومن العمر عتياً..!!
والمعلم (يدك) الحصة.. تماماً كما يفعل بعض التلاميذ من جماعة (الكنبة الأخيرة)!!

وسائق (الحافلة) أو (الأمجاد) لا يبالي إن وقف في (وسط) الطريق ليلتقط راكباً، لا يهم، فالذي يقود سيارة خلفه، باستطاعته أن ينحرف إلى (المسار) الآخر!! يا أخي ما تمش.. الشارع ما واسع!!

وموظفو الحسابات.. موقِّعو (الشيكات) أيضاً لا يبالون بمواعيد قطعوها على عملاء الوزارة أو الشركة المحترمة، فإجابتهم المحفوظة: (كدي تعال بعد يومين.. بعد أسبوع.. يا أخي مُر علينا بعد شهر)!!

نحن شعب لا يتقن عمله في كل المجالات.. قد نتقنه في السعودية.. في الإمارات.. في قطر.. والكويت.. عند الخواجات في بريطانيا.. وأمريكا.. لكننا ندخل في غيبوبة (يا أخي سيبك.. البلد دي ما بتتطور أصلو.. بدونا كم يعني عشان نشتغل ليهم؟!) وغيرها من عبارات الإحباط.. والتواكل.. والفشل..
نمسح (البلاط) في "بيروت".. ونرفض زراعة القمح في "الجزيرة" و"القضارف"!!
نحتاج إلى (ثورة) شاملة من رياض الأطفال وحتى الجامعات، تبني أجيالاً مختلفة، حتى نبني (وطن شامخ.. وطن عاتي.. وطن خير ديمقراطي).
شارك هذا المقال :
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2011. سوداكون - All Rights Reserved
Template Created by Creating Website
Proudly powered by Blogger