الانتباهة
تعرضت محطة الصرف الصحي بمنطقة ود دفيعة بمحلية شرق النيل أمس إلى كسر دعومات الأحواض بالمنطقة الأمر الذي أدى إلى انفجار تام للمياه بالمنطقة واعتلائها للدعومات ودخولها المزارع والأحياء السكنية، وفشلت محاولات هيئة الصرف في احتواء المياه المتدفقة نتيجة الضغط الزائد للمياه، من ناحيته أكد معتمد شرق النيل عمار حامد أن «50» منزلاً محاصرة بمياه الصرف الصحي.
وقال لـ «الإنتباهة» إن مشكلة المحطة لها «30» عاماً. فيما هدَّد المواطنون بإغلاق شارع الحاج يوسف الصناعات في حالة عدم استجابة الجهات المختصة لمعالجة الأوضاع التي وصفوها بالكارثة البيئية، وتخوَّف البعض من تأثر الأطفال صحيًا من مياه الصرف الصحي، واستعجلت لجنة الشؤون الهندسية بالمجلس التشريعي غرفة الطوارئ بالمحلية لتعلية الجسور وسحب المياه من المزارع والأحياء، ووجهت اللجنة لدى زيارتها أمس للمنطقة بالإسراع في استكمال عمليات الصيانة بالمحطة.
وكشفت اللجنة عن نفوق مايقارب أربعة آلاف من الحيوانات منها أكثر من «300» من الأبقار وأكثر من «11» ألفًا من الدواجن الموجودة بالمزارع وألحقت أضرارًا كبيرة تقدَّر بملايين الجنيهات.وأكَّد رئيس اللجنة اللواء موسى حسن أحمد أن المياه حاصرت المنازل وأدَّت إلى إعاقة حركة المرور وتكدُّس السيارات بالطرق، من جانبه قال مدير هيئة الصرف الصحي بولاية الخرطوم المهندس محمد المكي لـ«الإنتباهة» إن معالجة الكسورات تحتاج إلى ستة أشهر، وأكد أن المحطة ستظل في حالة رقابة لحين اكتمال المعالجات اللازمة، وأشار إلى أن الانفجار حدث في ترعة ضخمة تُستخدم لتجفيف المياه بواسطة الهواء وأشعّة الشمس ما نتج عنه أربعة كسورات يقدَّر طولها بـ«50» مترًا تم قفل ثلاثة منها باستخدام «38» قلابًا و«14» تنكرًا لشفط المياه وعشر طلمبات كبيرة وتبقى واحد.
انفجار بحيرة الصرف الصحي ونفوق أكثر من «11» ألف دجاجة بالمزارع
الخرطوم: جميلة حامد
روائح نتنة يشمئز منها المارَّة جيئة وذهابًا وتكدس في سير المركبات العامة والخاصة وتوقعات بنفوق عدد مهول من الدجاج اللاحم بعدد من المزارع وأضرار صحية بالغة نتائجها وخيمة ومردودها سلبي على المنطقة وعلى أصحاب المزارع، بسبب انفجار بحيرة الصرف الصحي بمنطقة الحاج يوسف المايقوما، فكلما تعرضت البحيرة لمثل هذه الكارثة يلبس المسؤولون قناع الوعود التي لم تجد حظها من التنفيذ، لم تكن المرة الأولى ولا الأخيرة لانفجار البحيرة لأن المشكلة الرئيسة لها لم تحل حلاً جذرياً، فقد تعرضت البحيرة في عامي «2001 ــ 2002» لذات السيناريو، وبالرغم من تعهد هيئة الصرف الصحي آنذاك بصيانة المحطة الحالية خلال خمسة أشهر وتحويل البحيرة لموقع آخر يبعد «30» كيلو مترًا من الموقع الحالي بحسب تصريح سابق للهيئة إلا أن ذلك ذهب أدراج الرياح وظل الحال كما هو عليه إلى أن حلت الكارثة والطامة الكبرى، وأكبر دليل على ما قامت به جولة «الإنتباهة» الصور التي تعبر عن حال ما جرى للمنطقة.
مُر الشكوى
من خلال الجولة التي أجرتها «الإنتباهة» بمنطقة الحاج يوسف التقينا بعض أصحاب المزارع الذين شكوا مُر الشكوى من تلك الكارثة التي حلت بهم جراء تدفق مياه بحيرة الصرف الصحي داخل المزارع قبالة البحيرة والمنازل المجاورة للمزارع مما أدى لنفوق «11» ألفًا و«700» دجاجة لاحمة بجانب تعرض معظم الأبقار لكسور بالأرجل بسبب الانزلاق إضافة لنفوق عدد (300) منها مع العلم أن هذه البحيرة يفصلها من شارع الأسفلت حاجز ترابي مما سهل أمر خروج مياه الصرف الصحي للخارج ودخولها للمزارع بجانب طفحها على الشوارع إضافة لما قاله مواطنو حي المزدلفة بالحاج يوسف حول ما يعانونه من مضايقات وأمراض تجلبها بحيرة الصرف الصحي التي تكوَّنت خلال السنوات الماضية بسبب الإهمال الذي أصاب مجال الصرف الصحي، فقد امتلأت البحيرة بتلك المياه وجعلت منها خطراً صحياً يهدِّد حياة سكان المنطقة والأحياء من حولها. كما قال عدد مقدَّر من المواطنين إن رائحة مياه الصرف الصحي ظلت تلاحقهم منذ سنوات وتسبَّبت في إصابة سكان الحي بالعديد من الأمراض خاصة مرض الأزمة والحساسية دون أن تضع لها الجهات المسؤولة عن مياه مجاري الصرف الصحي حلاً علمًا بأنهم قاموا بتقديم عدة شكاوى للجنة الشعبية بالحي إلا أنهم لم يجنوا شيئًا من تلك الوعود. وأوضح صاحب مزرعة غمرتها مياه الصرف الصحي محمد دفع الله أن رائحة بحيرة الفضلات أو الصرف الصحي ظلت تتغول على هذه المنطقة وتتسع عاماً بعد عام دون أن تلجأ الجهات المسؤولة إلى معالجة الأمر رغم علمهم بذلك من خلال الشكاوى العديدة التي تقدم بها السكان، ومضى قائلاً: إن الرائحة أكثر ما تكون انتشاراً ونفاذًا ولكن لم تحدث إزالة رغم وعود الجهات المسؤولة ورغم علمها بتمدُّد الأحياء السكنية.
روائح كريهة
الناظر الآن لوضع الصرف الصحي بمنطقة الحاج يوسف المايقوما يتأكد له أن البحيرة أخذت تتسع في مساحتها مع مرور الوقت حاملة معها كل القاذورات والفضلات التي تفوح منها الروائح الكريهة وتتوالد فيها كل أنواع الطفيليات التي تتسبب في أمراض مختلفة، والصورة خير ناطق بما يشكو منه سكان تلك الأحياء، المياه تصل إلى طرقات الأحياء وتمتلئ المجاري بالمياه الراكدة الآسنة التي لم تجد طريقاً للصرف بعد أن امتلأت البحيرة بقدر لا تستطيع أن تستوعب جديداً عليها واضطر المواطنون إلى استخدام كل أنواع المبيدات والعطور لمقاومة آثار البحيرة من الأبخرة التي تحمل الرائحة الكريهة دون أن يُفضي ذلك إلى حلول أو نهاية مما يعانون ليلاً ونهاراً من مشكلات تسببها البحيرة التي كادت تحتل حتى شوارع الأحياء في المنطقة.
تجاهل وعدم اهتمام
بالرغم من الخسائر الفادحة التي تعرضت لها المزارع المجاورة لبحيرة الصرف الصحى إلا أن الجهات المسؤولة لم تُعط الأمر اهتمامًا والدليل على ذلك أن هذه الكارثة حدثت منذ الساعة «12» مساء أمس الأول وحتى تاريخ كتابة هذه الأسطر الحال كما هو بحسب قول قاطني المنطقة، والسؤال الذى يطرح نفسه هل سوف يتم تعويض المتضررين الذين فاقت خسارتهم «150» ألف جنيه وهل ستتم معالجة ناجعة لبحيرة الصرف الصحي؟ إنه سؤال لا يُدرى متى ستتم الإجابة عنه.