تنمية الشرق.. حديث الأرقام !!
تقرير ( smc)
يشرف النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه صباح اليوم الإثنين بقاعة الصداقة وبحضور الأستاذ موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية مراسم توقيع عقود المقاولين والاستشاريين لمشروعات الطرق، وعقد منحة مشروعات المياه بشرق السودان.
وأعلن المدير التنفيذي لصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق المهندس أبو عبيدة دج أن العقود تشمل تشييد طريق طوكر- قرورة بطول 180 كلم، القضارف- سمسم- أم الخير بطول 146 كلم، وطريق كسلا- كركون- مامان بطول 75 كلم، بقيمة إجمالية تبلغ 200 مليون دولار بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وقال إن التوقيع على هذه العقود يأتي في إطار مخرجات مؤتمر المانحين والمستثمرين لشرق السودان الذي استضافته دولة الكويت في ديسمبر من العام 2010، مشيراً إلى أن مشاريع الطرق، التي تشمل إنشاء كوبري القاش، كوبري دولابيب، وكوبري سيدون، تمثل جزءاً من برنامج متكامل لإعادة تنمية الشرق عبر ربط المناطق الريفية والقرى المعزولة بالمدن والمراكز الحضرية، وتيسير وصول الخدمات الأساسية والسلع إليها، وتسهيل نقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك، مما ينعكس إيجاباً في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لإنسان الشرق، بالإضافة إلى إنشاء محطات تحلية بولاية البحر الأحمر، ومرشحات ومعقمات مياه وسدود ترابية بولايتي القضارف وكسلا منحة من الصندوق العربي بمبلغ 10 ملايين دولار.
وكانت منطقة الشرق، التي تضم ولايات القضارف، كسلا، البحر الأحمر وهي منطقة ذات أهمية تأريخية وسياسية واقتصادية، تعاني من مستويات عالية من الفقر، وقد أعاقت الصراعات والكوارث الطبيعية المتكررة جهود التنمية فيها لفترات طويلة، متسببة في ظهور أسوأ مؤشرات التنمية، وارتفاع معدلات سوء التغذية، والتدني في مستويات الالتحاق بالمدارس، وعدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الصحية والمياه النظيفة.
ويكمُن نجاح اتفاق شرق السودان الذي وُقع بأسمرا عام 2006 منهياً صراعاً ظل دائراً بالمنطقة لسنوات طويلة، في الإرادة الوطنية الصادقة المتمثلة في حرص الحكومة على الوصول إلى سلام، وقد لبى "الاتفاق" أشواق وتطلعات مواطني الشرق، وتطابق مع وطنية وصدق نوايا قيادات جبهة شرق السودان وعلى رأسهم الأستاذ موسى محمد أحمد، د. آمنة ضرار، والأستاذ مبارك مبروك سليم.. مما انعكس نجاحاً في تنفيذ مشروعات تنموية بمدن وقرى وأرياف الولايات الثلاث، يستفيد منها إنسان الشرق اليوم في ظل الأمن والاستقرار الذي يعيشه الإقليم.
ولا يختلف اثنان في أن إنشاء صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق واحدا من نتائج اتفاق أسمرا، كان وراء هذه النجاحات التي تحققت، بفضل توجيهات الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس اللجنة العليا لتنفيذ اتفاق الشرق، الأستاذ موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس اللجنة العليا راعي الصندوق، د. مصطفى عثمان إسماعيل رئيس الجانب الحكومي في مفاوضات اتفاق سلام الشرق منسق مؤتمر المانحين، والأستاذ علي محمود وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق، بعد أن ركز في توزيع موارده البالغة "600" مليون دولار، على تقديم الخدمات، تنمية القدرات المؤسسية والموارد البشرية، تحسين وضع الأمن الغذائي، وتخفيف حدة الفقر.. من خلال تطوير الزراعة وموارد المياه، وتحسين مستوى إدارة الثروة الحيوانية، ونوعية المراعي، وتعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين البنى التحتية بالمنطقة، وقد نفذ منذ انطلاق عمله في يناير من العام 2008، حتى نهاية مايو الماضي (605) مشروعات، ما زال العمل جار في 7 مشاريع، فيما بلغ المنفذ منها بنسبة 100%، (598) مشروعاً في محاور الصحة، التعليم، الطرق، الكهرباء، ترقية الاقتصاد وتنمية المجتمع في الولايات الثلاث بتكلفة بلغت "159.033.892.12" جنيهاً، وقد حظيت ولاية البحر الأحمر ب (124) مشروعاً منها، وولاية القضارف ب (172)، فيما حظيت ولاية كسلا بالنصيب الأكبر من المشروعات التي نفذها الصندوق بعدد (302) مشروعاً.
صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق حدد ضمن خطته العام 2012م عاماً لإنزال مشروعات المانحين إلى أرض الواقع، بعد انقضاء عام كامل عقب مؤتمر المانحين والمستثمرين بالكويت في التخطيط والدراسات وتأهيل المقاولين.. وبعد سداد حكومة السودان مبلغ "1.1" مليار دولار من التزامها البالغ "1.5" مليار دولار، ومساهمة صندوق إعمار الشرق في مشروع سدي عطبرة وستيت بمبلغ "100" مليون دولار من ميزانية ال "600" مليون دولار المخصصة له، وكان هذا الدعم فاتحة الخير لانطلاق العمل في مشروع إنشاء السدين، يوليو الجاري سيشهد بدء العمل في مشروعات شبكات الكهرباء بالولايات الثلاث، بعد أن تم التوقيع على قرض تمويلها منتصف يونيو الماضي بمبلغ "91" مليون دولار في مرحلته الأولى، لتغطية حاجة ولايات الشرق من الطاقة الكهربائية المقدرة بحوالي 741 ميقاوات بحلول عام 2015، وتزويدها بإمداد كهربائي كاف، وتوفير الطاقة للقطاعات السكنية والصناعية والزراعية، وإنارة القرى والأرياف ودعم الخدمات الأساسية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واليوم والصندوق يحتفل بتوقيع عقود المقاولين والاستشاريين لتشييد طرق وكباري في ولايات الشرق بتكلفة 200 مليون دولار بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ليبدأ العمل فيها مطلع أغسطس القادم، ضمن برنامج متكامل للتنمية عبر ربط المناطق الريفية بالمدن والمناطق الحضرية.. الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية خصص مبلغ (270) مليون دولار لتمويل عدد من المشروعات بولايات الشرق خلال الأعوام 2013-2014- و2015، هذا عطفاً على عدد من المشروعات التي سينفذها صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق بتمويل من المصارف العربية والمانحين في مجالات الزراعة، الصناعة والطرق.
قطعت إجراءات تنفيذ خطة تـأهيل وتطوير مشروع حلفا الجديدة الزراعي شوطاً كبيرا بتمويل من بنك التنمية الإسلامي بمبلغ (50) مليون دولار والذي وقع الصندوق على اتفاقية القرض الخاصة به بالخرطوم في أبريل الماضي، ضمن تعهدات البنك في مؤتمر المانحين بالكويت بتأهيل وتطوير خمسة مشاريع زراعية بولايات الشرق بمبلغ (250) مليون دولار.. كما بدأ نهاية مايو الماضي السحب على المنحة الكويتية المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية البالغة (50) مليون دولار، والمخصصة لإنشاء 16 مستشفى ريفي، وبناء 12 مدرسة ثانوية فنية والتي سيقوم بتنفيذها تآلف شركات سودانية وكويتية، أول قطرة من غيث المشروعات التي ستنهال على شرق السودان تنميةً وتطويراً.
ويرى المراقبون أن هذا التآلف في تنفيذ مشروعات المنحة التي تعكس أواصر التعاون والتناصر في الخير، تُمثل فاتحة خير وبركة لتعاون مشترك بين البلدين، ويُعد أنموذجاً في مجال الاستثمار، وقيادة التنمية في السودان، استناداً إلى عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.. وشاهداً على قدرة الشعوب في أن توشج علاقاتها ببعضها.
السودان حكومةً وشعباً عبر عن امتنانه وتقديره للكويت أميراً وحكومةً وشعباً على دعمها المتواصل للبلاد عموماً، ولشرق السودان بصفة أخص بلا منٍّ ولا أذى.. بل في تواضع.. وبابتسامة بشوشة.. وصدر رحب، ويُمثل انطلاق العمل في هذه المشروعات البداية الفعلية لمخرجات المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان، الذي استضافته الكويت تحت رعاية سمو أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في ديسمبر 2010.. وقد تجاوزت تعهدات الدول المشاركة فيه ثلاثة المليارات من الدولارات، بعد أن عزز نجاح صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق في أداء مهامه ثقة المانحين فيه، وحفز للإعداد للمؤتمر المعني.
نجاحات الصندوق لم تدّع إدارته أنه يعود فقط لجهود منسوبيه، وإنما عزته إلى الدور الكبير الذي قام به أهل الفكر والتخصص من أبناء الوطن في جامعاتها ومعاهدها ومنظماتها.. وللإرادة السياسية للدولة.. وقبل كل هذا بتوفيق من الله عزّ وجلّ، الذي قيض لأهل السودان إخوة صادقين، أفاضوا عليهم برعايتهم.. حيث تداعى لندائهم ومنتداهم ثلة من أهل الخير.. فلم يبخلوا بفكرهم وجهدهم ومالهم ودعمهم السخي "لله درك يا كويت أميراً وحكومةً وشعباً".. وجاء تكريم الدكتور سليمان عبد الله الحربي سفير دولة الكويت بالسودان من قبل الحكومة في أعلى مستوياتها، من باب الوفاء لدوره الكبير في فتح آفاق التعاون بين الأشقاء في البلدين.
مواطن الشرق يؤكد لسان حاله أن ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية قد أزال عنه بعض المعاناة التي ظل يعيشها لسنوات خلت، من خلال البرامج الإسعافية التي نفذها صندوق إعمار الشرق والتي تم تحديدها خلال جولة ميدانية قامت بها إدارة الصندوق، تلمست خلالها الحاجة الحقيقية للمواطنين واستصحبت آراءهم ومقترحاتهم في تحديد الأولويات.. وقد صدق الصندوق وأوفى بما وعد به أهلنا في الشرق بوضع أولوياتهم موضع التنفيذ.. وتأكيداً لما تم إعلانه من أن العام الجاري هو عام إنزال المشاريع إلى أرض الواقع.. فإن الدلائل تشير إلى أن مستقبلاً مشرقاً ينتظر السودان عموماً وولايات الشرق بصفة أخص، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود، وتفعيل الأدوار وتكاملها.. وصولاً لتحقيق آمال وتطلعات السودان والسودانيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق